سبع سنوات مرت على أول مشاركة للشاب الصغير ماتيا دي تشيليو مع ميلان تحول فيها من "خليفة باولو مالديني" إلى مدافع خيب آمال وتوقعات جماهير الفريق الأحمر والأسود.
"أعتقد أن ماتيا دي تشيليو هو الوحيد فقط من المجموعة الحالية القادر على تتبع خطى مسيرتي الكروية"، هكذا تحدث عنه سابقا مالديني نفسه ولكن صاحب الـ24 عاما قرر بعد 6 مواسم كاملة قضاها مع الفريق الأول للفريق الرحيل والذهاب إلى المنافس يوفنتوس.
لم تحزن جماهير ميلان بالتأكيد على رحيل مدافعها الشاب الذي ظل مرتبطا بالانتقال للسيدة العجوز في أخر موسمين في الإنتقالات ولكن الرحيل جاء أخيرا في نفس الصيف الذي استعاد فيه ميلان عافيته الشرائية فتم تدعيم صفوف الفريق بتشكيلة جديدة تماما جعلت جماهير الفريق لا تعبأ لقرار رحيل الظهير الإيطالي بل ترحب به بعد خيبات أمل متتالية.
"لم أر لاعبا يتدخل بهذه الثقة والجرأة في تلك السن الصغيرة" فرانكو باريزي لـESPN عن دي تشيليو في 2014.
مدافع ذكي يمتلك الكثير من الحماس والتوقيت الحاسم في الإنقضاض على الكرة، ذكر الجميع في أداءه الدفاعي بالأسطورة الإيطالية باولو مالديني وذلك في بداياته مع ماسميليانو أليجري الذي قام بتصعيده بداية من صيف 2011.
موسم واحد فقط مر على تصعيده ليجد المدرب يعطيه القميص رقم "2" التاريخي في صفوف ميلان والذي ارتداه من قبله نجمي الفريق ماورو تاسوتي والبرازيلي كافو قائد الفريق التاريخي لميلان.
ست سنوات مرت على هذه الموهبة الشابة التي اضطرت في وقت ما خلال هذه الفترة إلى اللجوء لمعالج نفسي من أجل استعادة روحه الغائبة ومحاولات للتغلب على التقلبات التي ضربت مسيرته الكروية.
السبب لم يكن في موهبته بالتأكيد ولكن الأجواء المحيطة لفريق ميلان لم تكن تساعد على النجاح في الفترة الماضية، فمنذ رحيل أليجري عن ميلان تعاقب على ميلان كلارينس سيدورف وفيليبو إنزاجي وكريستان بروكي وهؤلاء لا يمتلكون أي خبرات تدريبية سابقة لنقلها للمدافع الشاب.
سينسيا ميهالوفيتش المدرب التالي لميلان هو أخر من يعطي نصائح لمدافعين، وفيتشنزو مونتيلا كان من مدرسة تدريبية سادسة مختلفة تماما عن سابقيه كل هذا والمدافع الشاب يحاول التأقلم والتعلم ولكن دون جدوى مما ساهم في توقف مسيرة تطوره منذ رحيل أليجري في 2014 وحتى الآن.
العودة لأليجري كانت خياره هذا الصيف من أجل لم الشمل مع المدرب الذي أعطاه الثقة في البداية ومن ساعده للتطور وحوله لـ"خليفة مالديني".
سيعود دي تشيليو مرة أخرى للتعلم وسيجد أستاذا يعطيه جرعات فنية وتكتيكية تعيد إليه روحه مرة أخرى وسيكون سعيدا أخيرا في كل مرة يدخل فيها إلى محاضرة فنية قبل أو بعد المباريات فعلى الأقل من يتحدث لديه الخبرة الكافية لمعرفة الأخطاء وتصحيحها بعكس حقل التجارب الذي كان يحدث في ميلان خلال السنوات الأخيرة.
