نهائي الأبطال - 4 مشاهد حزينة في مسيرة بوفون.. هل تصبح النهاية سعيدة في كارديف؟

على ملعب لوجنيكي في العاصمة الروسية موسكو، وقبل 18 عاما، حقق بارما الإيطالي تتويجا تاريخيا بلقب كأس الاتحاد الأوروبي حينما هزم مارسيليا الفرنسي بثلاثية نظيفة.

كتب : علي أبو طبل

الجمعة، 02 يونيو 2017 - 19:40
جيانلويجي بوفون

على ملعب لوجنيكي في العاصمة الروسية موسكو، وقبل 18 عاما، حقق بارما الإيطالي تتويجا تاريخيا بلقب كأس الاتحاد الأوروبي حينما هزم مارسيليا الفرنسي بثلاثية نظيفة.

بين خشبات مرمى بارما، الفريق الذي يصارع في الوقت الحالي في الدرجة الثالثة من أجل العودة من جديد إلى الدرجة الممتازة في إيطاليا بعد أقل من عامين من إعلان إفلاسه، تواجد حارس مرمى موهوب ويافع يكاد يتم عامه الـ21.

جيانلويجي بوفون استقبل مرماه 10 أهداف في 11 مباراة خلال تلك البطولة ولكنه قدم ما يكفي ليثبت كفاءته ويقود فريقه السابق إلى التتويج باللقب الأوروبي، والذي يعد اللقب القاري الوحيد في مسيرته كلاعب.

بعد عامين، انتقل بوفون رفقة زميله ليليان تورام إلى يوفنتوس. صفقة قياسية لم يتم كسرها حتى كتابة هذه السطور رغم جنون أسعار انتقالات اللاعبين. 53 مليون يورو دفعتها إدارة السيدة العجوز لنادي بارما للحصول على خدمات حارس المرمى الذي أصبح أيقونة للنادي فيما بعد.

قدم بوفون الكثير خلال أكثر من 17 عاما بقميص يوفنتوس، ولكنه لم يتمكن من إضافة لقب أوروبي آخر في مسيرته سواء مع النادي أو المنتخب.

10 ألقاب للدوري الإيطالي رفقة السيدة العجوز، بالإضافة إلى 3 ألقاب من الكأس المحلية، أرقام عظيمة في مسيرة الحارس صاحب الـ39 عاما. ولكن تتويجا أوروبيا قد يكون بمثابة قطعة الكرز التي تعلو منتصف الكعكة.

4 مشاهد حزينة في مسيرة بوفون منذ إنضمامه ليوفنتوس، ربما تستحق أن يتبعها في الختام نهاية سعيدة.

اكتئاب

يعود تاريخ المشهد إلى 28 مايو 2003. يوفنتوس يلتقي مواطنه ميلان على ملعب "أولد ترافورد" بمدينة مانشستر الإنجليزية. والهدف هو تحقيق لقب دوري الأبطال.

مسيرة رائعة للسيدة العجوز في البطولة، تخللها إقصاء لكل من برشلونة وريال مدريد في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي.

19 هدفا تلقتها شباك بوفون في 16 مباراة بالبطولة، ولكنه قدم ما يكفي في النهائي لكي يرفع فريقه الكأس.

انتهى الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي واتجه الفريقان لعلامة الجزاء التي نصرت ميلان ومنحته اللقب الأوروبي السادس في تاريخه.

شعر بوفون بخيبة أمل. الأمر وصل ربما إلى حالة من الاكتئاب.

يقول بوفون عن تلك الفترة في حوار سابق لموقع FourFourTwo: "نعم لقد كانت فترة صعبة. كنت أخشى النزول إلى التدريبات وإلى أرض الملعب. عندما أشعر بالمسؤولية تجاه خطأ ما، فإن الأمر قد يستدعي بقائي في منزلي لما لا يقل عن 10 أيام لتجاوزه".

ويضيف "في البداية أبقيت الأمر سرا. ومع الوقت، بدأت أتحدت عنه لأقرب الأصدقاء وأفراد العائلة. شعرت أن هناك مشكلة نفسية يجب حلها. بدون دعم الأهل والأصدقاء لما تمكنت من تجاوز ذلك".

