في عام 1976، سافر المنتخب المصري إلى إثيوبيا من أجل خوض منافسات كأس أمم إفريقيا بفريق ناشئ سعيا نحو اللقب، فريق أبرز نجومه (الخطيب، حسن شحاتة، مسعد نور، فاروق جعفر، أسامة خليل) من أجل حصد اللقب أو المنافسة على الأقل.
الفريق المصري وقع بمجموعة صاحبة الأرض إثيوبيا مع أوغندا وغينيا أيضا.
وفاز منتخب مصر بمباراته الأولى أمام أوغندا 2-1 وتعادل مع غينيا إيجابيا 1-1، وبقت له مباراته الأخيرة أمام إثيوبيا ولا يحتاج سوى التعادل للتأهل مع غينيا للدور الثاني أمام نيجيريا والمغرب.
يروي لكم الصحفي الشهير محمود معروف قصة بطلها محمود الخطيب بإثيوبيا عن محاولة لخطف أسطورة الكرة المصرية.
يحكي محمود معروف في كتابه الأول "نوادر ومقالب نجوم الكرة" عام 1977 الواقعة:
"نزل لاعبو المنتخب الوطني من أجل التسوق وشراء السلع الناقصة في مصر بغرض التجارة بها، كان الأمل كبيرا في المنتخب المصري بالحصول على نقطة التعادل أمام إثيوبيا".
"التف الصبية حول نجوم المنتخب المصري وقد حفظوا أسمائهم وأبرزهم محمود الخطيب، كانوا ينادونه بالأسواق "بيب" وهذا راجع إلى أن سكان هذا الحي 90% منهم مسلمين ويحضرون الصلوات مع المنتخب المصري بجامع الأنور والذي سمي بهذا الاسم نسبة للرئيس محمد أنور السادات والذي ساهم بجزء من بناءه وإلحاق مدرسة لتعليم اللغة العربية".
"سرنا في مجموعة أنا، محمود الخطيب، عماشة، عمر عبد الله، إبراهيم يوسف وأسامة خليل لشراء فرو القرود الناعمة ويطلق عليها في إثيوبيا لقب جوريزا".
"أبدى الخطيب رغبته في شراء قطعة منها وتطوع أحد الشباب في إرشاده نحو المحل الذي يبيع هذا النوع من الجلد، ولكن صاحب المحل أفهمه بأن هذا الفراء محرم وممنوع بيعه لأن القرود أوشكت على الانقراض من إثيوبيا وموطنه الأصلي الغابات المحيطة ببحيرة تانا بداية مصب النيل".
"سرنا في الطريق إلى هذا المكان أنا والخطيب وصاحب المحل، وطال الطريق بنا وأبدى الخطيب مخاوفه وكان على حق، فطلب الرجوع وعاد لسيارة البعثة، أما أنا فأخذتني حب المغامرة وسرت مع الشاب الإثيوبي والذي أفهمني طوال الطريق بأن تجارة الجلود محرمة مثل تجارة المخدرات في مصر وقطعنا بقدمينا أكثر من خمسة كيلو سيرا على الأقدام".
"وصلنا أخيرا للمقر الذي حكاه الصبي، وهبطنا بعض درجات السلم نحو سرداب طويل استلزم إضاءة لمبة، فوصل إلي إحساس أنني قد وقعت بفخ أو مصيدة".
"وهنا سمعت عتاب كبير بين أحد الأشخاص وصاحب المحل الذي سمعته ينهره بأن هذا ليس الخطيب، والثاني يرد عليه بأنه الخطيب ويشير إلي ويقصدني، واتضح أنهما كانا يخططان لإخفاء الخطيب عن مباراة مصر وإثيوبيا في اليوم التالي، للسمعة الكبيرة التي تركها بعد أول مباراتين مع المنتخب".
"بالطبع شعرت بالخطر وجريت لاهثا من أمام السرداب وناديت على أول تاكسي مخصص لفرد واحد حتى أذهب بسرعة لمقر البعثة، ولم أبرح الليلة حتى أبلغت مسؤولي البعثة وفرضوا حراسة مشددة على مقر إقامة الفريق وخصوصا غرفة الخطيب".
لعب الخطيب المباراة أمام إثيوبيا وتألق بشدة وصنع هدف مصر لحسن شحاتة وانتهت المباراة بالتعادل 1-1، وخرج أصحاب الأرض من الدور الأول.