كتب : محمود مصطفى
ربما سمعت الكثير من القصص الغريبة عن ديكتاتور ليبيا الراحل معمر القذافي، هذه قصة، على الأرجح، لم تسمعها من قبل.
إذا كنت من هواة متابعة مسلسلات رمضان، أو لم تكن، نقدم لك مسلسل FilGoal.com.
على مدار شهر رمضان الكريم، يقدم FilGoal.com عبر 30 حلقة ليست مرتبطة ولا مرتبة قصصا قد لا تعرفها محليا أو عالميا.
هوكي الجليد بالتأكيد ليست أكثر الرياضات شهرة في أوروبا، ربما الوضع بالنسبة لتلك اللعبة أشبه بما تمثله كرة القدم في أمريكا.
اللاعبون الكنديون والأمريكيون يحاولون إنقاذ مسيرتهم أو إمضاء ما تبقى منها في أندية أوروبا.
لكن فارق الأموال التي يتم ضخها في عالم هوكي الجليد الأوروبي يفصله عن بذخ كرة القدم في أمريكا.
في عام 1987، ومع مشاكل التمويل ومحاصرة السلطات الضريبية الألمانية لفريق إيزرلون لجأ مالك النادي هاينز فايفنباخ إلى حل غريب لأزمته.
حل فايفنباخ كان أن يسافر إلى ليبيا ويطلب من معمر القذافي أن يصبح راعي الفريق.
ربما يبدو الأمر غريبا أو تبدو عملية التفكير في الأمر صعبة ولكن وقتئذ، كانت استثمارات حاكم ليبيا في الكرة الإيطالية وبالتحديد في ناديي بيروجيا وسامبدوريا حديث المهتمين بالرياضة في أوروبا.
وكذلك الروابط بين ألمانيا والقذافي كانت موجودة عبر النفط الليبي الذي تستورده ألمانيا وكذلك في ذلك الوقت ظهرت إعلانات للكتاب الأخضر، مؤلَّف القذافي الغريب والشهير، في شوارع بعض المدن الألمانية.
لكن القذافي كان أيضا شخصية مثير للجدل في ألمانيا، ففي عام 1986 ارتبط اسمه بالتحريض على تفجير ملهى ليلي في برلين راح ضحيته عدد من الجنود الأمريكيين.
بالنسبة لفريق إيزرلون، الأمور كانت خيالية. قصة استثمارالقذافي وصلت إلى أمريكا والاهتمام الإعلامي والجماهيري وصل إلى أقصاه.
وفي أول مباراة تحت رعاية القذافي يتذكر بروس هاردي، أحد لاعبين أمريكيين في الفريق، أجواء المباراة "المدرجات كانت ممتلئة عن آخرها، الأمر كان شبيها بحديقة الحيوان. كان ذلك أكثر الأجواء التي رأيتها في حياتي روعة".
انتصر إيزرلون في مباراته الأولى بقميص يحمل إعلانا للكتاب الأخضر.
لكن الإعلام والسلطات الألمانية لم يكن يعجبهم ما يحدث، مجلة "دير شبيجل" الشهيرة وصفت الفريق في عهد فايفنباخ بـ"سدوم وعمورة"، في الإنجيل هاتين هما القريتين اللتين عاش فيهما قوم النبي لوط، بينما صرح وزير الداخلية الألماني فريدريتش زيمرمان "ما كان في البداية مزحة هو في الحقيقة خرق لقواعد حياد الرياضة سياسيا".
في الأسبوع التالي وفي مباراة خارج الديار لم يستقبل المشجعون الفريق، بل المتظاهرون.
يتذكر هاردي "بدأنا في تلقي التهديدات ولم تعد هناك ضمانات لسلامتنا، عندما ترتدي هذا القميص تصبح في مشكلة".
لم يظل اللاعبون صامتون، اتخذوا قرارا بالتصويت على أحد خيارين: اللعب بالقميص الجديد الذي يحمل إعلان الكتاب الأخضر وتحمل العواقب أو ارتداء القمصان القديمة والمخاطرة بإفلاس النادي. التصويت جاء في صالح الخيار الثاني.
دخل فايفنباخ إلى غرفة خلع الملابس وأخبره اللاعبون بنتيجة تصويتهم، قال لهم إنه يحترم قرارهم وأن المباراة المقبلة ستكون الأخيرة للفريق لأنه لن يتمكن من تحمل العواقب المالية. وقد كان، قبل أن يعود الفريق باسم جديد في الموسم التالي لكن من دون أموال القذافي.