فضيحة

إيطاليا ترفع لقب كأس العالم في ألمانيا في عام 2006. علامة الجزاء تنصر بوفون هذه المرة، حيث تفوق الأتزوري على ديوك فرنسا في المباراة النهائية، ورفع جيانلويجي لقبه الأول رفقه منتخب بلاده.

مسيرة رائعة شهدت اهتزاز شباك الطليان في مناسبتين فقط خلال 7 مباريات، فاستحقوا اللقب عن جدارة في النهاية.

لكن أفراح بوفون تكدرت بسبب أزمة عنيفة هزت كرة القدم الإيطالية تزامنا مع ذلك الإنجاز.

فضيحة "كالتشيوبولي" تورط فيها كبار الأندية في إيطاليا، ميلان وإنتر ويوفنتوس، ولكن الأخير كان الخاسر الأكبر بهبوطه إلى الدرجة الأدنى.

اضطر حارس مرمى بطل العالم في ذلك الوقت إلى لعب موسم كامل في دوري الدرجة الثانية. عاد يوفنتوس سريعا إلى الدرجة الممتازة كبداية لسنوات تالية شهدت سيطرة السيدة العجوز على الكرة الإيطالية من جديد.

اكتساح إسباني

في 2012، كان الملعب الأوليمبي بمدينة كييف الأوكرانية معقلا لمشهد حزين آخر في مسيرة بوفون.

لم يوفق أسطورة حراسة المرمى الإيطالية في التتويج بلقب أوروبي رفقة ناديه، فبحث عن إمكانية تحقيق ذلك رفقة منتخب بلاده.

مسيرة جيدة لإيطاليا في ذلك العام تحت قيادة تشيزاري برانديللي. لا هزائم حتى المباراة النهائية، واهتزت الشباك في 3 مناسبات فقط وصولا للنهائي.

النهائي أمام أسبانيا التي تكتسح الأخضر واليابس كرويا في تلك الفترة. ولكن الفوارق لم تبد كبيرة قبل بداية المباراة. الفريقان التقيا في افتتاحية دور المجموعات، وتعادلا بنتيجة 1-1.

لكن أتت الصدمة خلال 90 دقيقة. اكتسحت الأحمر الأزرق وانتصر الإسبان برباعية تاريخية، حرمت بوفون من لقب أوروبي جديد كان قريبا.

إسبان بألوان كتالونية

يوفنتوس يعود إلى النهائي الأوروبي بعد 12 عاما تخللها الهبوط إلى الدرجة الثانية المحلية والكثير من الأزمات.

ما بين 2003 و2015، تغيرت الكثير من الأسماء، ولكن بقى اسم بوفون ثابتا في قائمة يوفنتوس.

قدم يوفنتوس موسما أوروبيا رائعا وأقصى ريال مدريد في نصف النهائي، ليواجه الغريم الإسباني الآخر برشلونة على ملعب برلين.

على الرغم من صلابة شخصية فريق يوفنتوس، إلا أنه لم يقو على التغلب على برشلونة في تلك المرة، ليضل لقب أوروبي جديد طريقه عن خزائن بوفون.

ظن الجميع في 2015 أنها الفرصة الأخيرة لبوفون لتحقيق لقبه الأوروبي الأول في عامه الـ37. هو بنفسه أكد في تصريحات سابقة أبرزتها صحيفة "ديلي ميل" أنه ظنه النهائي الأخير في مسيرته الأوروبية مع يوفنتوس.

مر عامان، وبوفون يتواجد من جديد في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.

قد تبلغ القسوة مداها إن حرم بوفون من اللقب الأوروبي الأعظم في محاولته الثالثة.

3 يونيو سيكون موعدا لمشهد جديد في مسيرة جانلويجي الكروية، فهل يصبح ملعب كارديف عنوانا لسعادة ومجد طال انتظاره، أم لمشهد خامس في قائمة مشاهد بوفون الحزينة؟