قبل أسابيع قليلة من انطلاقة كأس القارات، فاجأ يواكيم لوف الجميع باختيار قائمة لألمانيا تضم غالبيتها لاعبين من الصف الثاني.
غابت أسماء مثل مانويل نوير وجيروم بواتينج وماتس هوميلز وجوليان فايجل وتوني كروس وسامي خضيرة وميسوت أوزيل وتوماس مولر وآخرون، بينما حضرت أسماء أخرى لم يتجاوز عدد مباريات غالبيتهم الدولية حاجز الـ10 مباريات، مع قليل من أصحاب الخبرة نسبيا مقارنة بتلك الأسماء.
توقع الغالبية أن تتجاوز ألمانيا مرحلة المجموعات وأن تقدم تلك الأسماء الجديدة أداء ملفتا، لكن لم يتخيل أحد أن يقوم قائد تلك المجموعة، جوليان دراكسلر، برفع كأس البطولة في النهاية.
بأقوى خط هجومي في البطولة برصيد 12 هدفا حيث يتساوى 3 لاعبين ألمان في صدارة التهديف، وبخط دفاعي قوي نسبيا اهتز في 5 مناسبات فقط، ربحت ألمانيا كل شئ. كأس القارات الأولى في تاريخها، وجيل جديد من اللاعبين يمكن أن يكون إضافة قوية للأسماء الغائبة، ويقوي من ترشيحات ألمانيا للتتويج بالمونديال في الصيف القادم.
ربما تعلم أسماء مثل مارك أندري تير شتيجن وشكودران موستافي وجوليان دراكسلر وإيمري تشان وآخرون، ولكن بعض الأسماء قد لا تعرفها حقا وشاهدتها تقدم إضافة قوية للماكينات خلال البطولة.
في هذا التقرير، نستعرض 5 أسماء في قائمة ألمانيا لم تكن معلومة بدرجة كبيرة وتألقت في نسخة روسيا من بطولة كأس القارات.
ليون جوريتزكا
"عندما تريد أن تثبت نفسك في التدريبات، قم بمحاولة افتكاك الكرة من لاعب خبير في الفريق. ستفشل ولكن عليك أن تبدي حزنك من ذلك. المدير الفني سيتفاعل مع ذلك بشكل أفضل من كونك مختفي أو متعب في التدريبات".
هكذا تحدث جوريتزكا عن فلسفته في اللعب في زيارة له لناشئي أحد أكاديميات نادي شالكه، وأبرزت تلك التصريحات صحيفة 11freunde الألمانية.
نشأته كانت مع فريق بوخوم، ثم انتقل لرديف شالكه قبل أن يتم تصعيده شيئا فشيئا للفريق الأول ويقدم موسم أخير جيد رفقة الفريق الملكي الألماني.
صانع ألعاب شالكه، والذي سجل 7 أهداف في 39 مباراة رفقة ناديه في مختلف بطولات الموسم المنقضي، وجد طريق التألق الحقيقي خلال الصيف الماضي في مشاركته مع منتخب ألمانيا الأوليمبي في أوليمبياد ريو دي جانيرو، حيث حصدت ألمانيا الميدالية الفضية.
ومع تألقه مع شالكه، كان جوريتزكا عنصرا هاما في خطة يواكيم لوف لتجديد دماء الماكينات، وكان فعالا للغاية.
3 أهداف احتل بها ذو الـ22 عاما صدارة هدافي البطولة، منها اثنين في نصف النهائي أمام المكسيك بعد أداء مميز للغاية، يمكن أن يكون ذلك عنوانا لملخص أداء اللاعب في البطولة.
قدرات هجومية مميزة وصناعة للفرص وقدرة مميزة على التسجيل من داخل وخارج منطقة الجزاء، تنبئ بإسم كبير قادم في كرة قدم ألمانيا في الأعوام القليلة القادمة.
لارس شتيندل
يبلغ شتيندل من العمر 28 عاما، ولكنه وجد طريقه إلى قائمة ألمانيا أخيرا هذا العام.
مسيرة شتيندل مع أندية كارلسروه وهانوفر لم تكن بالبارزة أو الكبيرة، قبل أن ينضم لبوروسيا مونشنجلادباخ في صيف 2015، وتنفجر طاقاته التهديفية.
