هل قدم بول بوجبا مع مانشستر يونايتد ما يستحق 89 مليون جنيه استرليني؟ سؤال طُرح في الموسم الماضي، لكن لم تكن له إجابة مقنعة، ربما بسبب حالة الشياطين حمر السيئة التي لن تسمح للفرنسي بالانفجار وأحقية أنه أغلى لاعب في العالم، أو لأنه سؤال خاطئ من الأساس.
السؤال الأصح هو: هل يشارك بوجبا في مركز يسمح له بالإبداع؟ وهل يتواجد من يوفر له الحماية ليبدع؟
لم يجد بوجبا منظومة الوسط التي نجح فيها مع يوفنتوس في مانشستر يونايتد لتطبيق جوزيه مورينيو طريقته المفضلة منذ أن تولى تدريب إنتر ميلان 4-2-3-1 بدلا من تلك الـ3-5-2 المكونة من 3 لاعبين في وسط الملعب.
ثنائية الوسط قلصت حرية بوجبا وتسببت في تمركز الفرنسي بشكل أكبر في عمق الملعب لكشفه وتوزيع الكرات وتغطية المساحات.
عكس ما كان يحدث تماما في يوفنتوس بتواجده على اليسار وحمايته بلاعب ارتكاز على الدائرة.
بوجبا صرح في منتصف الموسم أنه يفضل اللعب في منظومة مكونة من 3 لاعبين لأنها تجعله يظهر بصورة أفضل وتتيح مساحة حرية أكبر والتالي يكون لديه قدرة أفضل على الابتكار.
وبالفعل حول مورينيو الطريقة لـ4-3-3، وأضاف لاعب أخر لخط الوسط لحماية بوجبا وأندير هيريرا، كان مايكل كاريك أحيانا ومروان فيلايني أحيانا أخرى.
هنا تم حل مشكلة بوجبا الذي انتقل إلى اليسار، لكن مشكلة أخرى ظهرت في خط وسط مانشستر يونايتد.
كاريك لا يقوى على تقديم نفس الآداء مع ضغط المباريات ولا يمتلك المجهود لحماية بوجبا وهيريرا، ومشاركة فيلايني تعنى عودة هيريرا للعب على الدائرة مما يعني أن الفريق افتقد لقدرات الإسباني في صناعة اللعب والتحرك بين الخطوط لأن تلك الأمور لا يجيد فيلايني القيام بها لأنها ليست كرات عالية سيفوز بها في الهواء من المدافعين.
ومن هنا، أصبح التعاقد مع لاعب ارتكاز هدف رئيسي لمورينو في سوق الانتقالات الحالي.
مورينيو فضل نيمانيا ماتيتش لاعب تشيلسي الذي أشرف على تدريبه وكان سببا في عودته للندن في يناير 2014 قادما من بنفيكا على فابينيو لاعب موناكو.
والسبب يعود لمعرفة الصربي أدواره التي سيقوم بها في الموسم الجديد دون حاجة للشرح أو وصف مهام اللاعب الأهم للمدرب البرتغالي في الملعب.
حين عاد ماتيتش لتشيلسي، لم يستقبل الفريق سوى 3 أهداف فقط في أول 8 مباريات له وحافظ على نظافة شباكه في 5 مباريات، تلك الصلابة الدفاعية جاءت لتواجده في وسط الملعب.
أمام رباعي خط الدفاع، وخلف سيسك فابريجاس وأوسكار تواجد ماتيتش في خط وسط تشيلسي، ووفر الحماية الدفاعية وجعل صناع اللعب يتكفلون بمد الهجوم بالكرات في المقام الأول بدلا من إهدار مجهودهم في أمر لا يجيدونه وهو الدفاع.
لم يتخصص في افتكاك الكرة فقط، بل بتقديمها لسيسك وأوسكار أو طرفي الملعب في المكان المناسب وبسرعة تسمح لتشيلسي ضرب ثغرات الخصم.
ما كان يقوم به ماتيتش مع تشيلسي، سيكون مناسب جدا لمانشستر يونايتد في الموسم الجديد وسيحمي بوجبا ويجعله يتمركز على يسار الملعب كما كان في يوفنتوس ويجعل الفريق يستفيد من قدرات هيريرا في وسط الملعب الهجومي بشكل أكبر.
التوقيع مع ماتيتش والعودة لـ4-3-3 لن تحمى بوجبا وتضيف لوسط مانشستر يونايتد قوة أكبر فقط، بل ستحرر أجنحة الفريق الأقرب لصناع اللعب من لاعبين يجيدون على الخط مثل خوان ماتا وهنريك مخيتاريان وتقلل من مجهودهم الدفاعي.