خلال المباراة التي جمعت بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي ظهرت أزمة متشابهة في كلا الفريقين على مدرب كل منهما إيجاد حلا لها إن أراد الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الموسم المقبل.
وحقق يونايتد انتصارا وديا على غريمه سيتي بهدفين دون رد صباح يوم الجمعة في الكأس الدولية للأبطال في إطار استعدادات كلا الفريقين للموسم الجديد.
ويستعرض FilGoal.com ملامح من الدربي الإنجليزي الذي أقيم على الأراضي الأمريكية.
مانشستر يونايتد
أزمة دفاعية
عانى يونايتد دفاعيا بالتحديد خلال الشوط الأول على الرغم من اشتراك الوافد الجديد فيكتور ليندلوف.
وكاد سيرجيو أجويرو ينجح في تسجيل هدفا مبكرا لولا تدخل من كريس سمالينج على مرتين.
أيضا ظهر جليا معاناة يونايتد في مركز الظهير الأيسر الذي شغله دالي بليند في الشوط الأول ثم ماتيو دارميان وكان الأمر بمثابة ثغرة في دفاع الفريق الأحمر.
وفي ظل غياب لوك شاو وماركوس روخو للإصابة يبدو أن يونايتد سيظل يعاني في ذلك المكان إن لم يجد مورينيو حلا.
أين يلعب بوجبا؟
طوال الموسم الماضي كان جميع مدربي الدوري الإنجليزي والنقاد يتحدثون عن أن بول بوجبا يجب أن يلعب بشكل متقدم أكثر في الملعب بدلا من اللعب في مركز أقرب للارتكاز.
وعلى الرغم من صحة الأمر إلا أن بوجبا ظهر مميزا للغاية ومتحكما في إيقاع اللعب ويعرف كيف يقود فريقه للأمام وكيف يهدء من سير اللقاء.
ولا يوجد لقطة أفضل مما قدمه بوجبا من صناعته للهدف الأول بعدما مرر تمريرة طولية من منتصف الملعب للوكاكو ليجعله منفردا بمرمى سيتي.
وفي الشوط الثاني ومع إجراء التبديلات لعب بوجبا في مركز أقرب لصانع الألعاب مع وجود مايكل كاريك ومروان فيلايني خلفه خاصة مع ظهور الأخير بشكل مميز واستخلاصه للكثير من الكرات من منافسيه.
فأين يلعب بوجبا الموسم المقبل في ظل اعتماد مورينيو على طريقة 4-2-3-1 هل يكون من ثنائي الارتكاز أم من ثلاثي الوسط الهجومي؟
صانع الألعاب
خلال الشوط الأول من المباراة اعتمد مورينيو على تجربة هنريك مخيتاريان في مركز صانع الألعاب الصريح بدلا من الجناح الأيمن مع اعتماده على راشفورد وخيسي لينجارد في الناحيتين اليمنى واليسرى.
على الرغم من أن مخيتاريان صنع الهدف الثاني وظهر بشكل مميز إلا أن يونايتد مازال يعاني في إيجاد لاعبا يستطيع نقله سريعا من الدفاع للهجوم.
ففي الكثير من الأحيان كان يضطر الفريق لتمرير الكرة لطرفي الملعب أو للخلف حتى يستطيع باقي اللاعبين تقديم الزيادة الهجومية الفعالة.
فرصة لمارسيال؟
انتقد مورينيو لاعبه مارسيال كثيرا الموسم الماضي وظهرت خلافات كثيرة بين الثنائي أدت لجلوس اللاعب الفرنسي كثيرا على مقاعد البدلاء على الرغم من أن موسمه الأول مع يونايتد كان مميزا.
ولكن قد يبدو أن مارسيال قد تكون لديه فرصة يستغلها للمشاركة بدلا من لينجارد.
لم يظهر لينجارد بشكل مميز خلال الدربي وخلال المباريات التي يلعب فيها دائما ما يفقد الكرة بسهولة وعلى اللاعب الفرنسي استغلال الأمر إن أراد عدم الجلوس بديلا لزميله الإنجليزي أو ربما إيفان بيريسيتش حال ضمه من إنتر ميلان.
راشفورد ولوكاكو
ظهر راشفورد ولوكاكو بشكل مميز للغاية وكان بين الثنائي تفاهم كبير في الملعب وواصل كل منهما تألقه في تسجيل الأهداف في ثالث مباريات يونايتد الودية.
