كتب : محمد يسري
يبحث جوزيه مورينيو عن مهاجم سريع وقوي يجيد التمركز في منطقة الجزاء لتعويض رحيل زلاتان إبراهيموفيتش عن مانشستر يونايتد، لذا لم يجد أفضل من ألفارو موراتا.
مورينيو كان أول من صعد موراتا إلى الفريق الأول لريال مدريد حين كان البرتغالي مدربا للفريق الإسباني، أي أنه يعرف إمكانياته جيدا، لكنه لم يشارك كثيرا لوجود كريم بنزيمة وجونزالو هيجوايين ولأن مورينيو لا يريد أن يتم وصفه "بالجنون" على حد تعبيره إذا فضل موراتا على الثنائي الفرنسي الأرجنتيني.
بالنظر لمتطلبات يونايتد للموسم جديد نجد أن كل الأسماء الواردة في التقارير الصحفية أجمعت على صفات محددة بين المطلوبين رغم تعدد مراكزهم تتمثل في ثقة مورينيو بهم للعمل معهم سابقا، فابينيو ينطبق عليه نفس حال موراتا في ريال مدريد وكذلك نيمانيا ماتيتش لاعب وسط تشيلسي.
صفات قد تجعل موراتا أغلى لاعب إسباني في التاريخ بعدما أشارت صحيفة "آس" إلى طلب ريال مدريد 90 مليون يورو للتخلي عن مهاجمه الإسباني.
-لأن كريستيانو رونالدو واحد يكفي
لم يشارك موراتا كثيرا مع ريال مدريد في الموسم المنصرم، ليس لسوء إمكانياته، لكن لأن أسلوب زين الدين زيدان كان يكفي لمهاجم واحد فقط، أو بمعنى أدق لاعب يكون لديه القدرة على اللعب في منطقة الجزاء وتحويل الفرص لأهداف على أن يتفرغ شريكه الأخر لخلق مساحة وسحب المدافعين.
ولأن موراتا لا يجيد خلق المساحة مثل كريم بنزيمة، ظل حبيس دكة البدلاء لأنه لن يشارك على حساب كريستيانو رونالدو المتمركز في الصندوق انتظارا للعرضيات مثل انتظار الثعلب لفريسته.
زيدان استخدم موراتا مع الفريق البديل نفس استخدامه لرونالدو، الوقوف في منطقة الجزاء وتحويل الفرص لأهداف.
موراتا كان وكأنه "كريستيانو رونالدو" الفريق الاحتياطي، لذا وعلى الرغم من مشاركته في 1341 دقيقة مقمسة على 26 مباراة في الدوري سجل 15 هدفا منها 2 فقط من خارج منطقة الجزاء.
كذلك كانت ثلاثية في دوري أبطال أوروبا من داخل الـ18.
لذلك كان تواجد موراتا ورونالدو معا يضر هجوم ريال مدريد ويقلل من فاعليته، مباريات مثل لاس بالماس وريال بيتيس وحتى ديبورتيفو ألافيس تدل على ذلك لأن الثنائي لديه نفس الخصائص مع تفوق بالطبع لرونالدو.
-زلاتان موراتافيتش
أسلوب قريب لما اتبعه زيدان مع ريال مدريد، انتهجه مورينيو مع إبراهيموفيتش في مانشستر يونايتد الموسم الماضي بالإضافة لبعض الفنيات البسيطة.
التواجد في منطقة الجزاء لاستقبال الكرات وتحويلها في المرمى كانت الصفة المشتركة بين موراتا وإبراهيموفيتش.
17 هدفا للسويدي خلال 28 مباراة في الدوري الإنجليزي كان منها 13 هدفا من داخل منطقة الجزاء (نفس رصيد موراتا) هذا الموسم.
لكن الاختلاف كان في مشاركة إبراهيموفيتش في اللعب خارج منطقة الجزاء كان أكثر من موراتا، بسبب الـ4-3-3 المتبعة من قبل مورينيو والتي لا تعتمد على صانع ألعاب صريح، لذا كان يقوم صاحب الـ35 عاما بالخروج وصناعة اللعب للأجنحة التي تنطلق في فراغات منطقة الجزاء.
46 فرصة للتسجيل صنعها "المحطة" إبراهيموفيتش كان منها 49% من خارج منطقة الجزاء.
بما يقارب من فرصتين للتسجيل في المباراة الواحدة لإبراهيموفيتش، يمتلك موراتا معدل أقل من فرصة كاملة في المباراة، حيث صنع 17 فرصة للتسجيل في 26 مباراة.
التفسير أكثر واقعية لقلة عدد الفرص التي يصنعها موراتا يأتي لتواجد إيسكو وجيمس رودريجيز معه في أغلب المباريات التي شارك فيها، أي أنه تواجد مع صانع ألعاب صريح للفريق في 4-2-3-1 عكس إبراهيموفيتش.
ومع تقارب نسبة الحصول على الكرات العالية بينهما، 50% لموراتا (6 أهداف من رأسيات) و51% لإبراهيموفيتش (4 أهداف من رأسيات)، تأتي نسبة تحويل الفرص لأهداف أكبر للمهاجم الإسباني الذي جول 31% من فرصه لأهداف من 30 تصويبة على المرمى و18 خارجه، مقابل 20% لإبراهيموفيتش الذي صوب 46 مرة على المرمى و38 خارجه.
صفات موراتا وتشابة أسلوب لعب ريال مدريد من مانشستر يونايتد والتعامل السابق بين مورينيو وموراتا وتنفيذ ما يطلبه في الملعب يجعل صاحب الـ24 عاما البديل المناسب لإبراهيموفيتش، خصوصا وأن مسيرة الثنائي قبل اللعب في إنجلترا قريبة بعد الشئ مع فارق الخبرة للسويدي، حيث لعبا في يوفنتوس وفي الدوري الإسباني ومع مورينيو.