ماذا لو كان ماريو بالوتيللي معروضا على الأهلي.. بالتأكيد فيديو واحد على يوتيوب كاف لإقناع حسام البدري بالتعاقد معه وفورا قبل أن تذهب عقوده لدرج مرتضى منصور.
نعم، للأسف ورغم قيمة الأهلي والزمالك، الحكم على ضم أي لاعب أجنبي يكون بناء على ترشيح من وكيله ثم فيديو أو اثنين على يوتيوب - من تنفيذ وكيله نفسه -.
بعد يومين من هروب كوليبالي وقبل حتى أن يطلب فسخ تعاقده، وكلاء كثيرون توافدوا على الأهلي لعرض لاعبيهم أو بمعنى أدق - فيديوهات يوتيوب لهم -.
لو كتبت اسم بالوتيللي على يوتيوب ستجد هدفين في ألمانيا.. هدفين آخرين في مانشستر يونايتد.. مراوغات رائعة، لكن لن تجد مشاداته بالأيدي مع مدربه مانشيني ولا تصرفاته المثيرة للجدل دائما.
من لا يعرف بالوتيللي سيعتقد مثله أنه لا مثيل له إلا ميسي ورونالدو.. لكن المشكلة ليست هنا.
لا يمكن لأحد التشكيك في قدرات بالوتيللي، لكن مثل وضوحها يكشف لعبه في 6 فرق رغم سنه كل شيء.
بالوتيللي الآن وهو في الـ26 من عمره بعيد تماما عن منتخب إيطاليا رغم ما قدمه مع نيس هذا الموسم، وحتى إذا أصبح أخر مهاجم في العالم هذا لا يضمن له إقناع يورجن كلوب بإعادته لليفربول.
عقد بالوتيللي يتضمن غرامات خاصة بعدد الكروت الحمراء التي يحصل عليها وشروط تتعلق بعدد الأهداف التي يسجلها، كلها بنود تحمي حقوق النادي في لاعب لا تقل مشاكله عن روعة موهبته.
هكذا يحفظ النادي حقوقه، وليس كما يقول الأهلي بعد هروب كوليبالي.
خلال 8 سنوات، لعب كوليبالي في 9 أندية بدأها بسيينا ثم توتنام وأخيرا في الأهلي.. من الهروب لأوروبا إلى العودة لإفريقيا في 8 سنوات فقط!
تحول 180 درجة في مسيرة مهاجم يبلغ 22 عاما يسجل أهدافا من نصف الملعب، لا تعرف هل يبدأها أم ينهيها.. كيف اقتنع الأهلي بضمه دون وضع بنود في عقده تضمن التزامه؟
والحديث هنا ليس عن قدرات فنية لكوليبالي لأنه أثبت بالفعل أنه مهاجم جيد جدا، رغم أنه كان من المفترض ألا يحتاج كل هذا الوقت لإقناع البدري بإمكاناته.
المشكلة أن البدري شكك في قدرات كوليبالي في البداية رغم أن الطبيعي أن يكون اللاعب من اختياره، فتحولت الأولوية من التأكد من التزام كوليبالي إلى ضمان ماذا سيقدم بالمليون اليورو الذي دفعه الأهلي لضمه.
التعاقد مع أي لاعب من المنطقي ألا يكون لأسباب فنية فقط. هناك ضمانات أخرى تتعلق بسلوكه والانسجام، فما بالك إذا كان أجنبيا؟
الأهلي مثلا رفض التعاقد مع كهربا وتركه للزمالك ليصبح الصفقة الأهم لمنافسه وقتها، لأن سلوكه - كما قال مسؤولو الأهلي - غير مناسب للفريق.
هنا يظهر الخلل في طريقة ضم اللاعبين الأجانب.
الأهلي ضم إيفونا بمبلغ قياسي بعد صراع مع الزمالك، ولم يلعب لأن خطة الفريق كانت بمهاجم واحد فقط. وعندما شارك اكتشفوا أنه أفضل كجناح وبعدما تألق باعه النادي.
قبله كان صلاح الدين سعيد وبيتر إيبيموبوي.. ضع معهم كل الأجانب الذين لعبوا في الأهلي بعد فلافيو.
المشكلة هنا أن الأمر لا يتعلق بضم لاعبين يوتيوب فقط، ولكن مدربين أيضا. الوكلاء هم من يعرضون المدربين على الإدارة وليست الأمور الفنية.
هذا ينطبق على تعاقده مع جوزيه بيسيرو الذي رحل قبل منتصف الموسم لبورتو، وقبله جاريدو الذي طُلب منه بناء فريق جديد وتمت إقالته لأنه حقق بطولتين فقط.
تتفاجئ الإدارة بعد شهر وربما أقل بأن طريقة لعب المدرب غير مناسبة للفريق، أو يقول المدرب إنه اتفق مع النادي على التتويج بالدوري ليتفاجئ بالجماهير تقتحم المران بالشماريخ.
لا تطلب الإدارة مدربا يجيد اللعب بطريقة معينة تريد تطبيقها بناء على الصفقات التي أبرمتها، أو تحدد له أهدافا يحققها على سنوات. كل ما تطلبه هو "مدرب أجنبي محترم يحقق طموحات الجماهير".
-----
المدرب الأجنبي المحترم واللاعب الإفريقي السوبر، كلها ألقاب لا تضمن لك شيئا خاصة مع غياب كل إغراءات العمل في مصر بسبب تلاحم المواسم وغياب الجماهير والهزار في مواعيد المباريات.
لن يترك لاعب فرصه في أوروبا - إذا كانت متاحة - للعب في مصر، ولا يمكن أن تصدق مدربا يقول إن الأهلي لا يقل عن ريال مدريد ثم يتركه ليدرب بورتو.
النادي هو من يحدد أهدافه ويحرك الوكلاء في اتجاهها، وليس الوكيل هو من يعرض اللاعب أو المدرب لأن وقتها لن يكون منطقيا أن يتفاجئ النادي بهروب.
هذا بالمناسبة ليس جديدا، فالأهلي قبل التعاقد مع مانويل جوزيه تأكد أولا من أن طريقة لعبه تناسب الفريق وأسلوب تعامله مع اللاعبين والإعلام. وجوزيه نفسه جاء إلى مصر وشاهد مباراة للأهلي كما حكى أكثر من مرة.
إصرار الأهلي على ضم فلافيو - بناء على طلب جوزيه - استمر من 2001 حتى تحقق في 2005 رغم أن انضمام شريكه جيلبرتو لم يتأخر، وهذا يجمل أكثر قصة ارتباطهما بالنادي.
ناقشني:
<a href="https://twitter.com/AmirAbdElhalim" class="twitter-follow-button" data-show-count="false">Follow @AmirAbdElhalimdata-size="xlarge"></a><script async src="//platform.twitter.com/widgets.js" charset="utf-8"></script>