راشفورد سجل حتى الآن ثلاثة أهداف في فيما أحرز لوكاكو هدفين.
يبدو أن الثنائي سيكون قويا للغاية خلال الموسم المقبل وقد يقود يونايتد لاعتلاء منصة الألقاب مرة أخرى بعد الموسم الماضي.
أيضا ظهر حارس مرمى يونايتد ديفيد دي خيا بشكل مميز وتصدى لفرصتين محققتين لسيتي.
مانشستر سيتي
أزمة دفاعية
مثل مانشستر يونايتد عانى مانشستر سيتي من الكثير من الهفوات الدفاعية خاصة في المباراة واستطاع لوكاكو استغلال ذلك الأمر لصالحه في أكثر من مناسبة.
تماما مثل الموسم الماضي عانى سيتي من ثغرات دفاعية ويستغلها منافسوه بالشكل الأمثل للوصول لمرماه بتمريرة واحدة أو مرتدة سريعة.
حدث ذلك الأمر في الهدف الأول مع لوكاكو والثاني في مرتدة سريعة حولها مخيتاريان إلى راشفورد الذي سدد مباشرة في الشباك.
خدعة إيطالية نحو المزيد من الهجوم
استخدم بيب جوارديولا لاعبه فيرناندينيو في مركز الظهير الأيسر في الشوط الأول من المباراة، والمدافع إلياكيم مانجالا في نفس المركز بالشوط الثاني.
تجربة الثنائي في هذا المركز كانت لتنفيذ خدعة فنية جديدة ولحماية الجناح الأيسر وعدم عودته للخلف لتأدية الواجبات الدفاعية فلم نر رحيم سترلينج في الشوط الأول أو ليروي ساني يعودا للخلف للدفاع.
تلك الطريقة لم تخدم الجناح الأيسر فقط، بل أضافت توازن دفاعي للفريق حين يقوم الظهير الأيمن بالتقدم للأمام لأداء الواجب الهجومي بتواجد 3 مدافعين في الخلف.
اقتبس جوارديولا ما قام به فابيو كابيللو مع يوفنتوس ما بين 2004 و2006 بالتحديد مع الفرنسي جوناثان زيبينا حيث يرغب في أن يكون ذلك الأمر أحد أسلحته في الموسم الجديد لاستغلال قدرات لاعبيه الهجومية دون وجود ثغرات دفاعية.
جرس إنذار؟
فشل خط وسط مانشستر سيتي في السيطرة على مجريات الشوط الأول من اللقاء، على الرغم من هوس جوارديولا بالاستحواذ على الكرة.
السبب يعود لتركيبة خط الوسط فوجود يايا توريه وحده دون مساندة جعله يخسر الثنائيات أمام بول بوجبا ولم يقدر على مجاراة سرعات ماركوس راشفورد وخيسي لينجارد وتحركات هنريك مخيتاريان خاصة وأن الإيفواري لم يجد الدعم الكافي من كيفن دي بروين زميله في خط الوسط.
ما قدمه توريه وخط وسط مانشستر سيتي يلزم جوارديولا بالتعاقد مع لاعب وسط قادر على تنفيذ خططه أو تغيير جزء من أسلوبه خصوصا وأن كبر سن توريه وكثرة إصابات إلكاي جوندوجان وتهور فيرناندينيو لن يخدم أفكار المدرب الإسباني.
المباراة حملت جرس إنذار لجوارديولا قبل بداية الموسم.
تجربة الناشئين
شهدت المباراة تجربة جوارديولا للعديد من اللاعبين الناشئين القادمين من أكاديمية مانشستر سيتي فظهر فيل فودين وتوسين أدارابيويو وباتريك روبرتس وبراهيم دياز وأوليكساندر زينشينكو.
مشاركة خمسة لاعبين دفعة واحدة خلال لقاء هام مثل ذلك حتى وإن كان وديا فهو يوضح نظرة جوارديولا لناشئي ناديه واهتمامه بتصعيدهم خلال الفترة المقبلة.
هذا الأمر بالتأكيد سيعود بالنفع على سيتي فهو سيجعل معدل أعمار الفريق ينخفض كثيرا ويفيده على المدى البعيد كثيرا جدا.