كتب : إسلام مجدي
حينما يتجاهلك العالم لفترة طويلة على الرغم من اجتهادك وتألقك، فجل ما تكترث إليه هو عملك لا إسعادهم، لأعوام عديدة أنت مجهول حتى تاريخ معين.
في عام 2010 كان هناك فقط كل من ليونيل ميسي وكارلوس تيفيز وسيرخيو أجويرو وجونزالو إيجواين، جميعهم يلعبون لأندية برشلونة ومانشستر سيتي وأتليتكو مدريد وريال مدريد وبالتالي هم تحت المجهر بشكل أكبر، الكرة الأرجنتينية والجماهير تفكر فيهم لا في ذلك الأمير الذي اقتنص لقبا غاليا لأفاعي إيطاليا.
دييجو ميليتو مهاجم إنتر ميلان السابق، ذلك الذي كتب مجدا لا ينسى، كان دائما في الظل حتى تاريخ معين ليلة قضى فيها على بايرن ميونيخ وحده ليتوج بطلا لأبطال أوروبا.
ميليتو دوما كان ضحية كونه يصبح الرجل الثاني أو الثالث دائما في الظل، على الرغم من ذلك هو أكثر من يعمل بكد في الملعب والتدريبات، هو الرجل المفضل لأي مدرب طموح.
خلال الفترة من 1999 وحتى 2003 كان الأمير يتعلم الكثير مع راسينج كلوب الأرجنتيني، كان في الـ20 من عمره حينما أطلق عليه لقب الأمير، وذلك بسبب حالة الشبه الكبيرة التي كانت تراها الجماهير بينه وبين إينزو فرانشيسكولي الأسطورة الأوروجويانية.
دييجو قضى أعوامه الأولى مع كرة القدم يبني أسطورته الخاصة في راسينج، يقود خط الهجوم ومع تألقه لفت إليه الأنظار.
في صيف 2003 وبالتحديد في شهر يوليو أبدى ريال مدريد اهتمامه بضم ميليتو، لكن صفقة ديفيد بيكام عطلت ذلك الاهتمام ليتلاشى فيما بعد.
استمر دييجو قانع بما لديه ومنتظر للفرصة لكي يلعب في أوروبا، وفي بداية موسم 2003-2004 مع راسينج بدأت أندية أوروبية أخرى تلاحظ قوته وعمله في الهجوم، كان لديه أسلوبه الخاص في استعمال قدمه اليسرى.
جنوى كان يعاني في تلك الفترة، لكنه كان خيارا لدييجو ميليتو، لينضم لفريق الدرجة الثانية، والذي عاد شيئا فشيء إلى الدرجة الأولى.
لم يحتج دييجو ميليتو وقتا للتكيف، بعد موسم ونصف مع جنوى سجل 33 هدفا في 59 مباراة بكل المسابقات، وكلل نجاحه بقيادة الفريق للتأهل إلى دوري الدرجة الأولى وإنهاء عقد من الزمان بعيدا عنه.
في كل الأحوال جنوى كان مجرد محطة للأمير، في أخر مباراة في الموسم تلك التي سجل خلالها هدفين في فوز فريقه بنتيجة 3-2 ضد فينيسيا، بعد ذلك اتهم الفريقان بالتلاعب في نتيجة المباراة، ثم تم اتهام فينيسيا وحده الاحتيال والرشوة لكي يدع جنوى يفوز.
بعد عدة تحقيقات والكثير من القضايا، جنوى احتل المركز الـ22 في جدول ترتيب الدرجة الثانية ليهبط للثالثة، ثم قام ريال ساراجوسا بضم ميليتو على سبيل الإعارة لمدة عامين.
كعادته ميليتو لم يحتج وقتا للكتيف، وفي موسمه الأول كان هدفا للفريق، منها ما قدمه ضد ريال مدريد في نصف نهائي كأس ملك إسبانيا 2006، لكن فريقه خسر النهائي ضد إسبانيول.
في موسم 2006-2007 دييجو كان على بعد هدفين من رود فان نيستلروي هداف الدوري الإسباني، وتحولت الإعارة إلى صفقة شراء نهائية.
أصبح دييجو قائدا لـساراجوسا، وجدد عقده بشرط جزائي قالت عنه صحيفة "ماركا" إنه يقدر بـ100 مليون يورو في ذلك الوقت لكي يشي بقيمته كقائد للفريق.
لكن ذلك لم يحدث فعليا، على الجانب الأخر مسيرة دييجو أصيبت بزلزال جديد، هبط ساراجوسا إلى دوري الدرجة الثانية في موسم 2007-2008، فقط بعد موسم وحيد كان فيه ضمن الستة الكبار في الدوري.
انتهت علاقة دييجو ميليتو بـساراجوسا، ورفض عددا من العروض الكبيرة من أندية أوروبية كثيرة، لكنه فضل العودة إلى جنوى وإيطاليا.
كان جنوى ينافس في الدرجة الأولى، وضم ميليتو في أخر ساعات اليوم الأخير من سوق الانتقالات، وسجل دييجو ميليتو 24 هدفا ليجعل جنوى في المركز الخامس في موسم 2008-2009، فقط زلاتان إبراهيموفيتش هو من تخطى ذلك الرقم.
