أداء باهت رافق نتيجة سلبية لمنتخب مصر في مواجهة تونس في افتتاح تصفيات كأس الأمم الإفريقية، ماذا كانت أسبابه؟
في لقاء تليفزيوني له عقب بطولة كأس الأمم الإفريقية 2017 أفصح محمود حسن تريزيجيه عن بعض أدواره مع المنتخب وتحوله بين لاعب الارتكاز الثالث ولاعب الجناح فمع عدم ارتداد محمد صلاح إلى الدفاع كان محمد النني يقوم بالترحيل للجبهة اليمنى لمساندة الظهير وبالتالي يقوم أيضا طارق حامد بالترحيل لنفس الجبهة فيطالب كوبر تريزيجيه بالترحيل لعمق وسط الملعب كلاعب ارتكاز ثالث.
المنتخب التونسي لم يغير كثيرا من أسلوب لعبه مع مدربه السابق هنري كاسبرزاك حيث اعتمد على تواجد أجنحة على الورق فقط وهما يوسف المساكني وفخر الدين بن يوسف ولكن على أرض الملعب كان الثنائي دائم التحرك خلف لاعبي الارتكاز للمنتخب المصري وهو ما أفسح الطريق أمام ظهيري تونس للتقدم وكأنهما جناحين هجوميين.
هذه الصور توضح تنظيم الفريق مع كاسبرزاك تقدم معلول جهة اليسار وتمركز المساكني والخزري بين الخطوط.
وكان الأمر نفسه في مواجهة الفراعنة.
وهو ما تكرر أيضا على الجانب الآخر.
ومع غياب تريزيجيه أرغم واضطر كوبر بعد دقائق قليلة من بداية المباراة على إعادة محمد صلاح سلاحه الهجومي الأبرز إلى المناطق الدفاعية لدرجة وصلت في بعض الحالات أنه كان يقوم بالتغطية خلف أحمد فتحي.
مرتدات مقطوعة
نبيل معلول يعلم جيدا أهمية عبد الله السعيد في هذا الأمر لذلك كلف محمد أمين بن عمر بمراقبته بل وزاد الأمر بأن أعطى تعليماته للاعبين بضرورة تطبيق الضغط المرتد على لاعبي مصر فور فقدان الكرة بقيادة لاعب الارتكاز المدافع بن عمر.
أزمة الضغط
هناك العديد من أنواع الضغط سواء العالي أو المتوسط أو الموجه لمسار الكرة وغير ذلك ولكن ما الذي يطبقه هيكتور كوبر مع المنتخب؟
المدرب الأرجنتيني يعتمد على دفاع المنطقة وليس رقابة رجل لرجل وهذا الأسلوب الدفاعي يعتمد على أمرين متلازمين، أولهما تحديد مربعات وهمية للاعبين في الملعب لتغطيتها حسب مكان تواجد الكرة وتحرك الزميل وعند وصول الخصم بالكرة لمربعك عليك الانقضاض واستخلاصها.
هل نفذ اللاعبون هذا الأمر؟ بالطبع لا الشق الأول فقط هو ما كان حاضرا.
وبالحديث عن دفاع المنطقة نتطرق للهدف والذي نتج عن خلل خططي دفاعي بين علي جبر واحمد حجازي وتحديدا الأخير الذي قرر رقابة المهاجم وليس تغطية المربع الخاص به، لاحظ هذه الصور توضح كيفية تنظيم رباعي الدفاع بزاوية ميل واحدة ومسافات متقاربة عند تواجد الكرة في الجانب الأيمن.
ولاحظ تمركز رباعي دفاع مصر في بداية الهدف.
ربما لم تتضح لك الصورة بشكل كامل، لاحظ هذه الحالة مماثلة للهدف تماما ولكن من الجبهة اليسرى، تمركز جبر على نفس خط ميل حجازي أعطاه الفرصة لعمل العمق والتغطية خلفه.
وللعلم فالخطأ الدفاعي في الهدف كان في لحظة سهو لم تتكرر في المباراة مطلقا فكان دائما التمركز الدفاعي حسب مكان تواجد الكرة مثاليا.
على صعيد آخر تألق علي معلول ظهير أيسر الأهلي والمنتخب التونسي لم يكن فقط بسبب تحركات المساكني للعمق فالأخير لم يكن يمرر له الكرات بشكل مستمر وكان يفضل دائما الاختراق من العمق والتصويب أو اللجوء للتمريرات الثنائية، بينما كان أكثر لاعبي تونس تمريرا لمعلول في التوقيت والمكان المناسبين هو لاعب الارتكاز المساند فرجاني ساسي ومن بعده بن عمر والشعلالي، وقد كان هذا الثلاثي أحد أهم أسباب التفوق لنسور قرطاج في المباراة.