كتب : فادي أشرف | الأحد، 23 يوليه 2017 - 14:36
متعب وتشيستر بينينجتون.. لماذا تصممان على قتل مراهقتي؟
في هذا المقال ستقرأ عن تجربة شخصية، قد تتلامس أطرافها مع تجربتك عزيزي القاريء وفي الأغلب لن يحدث ذلك. ولكن إذا شعرت بقليل من الحماس للقراءة عن أبطال قرروا في أسبوع واحد أن يشوهوا فترة مراهقة صعبة، أطلب منك أن تستمر بالقراءة، وإن لم تجد هذا الحماس لا تقرأ هذا المقال.
عماد متعب
النادي :
يبحث المراهقون دائما عن الشعبية في مجتمعاتهم الصغيرة، المدرسة مثالا، ولكن بطل قصتنا وكاتب هذا المقال لم يكن يعرف كيف تكتسب هذه الشعبية، فوجد ملاذه في موسيقى مختلفة، وكرة القدم.
أتذكر فترة مراهقتي جيدا، كانت كلماتي وأحاديثي معدودة، في معظم الوقت كنت ألعب أو أشاهد كرة القدم، وأستمع للموسيقى. أسرتني الكلمات الحزينة والألحان القوية لفريق Linkin Park، وشكلت جزء لا يستهان به من مراهقتي قبل أن أنمو خارج مرحلة المراهقة وتبقى أغاني Linkin Park لذة أشتاق لها من حين إلى أخر، قبل أن ينتحر مغني الفريق تشيستر بينينجتون قبل أيام قليلة، وبعدها بأيام يصمم بطل مراهقتي الأخر عماد متعب على الموت بنفس الطريقة.
وجدت بعض التشابهات مؤخرا بين متعب وبينينجتون، الأول لا يملك المقومات البدنية ليكون مهاجما هدافا يهابه المدافعون. هو قصير القامة نسبيا، ليس سريعا لدرجة مرعبة، فقط هو ذكي للغاية، وهذا الذكاء جعله دون شك أحد أفضل مهاجمي الكرة المصرية عبر تاريخها، وأهم بطل في مراهقتي التي قضيتها بين ملاعب كرة القدم لاعبا ومشجعا.
123 هدفا في 312 مباراة بالقميص الأحمر يؤكدون حديثي.
اقرأ أيضا – في عالم يدور حول عماد متعب
بينينجتون أيضا، لم يكن وسيما بالشكل الذي يجعله نجما أو Rockstar، ملابسه عادية للغاية ولكنه أيضا موهوب بشدة. ربما لهذا السبب كان هذا الثنائي هم أبطال مراهقتي.
للمرة الثالثة يرفض عماد متعب إجراء عمليات الإحماء، هذا الموقف تكرر منه مرتين إبان فترة مارتن يول والثالثة ضد الفيصلي الأردني، ضف إلى ذلك رفضه لتسديد ركلة الجزاء الترجيحية ضد المغرب التطواني في فترة خوان كارلوس جاريدو.
"لا أعتقد أن عماد متعب وهو يجلس على مقاعد البدلاء، من المنتظر أن يطلب منه عم حارث (عامل غرفة الملابس) القيام بعمليات الإحماء وليس فردا من الجهاز الفني. هذا دور أفراد الجهاز الفني مثل أحمد أيوب وسيد معوض وأنيس الشعلالي مدرب الأحمال. وليس دور عم حارث. ولذلك لم أذهب مجددا لعمليات الإحماء".
"من الواضح أنه يوجد العديد من الأشخاص لا تعرف من هو عماد متعب".
بشكل واضح، أتفهم ما يتعرض له عماد متعب في الأهلي في الوقت الراهن، كما أتفهم أيضا شعوره بالظلم.
ضع نفسك مكان متعب، تحمل خلفك كل هذا التاريخ وفي معظم الأوقات لا تخذل الفريق في أوقات مشاركتك القصيرة. تنتظر بفارغ الصبر البطولة التي ألمحت إدارة النادي وجهازه الفني أكثر من مرة أنها تجربة وفرصة لمن لم يشارك كثيرا خلال الموسم، وتجد نفسك على دكة البدلاء لصالح مهاجم أخر. ماذا ستفعل؟
شارك عماد متعب في 129 دقيقة في الدوري هذا الموسم، فيما شارك عمرو جمال 733 دقيقة. كلاهما سجل هدفا وحيدا في البطولة. الفارق – على الأقل من وجهة نظر متعب - واضح.
