متلازمة كريم نيدفيد .. عناد مدرب أم رؤية قاصرة للجمهور

التغيير الأول للنادي الأهلي بدخول اللاعب كريم نيدفيد، التغيير الثاني للنادي الأهلي بدخول اللاعب كريم نيدفيد، التغيير الثالث للنادي الأهلي بدخول اللاعب كريم نيدفيد.

كتب : إسلام محمود

الأربعاء، 05 يوليه 2017 - 19:38
كريم نيدفيد

التغيير الأول للنادي الأهلي بدخول اللاعب كريم نيدفيد، التغيير الثاني للنادي الأهلي بدخول اللاعب كريم نيدفيد، التغيير الثالث للنادي الأهلي بدخول اللاعب كريم نيدفيد.

إذا كنت تتابع مباريات الأهلي عبر شاشة التلفاز أو عبر الإنترنت فستسمع أو تقرأ تلك العبارة في كل لقاء للفريق الأحمر تقريبا، كريم نيدفيد هو البديل المفضل للمدرب حسام البدري.

الأمر مختلف بالنسبة للمشجعين الذين ينقسمون ما بين عدم جدوى نيدفيد للأهلي بشكل عام وبين فائدته كلاعب للمداورة لكنه غير مهم للقائات المصيرية، وبكل تأكيد ليس هو اللاعب الذي قد يغير نتيجة لقاء بدخوله من على مقاعد البدلاء مثل عماد متعب.

كريم وليد وشهرته نيدفيد، والذي يبلغ من العمر 19 عاما، عاد من إعارة تألق خلالها لوادي دجلة ولعب هذا الموسم مع الأهلي 900 دقيقة في 23 مباراة ما بين 3 بطولات يشارك فيها الأهلي، بدأ 7 مباريات منها وسجل هدفا واحدا ولم يصنع أي هدف.

مع وادي دجلة شارك نيدفيد في 21 مباراة سجل مرة وصنع مرة لكنه كان عنصرا أساسيا مع المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون.

"من يتحدثون عن مشاركته أكثر من غيره يروجون لكلام غير صحيح لأن مشاركاته أقل من لاعبين آخرين يحصلون على فرص كبيرة لإثبات الذات" - البدري عن نيدفيد.

الأرقام ليست في صالح نيدفيد، ماذا عن الدور التكتيكي؟ نيدفيد يشغل مركز الجناح الأيسر عادة والأيمن قليلا في خطة المدرب حسام البدري، وأحيانا يكون بديلا لعبدالله السعيد في مركز اللاعب 10.

منافسو نيدفيد في هذه المراكز هم مؤمن زكريا، وليد سليمان، ميدو جابر، أحمد حمودي، جونيور أجايي، عمرو بركات، عبدالله السعيد، صالح جمعة.

باعتبار سليمان، زكريا، السعيد وأجايي يلعبون بشكل أساسي، فإن أرقام منافسي نيدفيد من دكة بدلاء الأهلي جميعها أفضل:

إذا لماذا يشارك نيدفيد بشكل أكبر وبصفة مستمرة؟ هل الأمر لا يزيد عن كونه عنادا من حسام البدري لعدم تلبية رغبة الجمهور؟ بالطبع لا، هي رؤية فنية للمدرب اختلفنا أو اتفقنا معها وطالما يحقق النتائج والبطولات لا يمكنك لومه، سن نيدفيد الصغير أيضا يمنحه أفضلية لربما يرى فيه البدري لاعبا قابل للتطور ولكي يتطور يلزمه شيئين: ثقة مدربه واللعب بشكل دوري وهو ما يفعله حسام البدري مع لاعبه الشاب.

"أنا أحب أن أمنح نيدفيد الفرص لأن من وجهة نظري الفنية الأهلي يعاني من البطء الشديد، يحتاج الفريق للدعم من خلال النقل السريع والاتجاه نحو المرمى في وقت قصير ونيدفيد من أفضل العناصر في الفريق التي تمتلك السرعة وتطوير الشق الهجومي في هذا الصدد" – حسام البدري عن كريم نيدفيد.

