كتب : محمد يسري
في 1986 سجل دييجو أرماندو مارادونا هدفا بيده، ووضح أن هذا الهدف جاء بما سماه "يد الرب"، في 2010 تجسدت "يد الرب" أيضا، لكنها تصدت لهدفا تلك الكرة، كما فسر لويس سواريز.
ثمن نهائي مونديال 2010، والذي أقيم في جنوب إفريقيا، شهد مواجهة بين منتخب أورجواي ومنتخب غانا على ملعب سوكر سيتي بمدينة جوهانسبرج. مباراة حملت طابعا خاصا خصوصا وأن أورجواي لم تصل لربع النهائي منذ مونديال 1966 الذي أقيم في تشيلي، كما أن غانا لم تصل لهذا الدور من قبل واكتفت بالوصول لدور الـ16 في أول مشاركة لها في كأس العالم بمونديال ألمانيا 2006.
المباراة لم تكتف بطابعها الخاص فقط وتركت ذكرى لا تنسى في تاريخ كأس العالم، والسبب يعود لمهاجم برشلونة الحالي وأياكس في هذا التوقيت لويس سواريز.
غانا تقدمت قبل نهاية الشوط الأول عن طريق سولي علي مونتاري، وتعادلت أورجواي في الدقيقة 55 عن طريق دييجو فورلان، لتصل المباراة لوقت إضافي.
الدقيقة 120 حملت مخالفة للمنتخب الغاني، نفذها جون بانسل، وفشل دفاع أورجواي في التعامل معاها، لتصل لرأس دومينيك أدياه الذي وضعها في المرمى الخالي من الحارس فيرناندو موسيلرا، لكن لا تتخطى خط المرمى. لماذا؟ لأن سواريز أبعد الكرة بيده قبل أن تتدخل الشبكة.
سواريز قال عن هذه الواقعة: "خلال التدريب كنت أتدرب كحارس مرمى أحيانا، لذا قمت بإبعاد الكرة بيدي، لم أجد تصرف أفضل من ذلك لمنع تسجيل الهدف".
احتسب حكم اللقاء البرتغالي أوليجار بينكيرينسا ركلة جزاء للمنتخب الغاني وأشهر البطاقة الحمراء في وجهة سواريز.
فعل سواريز ترك أمل ولو بسيط لتأهل أورجواي لنصف النهائي، فربما يتصدى موسيلرا لركلة جزاء جيان أسامواه أو يضعها المهاجم الغاني في السماء.
أسامواه صوب الكرة في منتصف المرمى واصطدمت بالعارضة ثم إلى خارج الملعب. غانا لن تتأهل على حساب أورجواي والمباراة ستحسم بركلات الترجيح.
بنتيجة 4-2 فازت أورجواي وتأهلت لنصف نهائي المونديال للمرة الأولى منذ مونديال المكسيك 1970.
الطريف أن أدياه لم يستغل تعثر ماكسي بيريرا بعد أن أضاع ركلته جزاءه عقب إضاعة الغاني جون ميسناه ركلته، وفوت مهاجم ميلان فرصة التعادل على غانا ليسجل سبستيان أبريو ركلته ويؤهل أورجواي.
بعد المباراة قال سواريز: "الآن يد الرب أصبحت تنتمي إلي، لقد قمت بالتصدي الأفضل والأروع في البطولة".
وعن رد فعله بعد إضاعة أسامواه ركلة الجزاء، قال: "شعرت وأن معجزة ما حدث لإعادة أحياء مسيرتنا في البطولة".
وبدوره علق قائد أورجواي في البطولة، دييجو فورلان، وقال: "سواريز لم يسجل هدفا، لكنه منع واحدا من الدخول لمرمانا".
عقب فعل سواريز، قال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الدولي "بيكا أودريوزلا" أن "عقوبة الطرد المباشر هو الإيقاف لمباراة واحدة، لكن اللجنة المنظمة ستجتمع لمناقشة قرار إيقافه عن أكثر من مباراة".
بعد الإشارة لمسألة إيقاف لأكثر من مباراة، دافع مدرب المنتخب أوسكار تاباريز عن لاعبه، وقال: "لم نقم بغش غانا، صحيح أن سواريز استخدم يده؛ لكنه حصل على جزاءه من الحكم، لماذا يتم إيقاف لأكثر من مباراة؟ هل سيتم محاسبة سواريز على إضاعة غانا لركلة الجزاء مثلا أم ماذا؟".
اللجنة اكتفت بتطبيق عقوبة الطرد المباشر فقط والإيقاف لمباراة واحدة، أمام هولندا في نصف نهائي البطولة، والتي خسرتها أورجواي بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
عاد سواريز من الإيقاف وشارك في مباراة تحديد المركز الثالث، أمام ألمانيا، وخسر بثلاثة أهداف مقابل هدفين؛ لتعادل أوروجواي ما حققته في مونديال المكسيك 70 وتحصل على المركز الرابع.