دليلك لفهم ما ورد عن قطر وروسيا وإنجلترا في تقرير جارسيا عن 2018 و2022

3 تقارير منفصلة نشرها الفيفا عن عملية اختيار منظمي كأسي العالم 2018 و2022. لم يدن التقرير روسيا، أو قطر، بـ"شراء" تنظيم الحدث الأهم في كرة القدم، ولكنه قد يكون بداية "الانهيار الثلجي"، حسبما يقول صحفي بيلد بيتر روزبرج.

كتب : فادي أشرف

الثلاثاء، 27 يونيو 2017 - 22:25
فيفا

3 تقارير منفصلة نشرها الفيفا عن عملية اختيار منظمي كأسي العالم 2018 و2022. لم يدن التقرير روسيا، أو قطر، بـ"شراء" تنظيم الحدث الأهم في كرة القدم، ولكنه قد يكون بداية "كرة الثلج"، حسبما يقول صحفي بيلد بيتر روزبرج.

في الظروف الطبيعية، كانت ستتقابل لجنة الأخلاق المستقلة في الفيفا في الأسبوع المقبل لمناقشة نشر التقرير المعروف بـ"تقرير جارسيا"، ولكن قيام روزبرج بنشر مقتطفات من التقرير عبر الجريدة الألمانية، دفع الفيفا لنشره كاملا اليوم الثلاثاء.

"ما جاء في التقرير ليس مفاجأة، ولا يعطي التقرير أي دليل أن كأس العالم 2018 أو 2022 تم شراء تنظيمهما، ومن الساذج جدا أن يعتقد الناس أن أشخاص مثل مايكل جارسيا، المحامي الأمريكي الذي وكله الفيفا للتحقيق في الأمر، أو القاضي السويسري كورنيل بوربيلي، يمكنهما إيجاد دليلا قاطعا على حدوث ذلك"، هكذا قال روزبرج، عبر صفحته على فيسبوك.

وأضاف روزبرج "تقرير جارسيا لديه ميزة أخرى، هو عبارة عن قطع أحجية، أو Puzzle تصنع أمرا له معنى عندما تضع كل الأجزاء معا. في حالة قطر، هناك الكثير من قطع الأحجية على الطاولة لكنها لا تعطي صورة كاملة. من الناحية الأخرى، سلوك مسؤولي الفيفا كان وقحا. أحد أعضاء مجلس الفيفا هدد قبل استجوابه أنه قد يستبدل اللجنة كلها إذا أراد، كيف يمكن معاقبته؟".

ويتحدث روزبرج هنا عن الإسباني أنخيل ماريا فيار، الذي نصح جارسيا بالتخلي عن التحقيق لـ"سلامته الشخصية، حسبما ورد في التقرير.

وأتم روزبرج "التقرير هو صورة ضيقة لنظام فاسد تماما، كل الوقائع المعروضة فيه تؤدي لنتيجة واحدة، كأس العالم تم شراء تنظيمه مثل كل نسخة سابقة، العمل الذي قمنا به في العامين الماضيين أثبت أن تقرير جارسيا تسبب في رحيل – أو القبض على – عدد من مسؤولي الفيفا، هذه أهمية التقرير الحقيقية. هذه بداية كرة الثلج".

تقرير مايكل جارسيا، النائب العام الأمريكي السابق، تم الانتهاء منه في 2014، ولم ينشر منذ ذلك الحين، قبل أن يجد الفيفا نفسه مضطرا لنشره بعد تسريب جريدة "بيلد" لأجزاء منه.

يجدر الذكر أن جارسيا استقال بعد نشر هانز يواكيم إيكرت الرئيس السابق للجنة الأخلاق ملخصا من التقرير رأى جارسيا أنه كان مجتزئا من سياقه.

إيكرت كان رافضا لنشر التقرير كاملا لـ"أسباب قانونية"، لكن ما حدث في اليومين الأخرين جاء عكس رغباته.

التقرير نشر على 3 أجزاء، الأول (353 صفحة) يتحدث عن وقائع فساد قد تكون حدثت في الدعاية لملفات وإنجلترا وبلجيكا وهولندا 2018، أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وقطر 2022.

الملف الروسي لتنظيم بطولة 2018، كان له نصيب بجزء كامل (36 صفحة)، فيما جاءت مخالفات الملف الأمريكي لتنظيم أي من البطولتين في 33 صفحة.

قال تقرير جارسيا عن الملف القطري، إن كل مسؤوليه كانوا متعاونين مع التحقيق بشكل كبير، وهذا ما جاء في التحقيق عن قطر.

قطر.. 3 وقائع تثير الشكوك

اجتماع وهدايا

اجتماع بين أمير قطر حمد آل ثاني مع أعضاء المجلس التنفيذي للفيفا عن قارة أمريكا الجنوبية، خوليو جروندونا، نيكولاس ليوز، ريكاردو تيكشيرا، ورئيس الفيفا السابق جواو هافيلانج، في 19 يناير 2010. المشكلة الأولى هي تذاكر الطيران المدفوعة من قبل قطر ليسافر جروندونا إلى البرازيل لمقابلة الأمير، وهو الأمر الذي لم ينفه أو يؤكده جروندونا.