موسمان لعبهما مع مونشنجلادباخ، سجل في أولهما 14 هدفا في 39 مباراة بمختلف البطولات، بينما كان الموسم الأخير مميزا بتسجيل 18 هدفا في 43 مباراة، وهي أرقام كانت جيدة كفاية لإقناع يواخيم لوف بقدراته كحل هجومي جديد وبديل لماريو جوميز المتقدم في العمر.
لم يخيب شتيندل الظنون، حيث سجل 3 أهداف في 6 مباريات خاضها في البطولة التي تمثل حضوره الدولي الأول مع الماكينات، وكان أحدهم هو هدف الفوز في المباراة النهائية.
هل يكون شتيندل مهاجما أساسيا لألمانيا في كأس العالم القادمة؟ هذا ما سنعرفه في قادم الأيام.
تيمو فيرنر
موهبة شتوتجارت السابقة وجدت طريقها الحقيقي خلال هذا الموسم مع فريق لايبزج الصاعد حديثا.
لايبزج لم يكن مجرد فريق صاعد، بل كان مفاجأة هائلة في الدوري الألماني
خلال الموسم الماضي، حيث حقق النادي حديث النشأة وصافة الترتيب والتأهل الأول تاريخيا لدوري أبطال أوروبا بفضل مجموعة من الأسماء الشابة، كان فيرنر أحدها.
موسم مميز قدمه الشاب ذو الـ21 عاما مع لايبزج حيث سجل 21 هدفا في 32 مباراة، وكان ذلك مقنعا بسهولة للوف لضم اللاعب الشاب بدلا من تركه لفريق أقل من 21 عاما المتوج ببطولة أمم أوروبا في بولندا قبل أيام قليلة كذلك.
اللاعب الذي يجيد اللعب في كافة المراكز الهجومية قد يكون إضافة أخرى هائلة للمانشافت في الأعوام القليلة القادمة، وقد أثبت ذلك بتسجيله 3 أهداف كذلك متساويا مع جوريتزكا وشتيندل في الصدارة.
تحدي جديد ينتظر اللاعب الشاب خلال الموسم القادم من خلال المشاركة مع لايبزج في دوري أبطال أوروبا، حيث ستكون فرصة أكبر لإبراز إسمه على صعيد تنافسي قوي.
سيباستيان رودي
موسم هوفنهايم الأخير كان تاريخيا في ألمانيا، حيث تأهل الفريق لدوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه، وكان رودي جزء هاما من ذلك.
اللاعب المنتقل حديثا إلى بايرن ميونيخ، والذي يجيد اللعب في وسط الملعب، بدأ مسيرته في رديف شتوتجارت قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول ويلعب 3 مواسم برفقتهم.
ومع صيف 2010، انتقل ذو الـ27 عاما إلى هوفنهايم وأصبح عنصرا هاما خلال كل تلك المواسم، ولكن الموسم الأخير كان الأفضل له من كافة النواحي تحت قيادة الشاب يوليان ناجلزمان.
سجل رودي هدفين وصنع 7 خلال الموسم الماضي، ولكنه في الأساس يجيد اللعب كلاعب ارتكاز دفاعي، وهو الأمر الذي أضاف كثيرا لقائمة لوف خلال البطولة.
قد تكون فرص رودي في اللعب أساسيا مستقبلا صعبة في وجود توني كروس وسامي خضيرة وجوليان فايجل، ولكن انتقاله إلى البافاري يمكن أن يضيف شيئا إلى رصيده.
جوليان براندت
اسم آخر تألق في أوليمبياد ريو ووجد طريقه لقائمة لوف، إنه ذو الـ21 ربيعا جوليان براندت.
جناح بايرن ليفركوزن لم يقضي أفضل مواسمه تهديفيا، حيث سجل 4 أهداف فقط في 40 مباراة، ولكنه يحظى ثقة المدير الفني للماكينات.
لم يسجل براندت في بطولة كأس القارات، ولكن يمكننا أن نلاحظ قدراته في المراوغة والقدرة على صنع الفارق على الأطراف.
ما زال أمام الشاب الألماني الكثير لإثباته، ولكنه يبدو من خطط لوف المستقبلية حيث حصل على 10 استدعاءات مع المنتخب الأول، وسجل هدفه الدولي الأول قبل أقل من شهر في شباك سان مارينو ضمن تصفيات كأس العالم.