بالتأكيد لا حاجة للحديث عن القدرات الفنية للمدافع ليوناردو بونوتشي فلا غبار عليه كواحد من أفضل المدافعين في العالم حاليا.
انتقال المدافع الإيطالي من يوفنتوس إلى ميلان أثار العديد من الأسئلة حول قراره خصوصا مع انتشار الكثير من الشائعات حول اهتمام من تشيلسي ومدربه أنطونيو كونتي ومانشستر سيتي ومدربه بيب جوارديولا.
كونتي يعلم من هو بونوتشي وجماهير يوفنتوس تعرف جيدا العمل الذي قدمه كونتي عندما وصل إلى يوفنتوس منذ ستة اعوام وكيفية تعامله مع بونوتشي الذي تحول مع المدرب الإيطالي من مدافع كثير الأخطاء إلى صخرة دفاعية تملك من الإمكانيات والمهارات ما يؤهله ليكون الأفضل في مركزه في العالم.
بينما جوارديولا يرى فيه المدافع المثالي لطريقته بسبب قدراته كلاعب يصعب التغلب عليه في المواقف الفردية وفي إمكانياته لبناء اللعب من الخلف وهي الطريقة المفضلة للمدرب الإسباني الذي لم يجد من ينفذها له في صفوف مانشستر سيتي ولا يوجد سوى بونوتشي فقط كالمدافع الحلم بالنسبة للمدرب.
ربما غضب جماهير يوفنتوس كان ليكون أقل أو شبه معدوم إن وافق بونوتشي على الرحيل خارج إيطاليا إلى أحد الفرق الراغبة في التعاقد معه ولكن اختيار ميلان أغضب الجماهير التي وإن كانت توقعت رحيل اللاعب الراغب في ذلك من الصيف الماضي إلا أنها لم تتوقع أن يكون لأحد المنافسين.
معروف عن إدارة يوفنتوس بقيادة أنيلي وبيبي ماروتا أنها لا تقف أمام رغبة أي لاعب لديها فمن يريد الرحيل فليتفضل بتقديم طلب لذلك وسيتم الموافقة على العرض الأفضل له وبونوتشي كان رحيله واجبا خصوصا بعد نشر العديد من التقارير الإيطالية للخلافات التي وقعت بين المدافع والمدير الفني ماكسيميليانو أليجري بين شوطي نهائي دوري أبطال أوروبا فكانت رغبة الأخير في التخلص من المدافع المشاغب فورا.
تدخل في أمور فنية كان ما طلبه بونوتشي من المدرب بين شوطي المباراة وإحتدام في الخلاف بينه وبين باولو ديبالا وأندريا بارزالي الذي تدخل للدفاع عن المهاجم الأرجنتيني كان ما جرى في غرف ملابس يوفنتوس بين شوطي لقاء ريال مدريد فكان قرار الإدارة وأليجري السري التخلص من المدافع المشاغب دون الإعلان عن تلك الرغبة علانية حتى لا يتسبب ذلك في خفض السعر المعروض من الأندية.
بونوتشي وعائلته رفضوا الرحيل عن إيطاليا مفضلين البقاء داخلها فكان قبول عرض ميلان الذي يقترب من نصف ما قد يعرضه تشيلسي وسيتي ولكن في النهاية هي رغبة اللاعب.
حصل ميلان على توقيع اللاعب الذي كان ينقص قائمة الفريق التي تم إثرائها هذا الصيف بـ7 لاعبين آخرين كان يجمع بينهم الموهبة المميزة والشباب فلم يتجاوز أعمارهم الـ25 عاما.
أما بونوتشي فهو أول صفقة للفريق فوق سن الـ30 وهي الإضافة التي كان يحتاجها ميلان الجديد الذي يتم بنائه هذا الموسم.
سبع سنوات قضاها بونوتشي مع يوفنتوس حاز فيها على ست بطولات دوري متتالية وثلاث بطولات للكأس والسوبر المحلية بجانب التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا مرتين وعدم التوفيق في الفوز بأي منهما في النهاية هي كل خبرات بونوتشي في السنوات السابقة.
سينقلها معه إلى ميلان ويخبر اللاعبين عن الموسم الكارثي الأول له مع الفريق واحتلال المركز السابع وسيحكي لهم عن العمل الذي قدمه كونتي مع المجموعة لتحويل هذا الفريق إلى مجموعة لا ترضى سوى بالفوز والإنتصارات فقط.
سيخبرهم عن مرونة أليجري التكتيكية وسينقل لشباب الفريق الحماس والرغبة في مواصلة الانتصارات التي جعلت يوفنتوس يواصل منافسة نفسه وتحطيم أرقامه موسما تلو الآخر لست سنوات متتالية.
كيف تخسر نهائي دوري أبطال أوروبا بعد أربعة سنوات كاملة من الإعداد للوصول إليه ومعها تفقد خط وسطك الأقوى في أوروبا بالكامل لتعيد بناء فريق جديد يعود بك لنهائي البطولة مرة أخرى بعد عامين كما فعل أليجري مع يوفنتوس دون أن تتحطم نفسيا.
بالتأكيد لن يتطرق إلى تصرفاته بين شوطي النهائي الثاني وسيتغاضى عن ذكر خلافاته مع المدرب ولكنه بالتأكيد سيفيد زملائه الصغار بكل خبراته التي مر بها.
قد لا يكون القائد المثالي الذي تحلم به جماهير ميلان بعد تلك الخلافات مع أليجري وديبالا ولكنه قبلها كان يتم تجهيزه ليكون القائد القادم ليوفنتوس وبالتأكيد سيقدم عمل أفضل من الذي كان يفعله ريكاردو مونتوليفو الذي وثقت فيه إدارة ميلان السابقة وفي قدراته على قيادة مشروع الفريق الشاب حينها وكان الفشل الذريع هو النتيجة النهائية.
شارة قيادة ميلان ستذهب مباشرة إلى بونوتشي هكذا تم الإعلان وإدارة الفريق الأحمر والأسود بقيادة فاسوني وميرابيلي تعرف جيدا أن بونوتشي هو الحلقة التي كانت تنقص صفقات الفريق هذا الصيف من أجل إضافة البطل القيادي والخبير على أرضية الملعب وداخل غرف الملابس حتى لا يتم تكرار أخطاء جالياني السابقة.
لا أحد في ميلان الحالي فاز بما فاز بونوتشي وسينظر إليه الجميع كقديس ومثل أعلى يحلم الجميع بالوصول إلى مكانته وحصد الألقاب التي رفعها ما سيجعل كلمته مسموعة داخل غرف الملابس وسيقود شباب ميلان نحو بداية جديدة ينتظر أن تكون إلى الأفضل.