وقال التقرير إنه يملك دلائل على سفر جروندونا على طائرة مملوكة للحكومة القطرية من البرازيل إلى الأرجنتين لمقابلة أمير قطر.

المسؤولون عن ملف قطر أكدوا حدوث ذلك من أجل تسهيل تنظيم الاجتماع بين أمير قطر وأعضاء المجلس التنفيذي للفيفا.

هناك شك في تقديم هدايا من أمير قطر خلال الاجتماع للأعضاء المذكورين سلفا. الأمر تم كشفه عن طريق محادثة في البريد الإلكتروني بين أندرياس بليشر، مستشار الملف القطري، ومسؤولي الحملة، الذين لم يحضروا الاجتماع بين الأمير القطري وأعضاء المجلس التنفيذي عن اتحاد أمريكا الجنوبية، يتحدث فيه عن "هدايا، كما تناقشنا مسبقا". جروندونا، عضو المجلس الوحيد الذي تحدث مع جارسيا، قال إنه لا يتذكر أنه تلقى هدايا خلال الاجتماع بعيدا عن الهدايا المعتادة في تلك المناسبات البروتوكولية.

بليشر أبلغ المحققين أن الهدايا التي تحدث عنها في البريد الإلكتروني، هي تحذير للحملة من منح الهدايا لأعضاء المجلس التنفيذي حتى لا يناقض الأمر قواعد الفيفا.

وقال بليشر: "الناس في قطر يقولون إنه عندما يسافر الأمير يتلقى الجميع هدايا، هدايا جميلة، وهنا تحدثت مع حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث ليتم تفادي الأمر".

نفس الأمر أكده مسؤولي الحملة للمحققين، حسب التقرير.

وشدد التقرير، أنه لا يوجد أمر خطأ في تدخل رؤساء وقادة الدول بطرق مشروعة لكي يجمعوا أصوات لدولهم، ولكن لابد من الحذر من قبل مسؤولي كرة القدم في التعامل حتى لا يقعوا في أي أمر محظور.

2 مليون فرانك سويسري

نشر تقرير جارسيا تفاصيل عن 2 مليون فرانك سويسري تم تحويلهم من حساب ساندرو روسيل الرئيس السابق لنادي برشلونة، والذي يعتقد أنه على علاقة قوية بالملف القطري إلى ابنة أحد أعضاء المجلس التنفيذي، الأقرب أن يكون البرازيلي ريكاردو تيكشيرا.

روسيل ينفي أن يكون التحويل له علاقة بملف قطر، بل قال إنه خاص ببيع أحد العقارات في البرازيل.

أسباير

قال التقرير إن أكاديمية أسباير القطرية تم استخدامها لتقريب أعضاء المجلس التنفيذي للفيفا إلى قطر، ما أعطى حسب التقرير شعورا بوجود أمر ما خطأ وقلل من نزاهة عملية التصويت.

إجمالا، قال التقرير إن هناك شكوكا حول بعض السلوكيات التي قام بها بعض الأشخاص حول الملف.

روسيا.. تبرئة تامة يقف خلفها تحطيم أجهزة الكمبيوتر

لم يجد تقرير جارسيا أي دلائل تدين الملف الروسي أو رئيس الوزراء في ذلك الوقت فلاديمير بوتين، في أي عملية تخص توجيه أعضاء المكتب التنفيذي للتصويت للملف الروسي الذي فاز بتنظيم 2018.

بوتين استضاف 6 من أصل 22 عضو لهم حق التصويت قبل أسابيع من حدوثه (بينهم هاني أبو ريدة، طالع كل ما جاء عن رئيس الاتحاد المصري في التقرير، ورده على تلك الأمور).

ولكن التقرير أشار أن روسيا لم توفر إلا عدد محدود من الوثائق للتحقيق، خاصة وأن جارسيا منع من دخول روسيا في 2013 كما تم تحطيم أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالحملة ولم تستطع شركة جوجل توفير الرسائل الإلكترونية الخاصة بها.

كما أشار التقرير أنه لم يحدث أي تفاوض حول الأصوات بين الملفين الروسي والياباني.

تقرير بوربيلي يبرئ أمريكا

تقرير القاضي السويسري عن الملف الأمريكي لتنظيم بطولة 2022 لم يدن الجانب الأمريكي بأي شيء، بل كان أقرب للنزاهة حسب التقرير.

إنجلترا.. اعتراف بالرشوة

أدان تقرير جارسيا إنجلترا بمحاولة شراء الأصوات عن طريق لعب مباريات ودية، وهو الأمر الذي أقدم عليه الملف الإنجليزي بعرض لعب مباريات ودية في تايلاند من أجل صوت ممثل الدولة في المجلس التنفيذي. إنجلترا تراجعت في النهاية عن لعب المباراة بعد أن رأى جيوف ثومبسون المدير التنفيذي للملف الإنجليزي أن هذا الأمر قد يعتبر رشوة.

أدان التقرير إنجلترا بأمور أخرى، مثل استضافة عدد من أعضاء المجلس التنفيذي الذي ثبت فسادهم بعد ذلك.