أكدت تقارير عديدة اقتراب باريس سان جيرمان من دفع 222 مليون يورو (196 مليون استرليني) لبرشلونة من أجل ضم نيمار خلال الصيف الجاري.

نعم.. مائتان وأثنان وعشرون مليون يورو.. الرقم الذي قرأته صحيحا، وهو ما يزيد عن ضعف الرقم القياسي المسجل في انتقالات اللاعبين عندما رحل كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد.

وبحسب (فوربس) فتقدر قيمة مانشستر يونايتد وريال مدريد التسويقية 3 مليار جنيه استرليني تقريبا، لذا فإن ضم نيمار لأي من الفريقين لا يمثل أي تعجب.. لكن ماذا عن باريس سان جيرمان؟

كيف يمكن أن يستثمر سان جيرمان الذي لا يقع في المراكز الـ10 الأولى من الأندية الأغنى في العالم في لاعب ينفقون فيه ثلث قيمتهم دون الوقوع في خرق لوائح اللعب النظيف؟

ويعرض FilGoal.com طرق نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC لكي تمكن سان جيرمان من تجاوز أمر خرق قواعد يويفا للعب النظيف..

طريقة السداد

هل سيدفع سان جيرمان قيمة الصفقة 196 مليون استرليني على دفعة واحدة؟ أم يتم تقسيطها؟ أم دفعات لمدة ثلاث سنوات إضافة لبعض الفوائد؟

خبير التمويل في كرة القدم البروفسير روب ويلسون ألقى بعض الضوء على كيفية التوصل لاتفاق بين سان جيرمان وبرشلونة لدفع قيمة الصفقة.

وقال ويلسون: "أغلب ما تفعله الأندية عندما تقوم بشراء لاعب سواء كان ثمنه باهظا أو منخفضا فإنك ستدفع المقابل على مدى عقد اللاعب مع النادي".

وأضاف "لنفترض أن سان جيرمان سيقومون بشراء اللاعب مقابل 200 مليون استرليني ويتم توقيع عقد لمدة 10 سنوات مع اللاعب.. هذا يعني أن الباريسيين سيدفعون 20 مليون سنويا، وبالطبع لابد أن يوافق النادي البائع على طول هذه المدة".

وتابع "يتوقع بالتأكيد أن يدفع سان جيرمان مبلغا كبيرا كمقدم الصفقة في هذه الحالة.. فعندما انتقل رونالدو إلى ريال مدريد طلب مانشستر يونايتد الحصول على 80 مليون استرليني كاملة قبل إتمام الصفقة".

وواصل "بالنسبة لنيمار، أعتقد أن هناك دفعة أولية لن تقل عن 100 مليون استرليني لبرشلونة، ثم بعد ذلك يتم تقسيم المبلغ المتبقي إلى دفعات".

كيف يمكن لسان جيرمان تعويض هذه المبالغ؟

السؤال الذي يتبادر في ذهن الجميع.. هل سيستطيع سان جيرمان أن يعوض 222 مليون يورو التي أنفقها لشراء نيمار؟ الإجابة نعم في وجود لاعب موهوب للغاية إضافة إلى أن له قيمة تسويقية مرتفعة.

فوفقا لـ(فوربس) فإن البرازيلي يأتي في الترتيب الـ18 بين الرياضيين الأكثر ربحا في العام براتب يصل إلى 11.54 مليون استرليني بالإضافة إلى 17 مليون استرليني لاستثمارات إعلانية شخصية مع نايكي وجيليت وباناسونيك وبيتس باي دراي.

هذا بالتأكيد جيد للاعب نفسه.. لكن ماذا عن سان جيرمان؟

يقول ويلسون: "أعتقد أن سان جيرمان قادر على استرداد المبالغ لأن اللاعب قابل للتسويق بقيمة عالية جدا".

وتابع "سيكون على سان جيرمان التوصل لاتفاق مع اللاعب ووكيله على الحصول على الحق التسويقي أو نسبة منه.. وكيف يمكن للباريسيين استغلاله تجاريا بالشكل الأمثل".

