كتب : أمير عبد الحليم
عاش عدة سنوات بين جدران الأهلي وكان قريبا من الانضمام للزمالك، لكنه الآن في صفوف أحد أقوى فرق العالم، أرسنال.. القصة يحكيها محمد النني لـFilGoal.com.
وأتم النني عامه الـ25 يوم الثلاثاء وهو في صفوف أرسنال ويتألق مع منتخب بلاده الذي يقترب من التأهل لكأس العالم 2018.
النني لاعب الوسط الدولي بدأ مشواره ضمن ضمن فرق الناشئين في الأهلي.
انضم النني للأهلي عام 1997 في الخامسة من عمره، ورحل بعد 11 عاما إلى المقاولون العرب ومنه إلى بازل في 2013 ثم إلى أرسنال في 2016.
مشوار النني مع الأهلي .. كيف بدأ وكيف انتهى والعديد من المواقف المثيرة التي مر بها داخل النادي الأحمر حكاها اللاعب من قبل لـFilGoal.com.
كل ما سيتم ذكره الآن، على لسان محمد النني في حديثه إلى FilGoal.com ..
"شعر والدي بأن الحلم تحقق، خاصة أن الأهلي أصر على ضمي .. الدليل هو أنني كنت أتدرب بمفردي في النادي في البداية لأنني كنت في الخامسة من عمري ولا يوجد فريق لهذا السن".
"كنت أسافر من المحلة إلى القاهرة 3 أيام في الأسبوع من أجل الانتظام في تدريبات الأهلي .. حتى تم تكوين فريق مواليد 1992 وأصبحت قائدا له".
"كنت دائما أريد أن أرتدي القميص رقم 4 مع الفريق، ولكني اخترت رقم 14 لأنني كنت عاشقا للكابتن حازم إمام .. هو أسطورة، ولكن بعدها بفترة ارتديت القميص رقم 4".
"لا أعرف سر ارتباطي باللاعبين المهاريين، رغم أنني بدأت مشواري مع الأهلي كليبرو".
"نعم، لم أبدأ كلاعب وسط وكنت ألعب كليبرو، ولكنني كنت هدافا .. أتذكر بطولة نادي الصيد التي فزنا فيها على الزمالك وتم اختياري أفضل لاعب وكنت هدافا أيضا للبطولة".
"كنا أيضا نشارك سنويا في بطولة في النمسا، وأتذكر فوزنا بها عندما كنت أبلغ 12 عاما".
"وجاء الوقت الذي تحولت فيه لوسط الملعب .. قرر الأهلي ضم لؤي وائل من سبورتنج، فأخذ مكاني في قلب الدفاع وانتقلت أنا للعب في وسط الملعب".
"لعبت في الأهلي 11 عاما .. لعبت كل المباريات أساسيا ولم أجلس يوما كبديل .. وفي عام 2008 فزنا ببطولة الدوري بعدما لعبت 29 مباراة من أصل 30 وغبت عن واحدة بالإيقاف".
"وبعدها .. جاء الخبر الذي لم أتوقعه يوما".
"قرر الأهلي الاستغناء عني بعد فترة من وفاة والدتي، وبعدها كنت قريبا من ترك الكرة".
"شاركت في 29 مباراة من أصل 30 في دوري 2008 وتوجنا به، ورغم ذلك تلقيت اتصالا بعدها من النادي بالاستغناء عني".
"كانت صدمة كبيرة لي .. كان عاما سيئا بشكل عام لأن خبر الاستغناء عني جاء بعد فترة من وفاة والدتي".
"لمدة يومين لم استطع أن أخبر والدي الذي (صرف دم قلبه) ليجعلني لاعبا في الأهلي، حتى لاحظ هو وسألني".
"قلت له أعدك بأنني سأنجح وأجعل الأهلي يشتريني يوما ما بمبلغ كبير".
"وقتها تلقيت عروضا كثيرة، من وادي دجلة واتحاد الشرطة والاتصالات .. ولكن العرض الأهم كان من الزمالك".
"نعم، الزمالك فاوضني بعدما تركني الأهلي مباشرة، وجلست مع محمود سعد رئيس قطاع الناشئين بالقلعة البيضاء وتحدثنا بشأن الانتقال للفريق وكان مهتم جدا".
"كنت قريبا جدا من الموافقة على عرض الزمالك، حتى اتصل بي زميل سابق في الأهلي يدعى أبو حطب ونصحني بالانضمام له في المقاولون.. وقال لي فرصك في اللعب مع الفريق الأول هنا أكثر من الزمالك".
"بعد إلحاح منه، ذهبت إلى مقر المقاولون وجلست مع المسؤولين هناك الذين رحبوا بي جدا .. يكفي أنهم رفضوا منحي فرصة للتفكير وقالوا لي لن ترحل من هذا المكتب قبل أن توقع لنا".
"بالفعل، وقعت للمقاولون .. ولكن الأمور لم تكن وردية، مدرب الشباب كان لا يحب الأهلي ويشعر أن اللاعب الذي يأتي من هناك يجب أن يجلس احتياطيا حتى يعيش الواقع .. أنت هنا في المقاولون وليس في الأهلي، لست مميزا".
"شعرت بالإحباط وفكرت في ترك الكرة، لم أترك المحلة وابتعدت عن التمرين لمدة شهر وكان والدي في العمرة".
"عندما عاد والدي وعرف أنني تركت المران غضب وطلب مني السفر والالتزام .. وفعلا، وجدت أن مدرب الشباب رحل".
"لم يمر وقت طويل حتى بات المدرب الجديد يشركني في كل المباريات أساسيا، لدرجة أنه دخل في مشادة مع مدرب فريق 1991 الذي أراد ضمي، وجاءت فرصتي مع الفريق الأول في 2011".
"محمد عامر مدرب الفريق الأول قرر تصعيدي مع لاعب في نفس مركزي اسمه سمير فييرا، الكل توقع استمرار فييرا لأنه كان يمتلك إمكانات بدنية أقوى مني .. كان لاعب ارتكاز قويا جدا، المنافسة كانت صعبة".
"حتى جاءت اللحظة الفاصلة .. بطولة ودية قبل بداية الموسم في الإسكندرية، ومباراتنا كانت أمام المصري".
"بدأ فييرا المباراة، ولكنه كان على غير العادة ليس في مستواه.. قلت لنفسي هذا فرصتي، حتى أشركني عامر بدلا منه، والحقيقة أنني الحمد لله نجحت في لفت الأنظار، فقرروا استمراري مع الفريق الأول".
"يوما ما سأفي بوعدي لوالدي وسألعب للأهلي بعد أطول فترة احتراف ممكنة، هذه أمنية والدتي رحمها الله ولن أتنازل عن تحقيقها".