كتب : محمد يسري
على الرغم من إمتلاك ريال مدريد لفريقين في الموسم الماضي، إلا أنه لم يمتلك بديلا لكاسيميرو؛ لذا كان غياب الارتكاز البرازيلي ضربة قوية للفريق الملكي، لكن يبدو أن تلك الأزمة لن تحدث في الموسم المقبل، والسر يكمن في ماركوس يورنتي.
لم يرث سرعة عمه وأسطورة ريال مدريد السابقة صاحب 6 ألقاب لدوري أبطال أووربا خينتو، ولم يرث مهارة جده لأمه، رامون جروسو، هداف ريال مدريد ورفيق خينتو في الستينات، وفضل أن يلعب في خط الوسط وهو نفس المركز الذي بدأ فيه والده باكو يورنتي ممارسة اللعبة قبل أن يتحول لمركز الجناح.
في لاس روثاس، بدأ يورنتي لعب كرة القدم عام 2002 قبل أن ينضم لمدرسة ريال مدريد "لافابريكا" عام 2008 ويتدرج في فرق الناشئين، حتى وصل لفريق الشباب "خونيفيل إيه" وقاد ريال مدريد للوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا للشباب في أول كوؤس البطولة موسم 2013-2014 لكن الخسارة من بنفيكا حالت بين حصوله على الكأس الأوروبية.
ما قدمه مع فريق لويس ميجيل راميس في فريق الشباب جعل كارلو أنشيلوتي يقوم باستدعاءه لحضور فترة إعداد الفريق لموسم 2014-2015 ، لكن لوجود توني كروس ولوكا مودريتش وسامي خضيرة لم يستمر مع الفريق والتحق بالفريق "الكاستيا" في دوري الدرجة الثالثة الإسباني.
في موسم 2015-2016 تكرر الأمر وكان ضمن كتيبة رافائيل بنيتيث المسافرة لأمريكا والصين لخوض فترة الإعداد، لكن لم يكتف بذلك، وشارك بديلا في الدوري الإسباني أمام ليفانتي، واستمر بين الفريق الأول والكاستيا بقيادة زين الدين زيدان.
في يناير 2016 تولى زيدان تدريب ريال مدريد بدلا من بينتيز، هذا القرار لم يحسن وضع يورنتي مع الفريق ولم يتم استدعاءه إلا مرة وحيدة جلس فيها بديلا أمام ليفانتي، لكن يورنتي جنى ثمار تعيين زيدان في الصيف حين سافر – كالعادة - لخوض فترة الإعداد مع الفريق الأول وجلس احتياطيا في تتويج ريال مدريد بالسوبر الأوروبي على حساب إشبيلية.
لم يرغب زيدان في ترك يورنتي للفريق وذهابه للإعارة، لكن حفيد خينتو كان له رأي أخر.
يورنتي وضح قراره، وقال: "تحدثت مع زيدان ومع عائلتي، وكان القرار الأفضل لي أن أخرج للعب على سبيل الإعارة لزيادة خبراتي واللعب بصفة مستمرة".
إلى ديبورتيفو ألافيس كانت وجهة يورنتي ومع ماوريسيو بيليجرينو شارك في 32 مباراة في الدوري و6 في كأس الملك.
نصحية بيليجرينو له بـ"لعب كرة القدم السهلة" كانت سببا في ظهوره بشكل مميز طوال الموسم خصوصا وأنه يجمع بين صفات اللاعب قاطع الكرات وصانع الألعاب الخلفي، والسبب يعود لمثل يورنتي الأعلى: تشابي ألونسو.
يقول يورنتي: "خلال الفترات التي تدربت فيها مع الفريق الأول، كنت أقوم بالتركيز مع ما يقوم به تشابي ألونسو، وأفعل مثله. أسلوب لعبي المعتمد على كشف الملعب ومساعدة الدفاع في تحضير الهجمات كان سببا في مراقبة أفعال ألونسو، خصوصا وأن عمي ووكيل أعمالي خوليو يورنتي طلب مني ذلك".
وعلى الرغم من وجوده على الدائرة في منتصف الملعب، صنع يورنتي هدفين، وقدم 17 تمريرة حاسمة وخلق 19 فرصة للتسجيل، فيما لم يصنع كاسميرو منافسه على مركز الإرتكاز في الموسم المقبل ولا هدف، ولم يقدم إلا 8 تمريرات حاسمة واكتفى بـ8 فرص للتسجيل فقط في 25 مباراة شارك فيها في الموسم الماضي. تأثير ألونسو بدا واضحا على يورنتي في صناعة اللعب والقيام بمهام صانع الألعاب الخلفي.
ألونسو لم يكن ملهم يورنتي الوحيد أثناء حضوره لمران الفريق الأول، بل كاسيميرو أيضا، ويبدو أن صاحب الـ22 عاما تأثر بالبرازيلي حتى تفوق عليه في الأرقام.
استخلص يورنتي الكرة 90 مرة واعترضها 87 مرة وفاز بـ29 صراع هوائي، مقابل 70 استخلاص لكاسيميرو و43 اعتراض و39 صراع هوائي، أيضا لا يلجأ يورنتي للعنف في استخلاص الكرة، فارتكب 45 مخالفة، مقابل 53 مخالفة قام بها كاسيميرو.
تفوق يورنتي هجوميا ربما جاء لتكفل البرازيلي بالتغطية على مارسيلو ودانل كارفخال وتأمين كروس ومودريتش، خصوصا وأن ألافيس لم يمتلك أوراق هجومية كتلك التي في ريال مدريد، لكن تلك الميزة ستجعل كاسيميرو في موقف ضعيف وقد يجد نفسه بديلا في المباريات التي يتكتل فيها الخصم أمام فريقه بسبب سلبيته تمريراته والتي أعاقت ريال مدريد كثيرا الموسم الماضي، عكس يورنتي صاحب التمريرات الحاسمة والذي سيقدم لزيدان نفس مضمون كاسيميرو الدفاعي.