نيدفيد في مباراة سابقة مع دجلة أمام الزمالك

الكل يتذكر ما فعله مانويل جوزيه مع الأنجولي أمادو فلافيو الذي صبر عليه المدرب البرتغالي موسم كامل انتقده فيه الجميع قبل أن ينفجر فلافيو ليصبح أحد أهم المحترفين الأجانب في تاريخ الكرة المصرية.

هناك حالات أخرى مشابهة للاعب يعتبر عدوا للجمهور بسبب عدم تقديم إضافة لكنه محبب للمدرب ويشركه باستمرار، مثل مروان فيلايني مع جوزيه مورينيو في مانشستر يونايتد، أندري جوميش مع لويس إنريكي في برشلونة، ماريو ليمينا مع ماسيميليانو أليجري في يوفنتوس، آرون رامسي مع أرسين فينجر في أرسنال.

"فيلايني لاعب مهم بالنسبة لي، هو يعلم ذلك، لديه شخصية قوية واستطاع تغيير وجهة نظر الجماهير فيه" – جوزيه مورينيو عن لاعبه مروان فيلايني.

الاستثنائي كافئ فيلايني بتمديد عقده لمدة سنة ووصفه بأنه ركيزة أساسية للفريق.

قد لا يبدو فيلايني هو بطل الجماهير المنشود، ذلك اللاعب الذي يشبه بول سكولز في طريقة نقله للكرة أو ديفيد بيكام في وسامته وأناقته التي كان يضيفها لوسط الملعب والهجوم.

لكن على الجانب الأخر المضيء إنه يقدم تحديدا ما يرغب مورينيو في تنفيذه ووجوده ضمن فريقه، فالمدرب يرى مجموعته من اللاعبين كقطع البازل جميعهم يكمل صورة يتصورها في عقله.

وبالتالي يضعنا ذلك أمام تساؤل هل يعرف نيدفيد تلك الأراء؟ بالطبع نحن في 2017 وفيلايني نفسه يعلم وشاهد ذلك.

وصرح اللاعب الدولي البلجيكي قائلا :"كنت أعتقد أنني لاعب غير مرغوب فيه، مما رأيته، بعد ذلك جلس معي مورينيو وجعلني أفهم الموقف بطريقة مختلفة تماما، واكتشفت أنني لاعب محبوب".

هناك أيضا آرون رامسي، ذلك اللاعب الذي حير جماهير أرسنال، وموهبته تطلبت وقتا طويلا، ومستواه نفسه ليس ثابتا حتى الآن، فعلى الرغم من تقديمه لمحات فنية رائعة إلا أنه ليس في مصاف الكبار بعد، تارة في القمة وتارة مجرد لاعب يؤدي مهام مدربه.

"رامسي يشبه فرانك لامبارد، يركض ويتقدم لمنطقة الجزاء. بدنيًا لديه السرعة والقوة اللازمة أيضا" – أرسين فينجر عن آرون رامسي.

لكن ما بين هذا وذاك، رامسي وإن كان ليس أفضل لاعب في الملعب إلا أنه يقدم لفينجر الإضافة التي ينشدها في قطعة البازل الخاصة به، يركض ويتقدم ويبدأ الهجمة، إضافة لسرعته وقوته المطلوبة، لا يجب أن يكون ليونيل ميسي فذلك ليس ما ينشده فينجر لكنه بالطبع قد يحب كثيرا إن كان كالبرغوث.

الكثير من الأمثلة التي لا تنتهي والتي تبدو كتحد من المدرب لجمهور فريقه الذي يطالبه بإبعاد لاعب معين، ربما في بعض الأحيان يكون الجمهور على حق لكن في النهاية وظيفة المدرب مشروطة بقراراته هو فقط، لن يتم محاسبة تلك الجماهير على أي إخفاق بل سيتم حسابه وحده.

ليس الجمهور على خطأ بالمطالبة بعدم إشراك لاعب لا يقدم الإضافة، ولا المدرب على خطأ بوضع ثقته في لاعب بعينه يراه الجميع مقصرا، ليس الأمر بمثابة تحدي للجمهور فلن يخاطر مدرب بوظيفته من أجل لاعب بالتأكيد وإذا ما ربح الرهان فالمكسب هنا للجميع، اللاعب ومدربه والنادي والجمهور نفسه.