أحب محمد صلاح نجم منتخب مصر، أحبه لأسباب كثيرة. المثابرة للوصول للحل لطالما كانت قصة خيالية لكنه جعلها واقع نحياه وألهم جيلي بالكامل.
" أشجع ليفربول منذ 2001، أشجع ليفربول منذ معركة إسطنبول". تلك العبارات وأخرى ضايقت بعض من مشجعي ليفربول القدامى بعد أن أتت من جماهير جدد اتجهت لتشجيع الحمر فور انضمام محمد صلاح من روما إلى ليفربول
كتبت تغريدة أعبر فيها عن استيائي من "المحدثين" الذين سيقومون بتشجيع فريقي المفضل فقط بسبب قدوم لاعبهم المفضل محمد صلاح الى الفريق.
اختلف الكثير واتفق القليل معي حول ما كتبته، فهل يعتبر رأيي صحيحا؟
الإجابة بكل بساطة، هي "الكرة للجماهير". من أنا لأقرر من يشجع فريقي أو لا؟
من أنا لأحتكر تشجيع ناديا المفضل حتى لو كنت من مؤسسيه؟ مجرد مشجع.
اختلف السبب لتشجيعي لفريقي المفضل، ولكن الغرض واحد ذلك الشغف الذي يقودنا حتى ولو كان للاعب واحد أو مدرب بعينه، لا أتفق مع من يستاء من تشجيع الجماهير لفريقه المفضل حتى لو لم يكن يعلم أي شئ عن النادي غير اسمه فقط.
منذ عامين أجرى استفتاء داخل إنجلترا لسؤال المشجعين حول الأندية التي يشجعونها داخل المملكة وخارجها، أحد هؤلاء اختار تشجيع ليدز يونايتد وإيفرتون وريال مدريد، أكد على أن تشجيعه لفريق ما ليس نابعا من تتويجه بالألقاب لأنه لم ير إيفرتون يفعل ذلك، ولا توجد إعلانات كبرى أو ما شابه، لكن في نهاية المطاف أوضح نقطته ووجهة نظره بمقولة لبيل شانكلي وكتب :"كرة القدم ليست مسألة حياة أو موت، إنها أكثر أهمية من ذلك".
صلاح ألهم جيلا كاملا، يستحق أن يكون لديه قاعدة تشجيعية كبيرة تتبعه أينما حل، لا يعد ذلك ما يسمى بالـ"تطبيل" أو ما يعرف بالنفاق، لكن حبا فيما فعله الجناح الدولي المصري، من مثابرة وقتال، بعد ما حدث له في تشيلسي قاتل مع فيورنتينا ثم روما ليصل إلى ليفربول، بالتأكيد تلك قصة نجاح يجب أن تحكى للأجيال القادمة.
نقطة أخرى يجب أن يعيها مشجعي ليفربول القدامى، أنت لا تشجع فريقا، الفريق هو من يختارك، بالتالي لا يجب أن تقلق، إن رحل صلاح سيرحل معه مشجعيه وستبقى أنت وفريقك، وإن لم يرحل البعض فهنيئا لفريقك الذي اكتسب قاعدة كبرى من الجماهير فوق شعبيته الكبيرة بالأساس، فلا توجد كؤوس تميز تهدى للفريق الذي يشجعه الصفوة، لا توجد نظرية للصفوة من الأساس، التشجيع ليس حكرا على فئة أو مجموعة أو أفراد بعينهم.
في ذلك الاستفتاء في بريطانيا أحد المشجعين قال إنه شاهد مواجهة رومانيا والبرتغال في يورو 2000، كانت مواجهة خاصة بين لويس فيجو وجورجي هاجي نجمي البرتغال ورومانيا على الترتيب، وأوضح أنه منذ ذلك الوقت وقع في غرام فيجو، وأصبح مشجعا له، وفي ذلك العام انتقل فيجو إلى ريال مدريد، وتحول المشجع مع فيجو لتشجيعه، وبعد رحيل فيجو عن ريال مدريد وقع مع الوقت في حب ريال مدريد ومنتخب البرتغال، هكذا هي كرة القدم.
اختفت الجماهير في مصر من ملاعب كرة القدم. ولم يتبق سوى الإنترنت حاليا لنشجع فيه ونفعل ما نحب. فلماذا تريدون أن تمنعوا الجماهير من التشجيع؟
يكفينا عقود احتكار البث لتمنعنا من مشاهدة كرة القدم.
نصيحة أخيرة: اتركوا محبي صلاح أو النني يشجعون فربما يصبحون في يوم من الأيام بمثل خلفيتكم الكروية. او عشقكم لناديكم المفضل. وهم لا يضرون أحداً بتشجيعهم لناديكم.
أنا أحب صلاح
في يوم الخميس من كل أسبوع أجلس مع أصدقائي لنلعب "بلايستيشن" فأقوم باختيار نادي روما ضد أندية قوية في اللعبة مثل (بايرن ميونيخ – ريال مدريد – برشلونة..الخ). أفوز مرة وأخسر ألف ولكني أكون سعيد لأني ألعب بنادي محمد صلاح.
أنا أحب مسيرة محمد صلاح. وأحب صلاح شخصيا وكرويا. ربما لأني تمنيت أن أكون لاعب كرة قدم مهاري مثلا وسريع. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
فهل في حبي لصلاح أو النني أو المحمدي أو تريزيجيه أو وردة... أو تشجيعي لأي لاعب من المحترفين المصريين ضرر لأحد؟ الإجابة بالتأكيد لا، إذا لماذا نرفض تشجيع "محبي صلاح" لنادينا المفضل؟