كتب : FilGoal
بعد 17 عام على كرسي الحكم، جاء رحيل سيب بلاتر عن رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم ليهز أركان اللعبة حول العالم.
السويسري صاحب الـ81، تلقى قبل عامين عقوبة بالإيقاف لستة أعوام عن كل الأنشطة المتعلقة لكرة القدم أبعدته عن رئاسة الفيفا وحولته من الرقم 1 في عالم كرة إلى عجوز يقضي باقي أيامه في زيوريخ.
عقوبة إيقاف بلاتر سببها كان مليوني فرنك سويسري دفعها لميشيل بلاتيني الذي كان رئيسا للاتحاد الأوروبي للعبة. الثنائي يقول إنه كان مقابل عمل أداه بلاتيني للفيفا قبل 11 عاما، وفي كل الأحوال، حتى الآن، لم تثبت التحقيقات تلقي بلاتر لأموال غير شرعية إبان رئاسته للفيفا.
بلاتر تحدث إلى الصحفي الإنجليزي ديفيد كون، الذي يعمل على كتاب عن فضائح الفيفا المالية، ونشرت صحيفة "جارديان" مقتطفات من حديث السويسري العجوز.
انهيار وصدمة
سقوط بلاتر عن عرش الفيفا لم يأت فجأة، سبقه إلقاء القبض على عدد من مسؤولي الاتحاد الدولي بتهم الفساد في مايو 2015 وكذلك توجيه الاتهامات ذاتها من لجنة القيم في الفيفا لبلاتر.
السويسري العجوز تأثر بذلك بدنيا ونفسيا "تعرضت لانهيار عصبي في الأول من نوفمبر، كنت في المقابر وقتئذ".
"أنت تعرف الكاثوليكيين، نذهب دائما للمقابر لنتذكر عائلتنا وآبائنا. كنت هناك وشعرت بحزن بالغ بسبب ما يحدث وأعادوني وقتها مباشرة إلى زيوريخ للمستشفى، جهازي المناعي كان قد انهار".
القبض على مسئولي الفيفا جاء بعد تحقيقات أمريكية وصفت ما يحدث في الفيفا بأنه ابتزاز "لم أغضب من ذلك، كنت مصدوما مما حدث ولم أتعاف من تلك الصدمة".
نوبل للسلام
تحقيقات الفساد والتلاعب بالأموال لم يكن كل شيء. أزمة منح استضافة كأس العالم 2022 لقطر في 2010 كانت إحدى النقاط التي يرى بلاتر أنها أدت لكل ما حدث فيما بعد.
يقول بلاتر إن أمريك وإنجلترا اللتان خسرتا السباق نحو الاستضافة استهدفتاه منذ ذلك الوقت.
البعض كان يقول إن رئيس الفيفا السابق منح قطر استضافة كأس العالم في إطار سعيه للحصول على جائزة نوبل للسلام تقديرا لجهوده، حسبما يرى، في نشر السلام العالمي.
بلاتر قال للـ"جارديان" إن الأمر لم يكن لشخصه بل للفيفا "اجتمعنا بمنظمة جائزة نوبل، وكنت هناك وما طلبته حقا كان جائزة نوبل لسلام للكرة وليس لشخص".
الغيرة
يرى بلاتر أن جزء مما حدث له يرجع إلى طباع سويسرية بعينها "في سويسرا، لا ينبغي أن تكون ناجحا أكثر من اللازم، فالناس هنا لا يحبون ذلك".
"أنا من منطقة في سويسرا، فاليز، يظن السويسريون أن الناس هناك لا يزالون رحل في الجبال أو أننا من كوكب آخر".
"سمعتي أفضل في معظم بلدان العالم منها هنا".
كيف ذهب كأس العالم لقطر
بالعودة للحديث عن كأس العالم 2022، الذي لم يكن يريد بلاتر أن تستضيفه قطر، يلوم السويسري ما حدث على بلاتيني.
أصوات كانت ستذهب في صالح الأمريكيين حولها بلاتيني إلى قطر بعد عشاء جمعه مع الرئيس الفرنسي وقتها نيكولاس ساركوزي وأمير قطر، هذه رواية بلاتر لما حدث.
"تنظيم كأس العالم لا يشترى، ولكن الضغط السياسي يؤثر على القرار. ساركوزي غير كل شيء، طلب من بلاتيني أن يراعي مصالح فرنسا".
وألمح بلاتر إلى أن بلاتيني عقب ذلك العشاء نقل تلك الأصوات إلى قطر. بلاتين من ناحيته أكد أنه اتخذ قراره بنفسه.
"قبل أسابيع من التصويت، قال لي بلاتيني: لا يمكننا أن نذهب إلى قطر لأنه سيقال إننا تعرضنا للضغط لنفعل ذلك أو أننا تلقينا الأموال. ثم فعل ما فعله".
ماذا كان شعور بلاتر عندما عرض المظروف الذي يحمل اسم قطر الفائزة بتنظيم المونديال؟ "انظر إلى الصورة، لم أكن مبتسما جدا".
من يتحمل اللوم؟
يعود بلاتر للحديث حول التحقيقات الأمريكية في قضايا فساد الفيفا. السويسري العجوز أقر بما عثر عليه المحققون الأمريكيون من أدلة فساد تتعلق برشاوى في صفقات حقوق بث كوبا أمريكا، ولكنه يرى أن ذلك لا علاقة له بالفيفا، بل بالاتحادات نفسها والتي لم يكن لبلاتر سيطرة عليها.
"إذا لماذا بحق الجحيم يتحمل رئيس الفيفا كل الاتهامات والمسؤولية واللوم؟".
شخص بعينه أشار إليه بلاتر بالاسم، جيف ويب، الرئيس السابق لاتحاد الكونكاكاف.
يستعيد بلاتر ذكرى تولي ويب رئاسة الاتحاد في أعقاب تنحية الرئيس السابق جاك وارنر على خلفية اتهامات بالفساد، يقول بلاتر إن ويب وقتئذ قدم نفسه كرئيس لعهد جديد من النزاهة.
"كان أول من تم اعتقاله، وكنت أظن أنه يمكن أن يكون رئيسا للفيفا في المستقبل، كنت أظنه شخصا صالحا وقويا".
هل كان يعرف بلاتر أنه محاط بفاسدين من حوله في مجلس الفيفا؟ يدافع عن نفسه قائلا "كان خطأ أن أثق في الناس".