تقف رغبة لاعب كرة القدم سدا منيعا أمام رأسمالية الأندية مهما دفعت من خزائنها إلى النجم هذا أو ذاك.
وإن كان الأهلي هو الملاذ الأول لأي لاعب مصري كونه النادي الوحيد الذي تتوفر به كافة الإمكانات ويمتلك جميع مقومات النجاح فإنه لن يوفر للاعبه مواجهة إدين أزار وأليكسيس سانشيز.
يضم الأهلي بين صفوفه نجوما يلعبون جميعهم على المستوى الدولي ويمثلون منتخبات بلادهم، ليس غريبا أن يصبح أحمد حجازي مطلوبا في إنجلترا.
لكن الغريب تصريحات حسام البدري عندما وصف رحيل اللاعب بالـ"خطر" الذي يهدد مسيرة الأهلي، وأنه يستغرب إصرار حجازي على الرحيل! (طالع تصريحاته من هنا)
متى تأتي الأندية لتطلب ود اللاعبين الكبار؟ إن كان الموسم عندنا لم ينته فهذه ليست مشكلة وست بروميتش ألبيون.
ولا ننسى أن حجازي كان مطلوبا في أوروبا يناير الماضي لكن الأهلي رفض وقتها الحديث في الأمر.
ويعلم جيدا مسؤولو الأهلي أن لاعبيهم مطلوبون في كبرى الأندية وأنهم لن يقدروا على الوقوف في طريقهم لأنه لا تجوز المقارنة بين كرة القدم عندنا وبين الدوري الإنجليزي وغيره.
ولن يذهب حجازي إلى إنجلترا بثمن بخس وإنما قد يحصل الأهلي في النهاية على 110 مليون جنيه إذا بيع العام المقبل بخلاف 30 مليون جنيه الآن.
يستطيع الأهلي بهذه الأرقام أن يحصل على أفضل مدافع في إفريقيا كلها، ويقدر الآن على جلب أفضل مدافع في مصر ليعوض حجازي.
فأي لاعب كرة قدم في مصر يتمنى الأهلي ولو جلس بديلا.
وعن انتقاد الجمهور لقرار حجازي فلن أقول سوى ضع نفسك مكانه، الفرصة قد لا تأتي مرة أخرى.
كان بمقدور الأهلي أن يمنع حجازي من الرحيل، يرغمه على استكمال عقده، لكن تبقى حتى اللحظة رغبة لاعب كرة القدم هي الحاجز بينه وبين الرأسمالية، هي من تحدد مستقبله وليس النادي الذي يمتلك عقده.
وإذا رفض الأهلي وأصر على وجود لاعبه، هل سيؤدي حجازي واجبه على أكمل وجه بعد حرمانه من فرصة اللعب في الدوري الإنجليزي؟
إذن يبقى قرار الموافقة على رحيله هو الأفضل للأهلي أيضا.
هل تذكرون موسم سيسك فابريجاس الأخير في أرسنال (2010-2011) عندما رفض الأخير عرض برشلونة رغم رغبة اللاعب في الرحيل.
كان متواضعا للغاية، بل كاحل فابريجاس تسبب في هدف ليونيل ميسي عندما التقى الفريقان في ثمن نهائي دوري الأبطال.
والنتيجة، انصاع أرسنال لرغبته ورحل الموسم التالي.
لا يقدر فريق على الوقوف أمام طموح لاعبه، وإلا لتمكن ريال مدريد من الإبقاء على ألفارو موراتا الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من الرحيل.
فلا يرغب زين الدين زيدان في رحيله لكن اللاعب اتخذ قراره.
تابعني من هنا.