الأمر ليس سرا، علاقة المدير الفني للفريق حسام البدري ومتعب ليست الأفضل، وهي كذلك منذ ولايتي البدري الأولى والثانية. متعب دائما خيار ثاني للبدري.
لم يشارك عماد متعب، في 3 ولايات للبدري، سوى 48 مرة فقط، من أصل 140 مباراة قاد فيها البدري الأحمر.
ماذا ستفعل؟
دائما ما عاب متعب سوء الإجابة عن سؤال "ماذا ستفعل؟".
منذ فترة طويلة، تحول متعب رويدا من المهاجم الأساسي، إلى المهاجم الاحتياطي، إلى لاعب بعيد عن التشكيل الأساسي. أحيانا يبدو متعب متفهما لكونه أصبح يبلغ من العمر 34 عاما وأن ما تبقى ليس بقدر ما فات، في أحيان أخرى ينسى متعب كل ذلك وينفجر في وجه الجميع، مدمرا نفسه والفريق، هل تتخيلون نتاج تصريحاته على وليد أزارو الذي قال متعب إنه شعر بالصدمة من مشاركته كتغيير أول؟
وعندما ينفجر متعب في وجه الجميع، يجد أمثالي ممن يظل متعب بطل مراهقتهم، وله في نفوسهم أثر وتفضيل مختلف عن باقي اللاعبين، في موقف حرج.
ربما لا يجد متعب نفس الدلال داخل النادي، ولكن جمهور الأهلي – الذي توقف عن النداء للاعبين بعد أزمة مباراة السوبر المصري 2012 – كسر تلك القاعدة فقط من أجل متعب في مباراة القطن الكاميروني بعد فرصة لم يكن ليهدرها في أي يوم أخر.
بالعكس، وجد متعب المساندة وشد الأزر من الجمهور الذي بالفطرة يفهم ما يمر به متعب. وجد المساندة من زملاءه في استلام درع الدوري وفي هدف وادي دجلة الشهير، وجد الاحتفاء من الجمهور، لكن لقطة سيئة واحدة محت كل ذلك، على الأقل بالنسبة لي.
إن كنت مازلت مراهقا، قد تجد الأعذار لعماد متعب، مثلما قد تجدها لتشيستر بينينجتون. لكننا في عالم من الكبار، يتطلب منك وممن حولك أن يجدوا المساعدة حين يصابون بالاكتئاب حتى لا يتركوا خلفهم زوجة و6 أطفال. لو كنت مراهقا، كنت سأتفهم غضب متعب وحزنه، وأميل لبطل المراهقة الذي في نظري لا يخطيء. لكن مع الوقت والزمن، تفهمت أن النادي الذي أشجعه، وأي نادي، يجب أن يكون فوق الجميع.
حتى هذه اللحظة، لا أفهم مدى الكارثة في أن يبلغ عم حارث متعب بإجراء عملية الإحماء إن صحت رواية متعب. في النهاية، رفض متعب نداء الواجب، سواء أتى من أحمد أيوب أو من عم حارث.
من المؤكد أن متعب أعطى القميص الأحمر الكثير، ولكن لولا القميص الأحمر لما كان عماد متعب من الأساس.
ما أطلبه من متعب بنسبة أكبر ومن الأهلي إدارة وجهازا فنيا بنسبة أقل ليس كثيرا، أرجوكم حافظوا على متعب رمزا وأسطورة للنادي، قبل أن يكون رمزا لمراهقتي، حتى لا ينتهي به الأمر مثل تشيستر بينينجتون، منتحرا.
ولكن يبقى الموت البطيء أصعب وأسخف كثيرا على النفس من الانتحار بالشنق.
وبالنسبة لي شخصيا، مشاهدة أسطورة متعب التي أحيت مراهقتي تموت بشكل بطيء سيكون أمر صعب للغاية.
(أينما كنت شاهد جميع مباريات البطولة العربية عبر تطبيق دوري بلس بتقنية HD)
مقالات أخرى للكاتب
-
العنصرية بطعم أوميكرون وكرامة قارة على المحك الأربعاء، 15 ديسمبر 2021 - 13:46
-
حوار مع صديقي البراجماتي المؤيد لـ دوري السوبر الأوروبي الأحد، 18 أبريل 2021 - 20:35
-
إلى الأصدقاء في مدينة الإنتاج الإعلامي: لقد أصبح الأمر مملا للغاية السبت، 27 فبراير 2021 - 18:36
-
شيء من الخوف: ابن حميدو (الجزء الثاني) الثلاثاء، 25 فبراير 2020 - 12:59