نعم لم يكن يوفنتوس مسيطرا بشكل تام على مجريات الشوط الأول ولكنه مقارنة بشوط المباراة الثاني كان فريقا مغايرا تماما، ذهب البعض للحديث عن الجوانب البدنية ومن الممكن أن لها تأثير على الفريق ولكن هل هنالك أسباب أخرى؟
بالتأكيد.. فالملعب به 22 لاعبا وليس 11 فقط وإذا كنت تبحث عن سبب ثغرة أو هبوط في فريق ما أو تفوق الآخر فعليك النظر للأمر من كلا الجانبين وهذا ما سنحاول توضيحه من خلال هذا التحليل.
كالعادة في حالة الدفاع يظهر هيكل السيدة العجوز بالـ4-4-2.
بينما على الجانب الآخر ظهر فريق ريال مدريد بهيكل دفاعي 4-1-3-2 حيث يقبع كاسيميرو في عمق وسط الملعب أمام رباعي الدفاع من أجل رقابة ديبالا ويتقدمه الثلاثي لوكا مودريتش وتوني كروس وإيسكو خلف ثنائي الهجوم كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة.
وبالتالي مع هذا الأسلوب الدفاعي بات التفوق العددي في وسط الملعب لصالح يوفنتوس حيث تفرغ كاسيميرو لرقابة ديبالا.
وأصبحت سيطرة يوفنتوس على وسط الملعب تحديدا أمر منطقي في ظل التفوق العددي ولكن في الثلث الدفاعي كان تواجد كاسيميرو يعطي التفوق العددي لريال مدريد(خماسي دفاعي لمدريد ضد رباعي هجومي ليوفنتوس) مما أعطى اتزانا دفاعيا أكبر للفريق.
في الشوط الثاني تراجع زيدان عن فكرة التأمين الدفاعي الزائد عن الحد وقرر تطبيق الضغط بجميع اللاعبين في منتصف ملعب يوفنتوس بل وزاد الأمر بتقدم سيرخيو راموس لوسط الملعب لرقابة ديبالا مع بقاء فاران فقط لرقابة إيجواين وبالفعل نجح ضغط ريال مدريد في عزل خطي وسط ودفاع يوفنتوس عن الهجوم.
الشق الثاني من الفكرة كان في كيفية التحول الهجومي وشن المرتدات على دفاع يوفنتوس، قرر زيدان توسيع الملعب عرضيا عن طريق الثنائي رونالدو وبنزيمة دائما بهذا الشكل.
وهو الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في الهدفين الأول والثاني، ففي الأول مع انطلاقة إيسكو وكروس في الجانب الأيسر تحول بنزيما للعمق ليخلق لهما المساحة وكان رونالدو في أقصى الجانب الأيمن.
وفي الهدف الثاني كان انطلاق بنزيمة بعد تمركزه في الجانب الأيسر وإرسال العرضية سببا في الهدف.
كما أوضحنا من قبل في أكثر من تحليل عن مايقدمه زين الدين زيدان مع فريق ريال مدريد يظهر دائما تطبيق مبدأ الـisolation and overloading حيث يتم الاستحواذ واستدراج الخصم في أحد الجبهات ثم إرسال تمريرة قطرية للظهير الطائر في الجبهة الأخرى، وهوالأمر الذي نتج عنه الهدف الثالث.
ولكن تم استخلاص الكرة من قبل دفاع يوفنتوس ليقوم لاعبي ريال مدريد فورا بتطبيق الضغط العكسي بكل قوة ونجح مودريتش في استخلاص الكرة بالفعل وقام بعمل overlapping ليصنع الهدف.
هل تتذكرما شاهدناه في مواجهة بايرن ميونيخ تحت قيادة جوارديولا ويوفنتوس في دوري الأبطال منذ موسمين حينما كان يهاجم فريق جوارديولا بـ10 لاعبين؟
الأمر ذاته كرره زيدان في بعض الحالات في هذا النهائي فكان دائما الثنائي فاران وراموس وبينهما كاسيميرو في منتصف ملعب يوفنتوس.
في بعض الحالات في الشوط الأول توضح إصرار لاعبي ريال مدريد (بتعليمات المدير الفني) على بناء الهجمات بداية من الحارس وقد نجح لاعبو يوفنتوس في استخلاص الكرة في حالتين ولكنه بالطبع نجح في أغلب الحالات الأخرى.
هي مجموعة من الأفكار قدمها زيزو مع فريقه في هذه البطولة بداية من الاستحواذ في مناطق محددة وكيفية خلق ثغرات على الأطراف لإرسال العرضيات وأمام مرمى الخصم لاستغلالها فاستحق المدرب وفريقه لقب الأفضل عن جدارة خلال الموسم.