وأشار الخبير التمويلي "أعتقد أنه عندما تضم لاعب بهذا الحجم وسط هذا الكم من الاهتمام الإعلامي، فإن الشركات والمؤسسات التجارية ستكون أكثر اهتماما به وبباريس سان جيرمان كنادي".

قمصان اللاعب

أول أبواب استرداد الأموال التي سينفقها سان جيرمان على ضم اللاعب هو قمصان النادي التي سيتزاحم عليها الجمهور لشرائها.. لكن كم سيحصل منها؟

تأكد أن الرقم لن يكون قليلا.. راعي سان جيرمان هو شركة (نايكي) ويحصل النادي على 21.5 مليون جنيه استرليني سنويا.

ويشرح ويلسون: "هناك أسطورة حول قصة مبيعات القمصان.. وهي أن الشركة المنتجة للقميص تحصل على نصيب الأسد من أرباح المبيعات".

وتابع "على سبيل المثال، مانشستر يونايتد يحصل على 75 مليون استرليني وهو رقم ثابت مهما زاد أو نقصت المبيعات.. يحصلون على هذا الرقم".

وتطرق لنيمار "لا يمكنك أبدا أن تتخيل أنه يمكنك الاستثمار في قميص لاعب واحد فقط بحجم نيمار الذي سيساعدك على ضخ إيرادات كبيرة من بيع القمصان".

وواصل "كل هذا بخلاف قدرات اللاعب الفنية التي ستضيف لفريقه وستزيد من المكاسب المالية على مدار الموسم".

ماذا حدث لقواعد اللعب المالي النظيف؟

في 2014 سن الاتحاد الأوروبي قواعد مالية لمنع الأندية من الإنفاق من خارج مواردها بعدما تدخلت أموال لا تأتي من كرة القدم في الصفقات.

فلابد أن يكون الإنفاق الذي تقوم به الأندية مصدره متصل بكرة القدم سواء بث تليفزيوني أو تذاكر حضور المباريات والعوائد التجارية المختلفة، وقد تعرضت أندية مثل مانشستر سيتي وموناكو وإنتر ميلان وروما لعقوبات بسبب خرق هذه اللوائح.

وفي 2014 وقع باريس سان جيرمان في خطأ كسر قواعد اللعب المالي النظيف عندما تم بيع حقوق النادي مقابل 167 مليون استرليني بعقد تجاري لهيئة قطر السياحية وهو ما رأتها لجنة يويفا قيمة مبالغ فيها.

فتم توقيع غرامة بقيمة 20 مليون استرليني على سان جيرمان وشارك الفريق في دوري أبطال أوروبا بـ21 لاعبا فقط بدلا من 25 في موسم 2014-2015.

وتم تحديث لوائح يويفا في يونيو 2015 وجعلت أن الراعي إذا كان له علاقة بمالك النادي فهو يسمح بضخ إيرادات تمثل 30% من إيرادات النادي.

وقال جوسيب بارتيميو رئيس برشلونة إن باريس سان جيرمان لن يتمكن من التوافق مع لوائح اللعب المالي النظيف إذا قام بدفع 196 مليون استرليني من أجل نيمار.

وقال ويلسون الخبير المالي على هذا: "إن اختراق سان جيرمان لقواعد اللعب المالي النظيف لن يتحدد قبل متابعة الضخ المالي لنادي سان جيرمان في العامين المقبلين".

وأضاف "نحن لا نعرف حقا كمية الانفاقات والاستثمارات التي سينفقها ملاك النادي ويستثمرونها بشكل واقعي في الأعوام المقبلة".

وتابع "إذا وجدت سان جيرمان عقد رعاية يمكنه سد قيمة صفقة نيمار ستكون لا مشكلة".

وأتم "حتى الآن باريس سان جيرمان في موقف جيد من حيث اللعب المالي النظيف، لكن أتوقع لهم أن يقوموا ببيع بعض اللاعبين لتحقيق التوازن أكثر قليلا".