وفي غرفته، بالتأكيد أليجري سعيد بحصوله على دي تشيليو أخيرا وضمه لفريقه يوفنتوس فهو أكثر العارفين بموهبة اللاعب وقدراته الدفاعية سواء على الطرف الأيمن أو الأيسر.
"الجوكر الدفاعي" الذي يحلم به أنضم أخيرا لتعويض رحيل داني ألفيش عن الفريق، لن يكون عليه القلق كثيرا لرحيل ليوناردو بونوتشي، فالشاب دانييلي روجاني جاهز لخلافته ولكن دي تشيليو بالنسبة لأليجري هو الخليفة الأمثل لكل تشكيلاته وخططه المختلفة.
في الموسم الماضي كان ألفيش يشارك كجناح في تشكيلة 4-2-3-1 عندما يلعب الفريق في دوري أبطال أوروبا للإستفادة من قدراته الهجومية ومن وراءه كان يشارك أندريا بارزالي لتغطيته دفاعيا، بينما في الدوري المحلي كان ألفيش هو الظهير الأيمن وأمامه الجناح كوادرادو.
انضمام دي تشيليو إلى يوفنتوس سيريح أليجري من كل تلك التغيرات فالجناح سيكون فيديريكو بيرنارديسكي القريب من إنهاء إجراءات إنتقاله إلى يوفنتوس ودي تشيليو سيكون الصخرة الدفاعية التي ستتوقف عليها هجمات المنافسين من خلفه.
متوسط تدخلات دي تشيليو على لاعبي المنافس هو 2.2 في المباراة الواحدة و1.4 متوسط قطعه للتمريرات في المباراة الواحدة و3 تشتيتات للكرة بعيدا عن مناطق الخطورة على فريقه في كل مباراة. كل هذا ولا يرتكب أكثر من 1.2 خطأ على لاعبي المنافس في المباراة الواحدة.
بالتأكيد لن يكون عليه القلق من أن يفقد كريستان زاباتا تركيزه، أو من سوء تمركز جابريل باليتا وبطئ دانيلي بونيرا عندما سيلعب في يوفنتوس، فهناك سيكون بجانبه الخبراء جيورجيو كيلليني وأندريا بارزالي ومعهم الصخرة الإيطالية الشابة دانيلي روجاني إضافة إلى المهدي بن عطية الذي استعاد جزء كبير من مستواه الكبير خلال الموسم الماضي.
أما إذا أراد أليجري الهجوم فلن يكون عليه إخراج ظهيره الأيمن والدفع بظهير هجومي أخر فدي تشيليو مميز على الجانب الهجومي بسبب سرعته ودقة تمريراته بنسبة تصل إلى 82%، كما يملك معدلا بصناعة 0.9 فرصة تهديفية في المباراة الواحدة لزملاءه ولا تنسى بأنه في أغلب مسيرته قد لعب كظهير أيسر دفاعي بشكل أكثر نظرا لضعف قدمه اليسرى التي لا يستخدمها بشكل أساسي في إرسال عرضيات متقنة وهو ما لن يعاني منه على اليمين في يوفنتوس.
وقبل ذلك فدي تشيليو يمكنه اللعب كقلب دفاع أيضا في طريقة 3-5-2 وذلك سيضع المنافس ومدربه في حيرة من أمره هل سيهاجم أليجري بدي تشيليو أم سيبقيه في الدفاع؟ هل يمكن إختراقه والتركيز على جبهته أم أنها ستكون حرب خاسرة؟ هل هي 4-2-3-1 أم أنها 3-5-2؟
مرونة تكتيكية كبيرة تحصل عليها أليجري بتواجد صاحب الـ24 عاما في تشكيلته للموسم المقبل وهو ما يفضله المدرب الإيطالي لفريقه على أرضية الملعب وما يعطيه دائما التفوق على منافسيه في السنوات الأخيرة.
سيجد الشاب الإيطالي في يوفنتوس الراحة والاستقرار اللازم من أجل أن يتألق ويتطور وقبل كل ذلك مدرب يثق في كل امكانياته، وأليجري لن يجد أفضل من دي تشيليو لطريقة لعبه.