كتب : نادر عيد
المكان: ملعب ريناتو كوري في مدينة بيروجيا بإيطاليا، الواقعة: أول حالة طرد لزين الدين زيدان في الدوري الإيطالي، وعلى يد من، ماسيميليانو أليجري.
كانت هذه المباراة هي الوحيدة التي تواجه فيها المدربان المخضرمان، سواء في الملعب، سواء أحدهما فوق المستطيل الأخضر والأخر خارجه، أو حتى وهما يرتديان بزة المدير الفني.
هي المواجهة الأولى والوحيدة بين أليجري وزيدان، اللذان سيبارزان بعضهما البعض اليوم السبت على أغلى وأمجد الكؤوس الأوروبية حين يصطدم يوفنتوس بريال مدريد في نهائي الأبطال.
بطل أوروبا
كان الموسم الأول لنجم فرنسا في الملاعب الإيطالية، انضم زيدان إلى يوفنتوس بطل دوري أبطال أوروبا صيف 1996 قادما من بوردو.
أما أليجري، فكان يقضي موسمه الثاني مع بيروجيا، الصاعد للتو من دوري الدرجة الثانية الإيطالي.
كانت الجولة الثالثة من الدوري، بيروجيا يستضيف يوفنتوس، أليجري الذي سبق وأن لعب في الدوري الممتاز الإيطالي مع بيزا وبيسكارا وكالياري يقود مجموعة من الشباب قليلي الخبرة في مواجهة بطل أوروبا منذ أشهر قليلة فريق البيانكونيري.
لم يكن ضمن لاعبي بيروجيا من هو معروف لدى الجمهور، حتى أليجري عرفه بعد ذلك مشجعو كرة القدم من خلال نجاحاته في عالم التدريب.
لكن خارج القائمة، كان هناك ماركو ماتيراتزي، صاحب المشهد السينمائي الأخير لزيدان اللاعب مع الساحرة المستديرة.
على الجانب الأخر حدث ولا حرج، كتيبة استثنائية يقودها عبقري اسمه مارتشيلو ليبي. زيدان يبدأ في الوسط بجوار ديدييه ديشامب وأنطونيو كونتي، أمامه نيكولا أموروزو وأليساندرو ديل بييرو وألين بوكسيتش، ومن ورائه تشيرو فيرارا وباولو مونتيرو وجيانلوكا بيسوتو وسيرجيو بوريني، وفي المرمى أنجيلو بيروتزي.
لم تكن تسديدة زيدان، التي رجت القائم الأيمن لحارس بيروجيا وارتجفت معها قلوب مشجعي الفريق المحلي، المشهد الأبرز للدولي الفرنسي في هذه المباراة.
وإنما عرقلته من الخلف لأليجري قبل انتهاء المباراة بربع ساعة، تلقى البطاقة الحمراء لأول مرة في الملاعب الإيطالية ليترك فريقه متعادلا بدون أهداف.
سجل ميشيلي بادوفانو هدفا وأضاف ديل بييرو الثاني للضيوف، قبل أن يقلص ماركو نيجري النتيجة في الدقيقة الأخيرة لتنتهي المباراة بفوز يوفنتوس.
<iframe width="100%" height="450" src="https://www.youtube.com/embed/OOsO2EwUON0" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>
مع يوفنتوس، كان زيدان يبدأ خطواته على سلم المجد، توج بالدوري مرتين وخسر نهائيين لدوري الأبطال، قبل أن يصبح الأفضل على وجه الكرة الأرضية بقيادته فرنسا لعرش أوروبا والعالم.
بعد 5 مواسم ارتدى فيها القميص الأبيض والأسود، انتقل في صفقة قياسية (77.5 مليون يورو) إلى ريال مدريد ليحقق لقب دوري الأبطال التاسع في تاريخ النادي الملكي عن طريق هدف لا ينسى في شباك باير ليفركوزن.
<iframe width="100%" height="450" src="https://www.youtube.com/embed/E3BLrgvgHnE" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>
مسيرة استثنائية للاعب من الأفضل في التاريخ، والآن بات زيدان قاب قوسين أو أدنى من إنجاز فريد إذا استطاع الحفاظ على لقب الأبطال مع الميرنجي.
فسيكون أول من يحافظ على لقب الأبطال منذ عام 1990، منذ تتويج أريجو ساكي مع ميلان باللقب موسمين متتاليين.
أما أليجري، فلم يكن من ضمن صفوة اللاعبين، لعب لأندية متواضعة في إيطاليا، لكنه يبقى المدرب الوحيد الذي حقق الدوري في موسمه الأول مع فريقين مختلفين، ميلان 2010-2011، ويوفنتوس 2014-2015.
ويأمل أليجري أن يكون النهائي الثاني له في دوري الأبطال موفقا بخلاف الأول، فكان قد خسر موسم 2014-2015 أمام برشلونة.
يقود كلاهما فريقين عملاقين يتواجهان فوق المستطيل الأخضر على مرأى ومسمع من العالم بأسره، فأيهما سيحصد لقب الأبطال؟