"عزيزي يوسف متى تأتينا إلى أوروبا؟ متى ستنيرنا بموهبتك؟". تلك كانت كلمات كتبت عبر مجلة "سو فوت" الفرنسية موجهة في رسالة إلى يوسف المساكني نجم منتخب تونس ولخويا القطري.
يوسف المساكني
النادي : العربي
إن لم تكن لديك الفرصة لمشاهدته في الدوري القطري، فهناك فرصة في كل مرة تقام بها بطولة كأس الأمم الإفريقية، منذ 2010 وهو يطل علينا مع نسور قرطاج بموهبته التي لا غبار عليها.
حتى الآن يظل اللغز الأكبر مرتبطا ببدايته مع الترجي التونسي، لماذا لم ترحل إلى أوروبا ما دمت نجما كبيرا؟ أندية إنجليزية وفرنسية أبدت اهتمامها على فترات أبرزها مارسيليا ووست هام يونايتد وإيفرتون، إلا أن الفريق الفرنسي هو أكثر من يرغب بشدة في خدمات يوسف في أي سوق تجده مهتما بضمه.
موسم 2011-2012 كان استثنائيا لفتى تونس الذهبي، ذلك الموسم مر عليه كل من نبيل معلول ومشيلي دي كاستال، بداية كان يلعب كصانع ألعاب متقدم، في 11 مباراة سجل 5 أهداف وصنع هدفين، لكن التطور الأكبر له حينما لعب كجناح أيسر، في تلك اللحظة ظهرت موهبته الحقيقة وسرعته ومراوغاته وتمريراته المتميزة، في 30 مباراة سجل 16 هدفا وصنع 18 أخرين.
لا يمكن التغاضي عن تلك الأرقام، خاصة وأنه فاز بلقب الدوري، فقط الأهلي هو من وقف في طريقه خلال ذلك الموسم وتوج بطلا لدوري أبطال إفريقيا.
مع الاهتمام الأوروبي جاء الاختيار الأغرب، لخويا دفع 15 مليون دولار لضم يوسف، ليلعب في دوري نجوم قطر، بدلا من مارسيليا.
منذ عام 2013 وفور انضمامه للخويا وخلال 4 أعوام، لم يرحل عن النادي القطري، وبدا كاللغز لبعض من يواجهه.
المساكني قال في ذلك الوقت إنه أراد استخدام قطر كخطوة للأمام خلال مسيرته، لكن إلى الآن لم يرحل إلى أوروبا.
لكن حتى وقتنا هذا، ومع اهتمام مارسيليا خلال سوق الانتقالات الشتوية الماضية بشدة بضمه، الفريق الفرنسي كان يرغب في التخلي عن ديميتري باييه وضم المساكني، مما يشي أنه يمتلك موهبة فذة. (طالع التفاصيل)
حتى الآن شارك المساكني مع لخويا في 117 مباراة بكل المسابقات سجل خلالها 56 هدفا وصنع 48 أخرين.
لكن هل هو لاعب خارق ليس به نقاط ضعف؟
حسنا، يوسف يمتلك موهبة فذة لا شك فيها، لكنه شأنه شأن أي لاعب له مزايا وعيوب، يمتلك السرعة والانطلاقات وإمكانية الجري بالكرة وسط المدافعين، لكن إن شاهدته وركضت بجواره فقط، لكن إن واجهته فستفوز بالكرة منه بسهولة.
كما أنه ليس قويا في الكرات العرضية، خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية الماضية قام بـ3 عرضيات فقط على الرغم من مركزه ونجح في واحدة، وكذلك محاولاته على المرمى ليست بالكثافة والدقة فمن 11 محاولة نجح في 5 وفشل في 6.
نسبة دقة تمريرات صاحب الـ26 عاما طبيعية للغاية وتقدر بـ73%، وهو متوسط نجاح تمريراته في المجمل.
إنه أحد المحطات الهامة للمنتخب أو للفريق، خلال كأس الأمم الإفريقية تسلم الكرة في 141 مرة، وخسرها تحت الضغط 16 مرة، واستعاد الكرة من الخصم 26 مرة، وفاز بـ5 مراوغات وفشل في 6.
إذا ما يضعنا أمام حقيقة أخرى، هل ساعد يوسف سوء مستوى مصر لكي يتألق ويلمع في تلك الليلة؟
قال حازم إمام نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق وعضو اتحاد الكرة عقب المباراة :"المنتخب يحتاج صانع ألعاب، لأنه ركيزة أساسية في الخطة التي يعتمدها كوبر".
وأضاف "لقد رأينا يوسف المساكني يتحرك بسهولة ومرونة ورشاقة، وينقل الهجمة للأمام ويجيد الربط جيدا مع ظهيري الجنب".
ضد منتخب مصر مرر يوسف المساكني الكرة 45 مرة، منهم 8 فقط للأمام على الرغم من مركزه في خط الهجوم، ومرر للخلف الكرة 19 مرة وللجانبين 18 مرة.
تسلم ضد مصر الكرة 50 مرة، وفاز بالكرة 8 مرات وخسرها 5 مرات، كما أنه فاز باعتراضين واستعاد الكرة 6 مرات من منتخب مصر، وحاول على المرمى محاولتين فقط واحدة منهم ناجحة.
بطء خط الدفاع المصري في التعامل مع المساكني وتركه للمساحات له، جعل الجناح التونسي يظهر في أبهى صوره.
في تلك الصورة يظهر المساكني وتحركاته على الطرف الأيمن للمنتخب المصري وقمة نشاطه كانت في العمق أمام منقطة الجزاء في ظل بطء المنتخب في التحرك واستخلاص الكرة.
المساكني هو أحد أهم مفاتيح منتخب تونس في اللعب، قد شارك مع المنتخب في 41 مباراة دولية سجل 6 أهداف وصنع 11 هدفا أخرين، المنتخب المصري لم يحكم الرقابة أو يضع خطة محكمة لمنع اللاعب من تقديم أفضل ما لديه فصنع هدف الفوز.
جيلان شعلالي كان رقم 1 لدى تونس فيما يخص تسلم الكرة في خط الوسط بـ82 كرة، بمجموع 17.26% من نسبة تسلم الكرة لمنتخب تونس ككل، المساكني نسبته كانت 10.74% هو خامس أكثر لاعب تسلما للكرة في المنتخب.