في 2009 قرر جوزيه مورينيو أن يخوض مغامرته الخاصة مع إنتر ميلان على طريقته، حاول تعويض رحيل زلاتان إبراهيموفيتش إلى برشلونة فضم كل من دييجو ميليتو وصامويل إيتو وويسلي شنايدر وتياجو موتا ولوسيو، وجميعهم منحوا الفريق الكثير من الإضافات القوية في شتى الخطوط.
خلال موسم 2009-2010 التاريخي بإنتر ميلان كان ميليتو هو اللاعب الأهم في التشكيل، صحيح أنه عاش في ظل إيتو وشنايدر لأنه الأقل نجومية نظرا لأن الجماهير لم تكن تعرفه كما عرفت الثنائي، لكنه لم ينتظر طويلا حتى يجعل الجماهير تعرف من هو.
في أغسطس كان على موعد للعب في أول دربي له ضد ميلان، فسجل هدفا وصنع هدفين في فوز إنتر بنتيجة 4-0، وفي شهر سبتمبر أضاف هدفا ضد بارما ثم هدفين ضد كالياري، وأخيرا هدفا ضد نابولي ما جعل الجميع يعي أن الفريق لن يعاني برحيل إبرا.
الشهر الأكبر لميليتو في ذلك الموسم كان نوفمبر، حينما سجل أهداف الفوز ضد ليفورنو وفيورنتينا في الدوري، ثم جاء هدفه الأفضل حينما تعادل في الدقيقة 86 ضد دينامو كييف في دوري أبطال أوربا ثم سجل شنايدر هدف الفوز في الدقيقة 89، الاحتفاء كان بشنايدر أكثر من ميليتو، لكن من دون الأمير لما كانت هناك ضربة قاضية.
تلك النقاط الثلاثة قادت إنتر للأدوار الإقصائية من دوري أبطال أوروبا، فيما بعد كتبت صحيفة "لا جازيتا ديلو سبورت" :"من دون ميليتو لم يكن هناك ثلاثة لإنتر ولم يكن ليحدث أي شيء".
في ذلك الموسم سجل ميليتو 30 هدفا في 52 مباراة لعبها وصنع 8 أهداف أخرى.
الليلة الأفضل في تاريخ ميليتو كانت حينما واجه بايرن ميونيخ في نهائي دوري الأبطال، تلك التي قرر أن يخطف كل الأضواء لصالحه ولو لليلة في مسيرته، سجل هدفي الفوز.
ما قدمه خلال ذلك الموسم دفع دييجو مارادونا لاستدعائه لمنتخب الأرجنتين للمشاركة في بطولة كأس العالم.
قال مارادونا :"لقد سجل هدفين رائعين ضد بايرن ميونيخ، ما يظهر أنني يجب أن أختاره ضمن المنتخب".
وأضاف "لم يفاجئني ما فعله ميليتو لأنه رائع، ومر بموسم رائع، لكن لدي ليونيل ميسي وتيفيز وأجويرو".
ما حدث بعد ذلك أن ميليتو لم يكن متواجدا كأساسي مع المنتخب، فقط مجرد حضور شرفي خوفا مما سيفعله الإعلام خاصة بعد مستواه الخارق طيلة الموسم المنصرم.
في المباراة الأولى ضد نيجيريا شارك كبديل في الدقيقة 79، وشارك كأساسي ضد اليونان لمدة 80 دقيقة بعد أن ضمن المنتخب التأهل، ولم يشارك بعد ذلك.
الموسم التالي كان محبطا للغاية، الإصابة طرقت بابه مع قلة مشاركاته في كأس العالم، في 2011-2012 ميليتو عادل لما يبرع فيه وسجل الكثير من الأهداف 24 هدفا.
في موسم 2012-2013 أنهى العام كهداف للدوري الإيطالي وسجل 28 هدفا في كل المسابقات قبل أن يصاب مرة أخرى، لكن هذه المرة سيغيب لـ6 أشهر.
في 2014 قرر ميليتو العودة للأرجنتين بعدما شعر أنه اكتفى من أوروبا، ووقع لراسينج مرة أخرى، والنادي كان يصارع الهبوط، وخلال 6 أشهر فقط كان قادرا على جعل الفريق بطلا للأرجنتين، وتأهل لبطولة كوبا ليبرتادورس.
فور اعتزاله قال ميليتو :"إنها لحظة حزينة للغاية، لم أكن مستعدا أبدا لترك ما أحبه، لطالما أردت الاعتزال بقميص راسينج وها أنا أفعلها".
وأضاف "أنا شاكر لكل من جنوى وزارجوزا وإنتر ميلان، لقد منحوني الكثير، لكن راسينج هو فريقي، حظيت بمسيرة رائعة، وضحيت بالكثير لأصل لما وصلت إليه".
وأتم "أعتقد أن العمل الكاد له مكافأته، مع العمل الجاد الأحلام تتحقق".