كتب : علي أبو طبل
على ملعب لوجنيكي في العاصمة الروسية موسكو، وقبل 18 عاما، حقق بارما الإيطالي تتويجا تاريخيا بلقب كأس الاتحاد الأوروبي حينما هزم مارسيليا الفرنسي بثلاثية نظيفة.
بعد عامين، انتقل بوفون رفقة زميله ليليان تورام إلى يوفنتوس. صفقة قياسية لم يتم كسرها حتى كتابة هذه السطور رغم جنون أسعار انتقالات اللاعبين. 53 مليون يورو دفعتها إدارة السيدة العجوز لنادي بارما للحصول على خدمات حارس المرمى الذي أصبح أيقونة للنادي فيما بعد.
10 ألقاب للدوري الإيطالي رفقة السيدة العجوز، بالإضافة إلى 3 ألقاب من الكأس المحلية، أرقام عظيمة في مسيرة الحارس صاحب الـ39 عاما. ولكن تتويجا أوروبيا قد يكون بمثابة قطعة الكرز التي تعلو منتصف الكعكة.
4 مشاهد حزينة في مسيرة بوفون منذ إنضمامه ليوفنتوس، ربما تستحق أن يتبعها في الختام نهاية سعيدة.
اكتئاب
مسيرة رائعة للسيدة العجوز في البطولة، تخللها إقصاء لكل من برشلونة وريال مدريد في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي.
19 هدفا تلقتها شباك بوفون في 16 مباراة بالبطولة، ولكنه قدم ما يكفي في النهائي لكي يرفع فريقه الكأس.
انتهى الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي واتجه الفريقان لعلامة الجزاء التي نصرت ميلان ومنحته اللقب الأوروبي السادس في تاريخه.
شعر بوفون بخيبة أمل. الأمر وصل ربما إلى حالة من الاكتئاب.
يقول بوفون عن تلك الفترة في حوار سابق لموقع FourFourTwo: "نعم لقد كانت فترة صعبة. كنت أخشى النزول إلى التدريبات وإلى أرض الملعب. عندما أشعر بالمسؤولية تجاه خطأ ما، فإن الأمر قد يستدعي بقائي في منزلي لما لا يقل عن 10 أيام لتجاوزه".
ويضيف "في البداية أبقيت الأمر سرا. ومع الوقت، بدأت أتحدت عنه لأقرب الأصدقاء وأفراد العائلة. شعرت أن هناك مشكلة نفسية يجب حلها. بدون دعم الأهل والأصدقاء لما تمكنت من تجاوز ذلك".
فضيحة
مسيرة رائعة شهدت اهتزاز شباك الطليان في مناسبتين فقط خلال 7 مباريات، فاستحقوا اللقب عن جدارة في النهاية.
لكن أفراح بوفون تكدرت بسبب أزمة عنيفة هزت كرة القدم الإيطالية تزامنا مع ذلك الإنجاز.
اضطر حارس مرمى بطل العالم في ذلك الوقت إلى لعب موسم كامل في دوري الدرجة الثانية. عاد يوفنتوس سريعا إلى الدرجة الممتازة كبداية لسنوات تالية شهدت سيطرة السيدة العجوز على الكرة الإيطالية من جديد.
اكتساح إسباني
لم يوفق أسطورة حراسة المرمى الإيطالية في التتويج بلقب أوروبي رفقة ناديه، فبحث عن إمكانية تحقيق ذلك رفقة منتخب بلاده.
مسيرة جيدة لإيطاليا في ذلك العام تحت قيادة تشيزاري برانديللي. لا هزائم حتى المباراة النهائية، واهتزت الشباك في 3 مناسبات فقط وصولا للنهائي.
النهائي أمام أسبانيا التي تكتسح الأخضر واليابس كرويا في تلك الفترة. ولكن الفوارق لم تبد كبيرة قبل بداية المباراة. الفريقان التقيا في افتتاحية دور المجموعات، وتعادلا بنتيجة 1-1.
لكن أتت الصدمة خلال 90 دقيقة. اكتسحت الأحمر الأزرق وانتصر الإسبان برباعية تاريخية، حرمت بوفون من لقب أوروبي جديد كان قريبا.
إسبان بألوان كتالونية
ما بين 2003 و2015، تغيرت الكثير من الأسماء، ولكن بقى اسم بوفون ثابتا في قائمة يوفنتوس.
قدم يوفنتوس موسما أوروبيا رائعا وأقصى ريال مدريد في نصف النهائي، ليواجه الغريم الإسباني الآخر برشلونة على ملعب برلين.
على الرغم من صلابة شخصية فريق يوفنتوس، إلا أنه لم يقو على التغلب على برشلونة في تلك المرة، ليضل لقب أوروبي جديد طريقه عن خزائن بوفون.
ظن الجميع في 2015 أنها الفرصة الأخيرة لبوفون لتحقيق لقبه الأوروبي الأول في عامه الـ37. هو بنفسه أكد في تصريحات سابقة أبرزتها صحيفة "ديلي ميل" أنه ظنه النهائي الأخير في مسيرته الأوروبية مع يوفنتوس.
مر عامان، وبوفون يتواجد من جديد في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.
قد تبلغ القسوة مداها إن حرم بوفون من اللقب الأوروبي الأعظم في محاولته الثالثة.
3 يونيو سيكون موعدا لمشهد جديد في مسيرة جانلويجي الكروية، فهل يصبح ملعب كارديف عنوانا لسعادة ومجد طال انتظاره، أم لمشهد خامس في قائمة مشاهد بوفون الحزينة؟