كتب : فادي أشرف
من الطبيعي أن يصحب التقدم في السن هبوطا بدنيا، وهذا ما حدث لكريستيانو رونالدو الذي حصل اليوم على رابع دوري أبطال أوروبا في تاريخه، والفارق أنه نجم شباك هذه النسخة.
مشوار رونالدو في اللقب الـ12 لريال مدريد كان رائعا، 5 أهداف في بايرن ميونيخ وهاتريك في أتليتكو مدريد وثنائية في يوفنتوس.
تحليل موقع Squawka يشرح لنا، كيف استطاع زيدان إخراج أفضل ما في كريستيانو رونالدو وهو في عمر الـ32.
منتقدو رونالدو انتظروا تلك اللحظة، عندما يضطر صاروخ ماديرا ليعاني بدنيا ويفقد تلك القوة المفرطة التي عمل كثيرا من أجلها، ومعها يفقد مستواه.
عندما تصل لمرحلة ما من العظمة، لا يكون من المسموح أن يخفت نجمك وتتحول فجأة إلى لاعب عادي. الكل ينتظر منك التألق السابق ولكنك لا تقدمه ويكون الرد صافرات الاستهجان.
لا شك أن رونالدو تخطى أفضل سنين مسيرته، لكنه لم يسمح لكارهيه بالاستمتاع بسقوطه، وهنا ما فعله زيدان.
رونالدو مستمر في تسجيل الأهداف، 42 هدف هذا الموسم مع ريال مدريد، أرقام قياسية كل أسبوع، وصل للهدف الـ600 في مسيرته وصار الهداف الأكبر للدوريات الخمس الكبرى، سجل هاتريك في ربع النهائي، وفي نصف النهائي، وثنائية في النهائي، وحصل على لقب هداف البطولة.
لم يعد رونالدو نفس اللاعب الذي كان عليه من خمس سنوات، اللاعب الذي يفعل كل شيء في العملية الهجومية، بل أصبح "ثعلبا" في منطقة حزاء المنافس.
ربما قل تأثيره على سير المباريات – بعيدا عن الأهداف – لكنه أصبح ذو تأثير أكبر في الثلث الأخير من الملعب.
في مانشستر يونايتد كان رونالدو هو نجم العرض، الذي يقدم المراوغات والمهارات وفي ريال مدريد تغيرت أولوياته وتقدم سنه، لم يعد الجناح المبهر لكنه صار الخطر الذي يهدد كل حراس المرمى تحت كل الظروف.
ماذا فعل زيدان؟
هل يمكن تحديد ما هو المركز الذي يلعب فيه رونالدو؟ هل هو مهاجم أم جناح؟ لا أحد يستطيع التحديد على وجه التحديد. ليس جناحا تقليديا وليس مهاجما رقم 9، لكنه كريستيانو رونالدو.
وثق زيدان في رونالدو وفي حاسته داخل الملعب وفي غريزته الكروية ليصنع الفارق على الجناح أو داخل منطقة الجزاء.
زيدان منح رونالدو الحرية في الملعب، منحه مركزا جديدا، هو مركز كريستيانو رونالدو، أو المركز الذي يستطيع منه تسجيل أهدافا أكثر.
خريطة تحركات رونالدو في نهائي كارديف تبرز ذلك، رونالدو يتحرك أينما يريد.
بدلا من الركض في كل أنحاء الملعب لينفذ خطة زيدان الهجومية، تعلم أن يترك الكرة لزملاءه ويصل في منطقة الجزاء في الوقت المناسب لينهي الهجمة، أو يسرق المدافع في لحظة ليسجل هدفا. هكذا سجل هدفيه ضد يوفنتوس.
ما فعله زيدان مع رونالدو لم يكن فنيا فقط، بل فعل كل ما رفض كل مدربي ريال مدريد فعله من قبله، وهو إراحة كريستيانو رونالدو.
بين منتصف مارس والفوز على سيلتا فيجو 4-1 في ملعب بالايدوس، لم يشارك رونالدو في أي مباراة خارج سانتياجو بيرنابيو في الدوري، وعاد ليمنح ريال مدريد الفوز على مالاجا والتتويج بالدوري قبل أن يتألق في نهائي الأبطال، بعد أن كان شبحا للاعب كبير في نهائيات 2014 و2016 ضد أتليتكو مدريد.
في نفس الوقت، لا يمكن القول إن رونالدو كان يحمل ريال مدريد وحده. لكنه تعلم كيف يعتمد على زملاءه في السيطرة على المباريات بينما يتحرك هو لإنهاء الهجمة، هذا ما يجعل رونالدو 2017 أكثر قسوة وقوة من كل نسخ رونالدو السابقة، خاصة أنه راض بالدور الذي يقدمه.
طوال هذا الموسم، لم يكن لرونالدو مركزا محددا، لم يلتزم بالشكل التكتيكي للفريق، تحرير زيدان له وعدم إلزامه بالمشاركة في بناء اللعب صارت نقطة قوة لرونالدو، ولزيدان بطبيعة الحال، ليستطيع زيزو أن يخرج من رونالدو أفضل نسخة منه في عمر الـ32.