وسط جماهير ملعب الأوليمبيكو الذي اكتسى بلافتات كتب عليها اسمه مصحوبا برقم 10 قال فرانشيسكو توتي دامعا: "ها قد وصلنا. وما كنت أتمنى أبدا الوصول لتلك اللحظة".
فرانشيسكو توتي
النادي : معتزل
لم يكن الجمهور كذلك يتمنى الوصول للحظة رحيل توتي عن قميص لم يرتد غيره طيلة 24 عاما. لكنه كان مستعدا ليوم استثنائي حضرت له المدينة كلها من أجل الملك الذي قال خطبة وداعه وسط الملعب الأوليمبي.
حافلات مدينة روما التي تمر في طريق الملعب الأوليمبي وضعت منذ صباح اليوم الأحد رقم 10 على لوحاتها مع جملة "شكرا كابتن".
الاستاد الأوليمبي كان بلا مقعد شاغر. وجاء في جنباته لافتات لصور مختلفة لتوتي تحكي دون قصد رحلة طويلة فيها احتفالات بلقب الدوري الإيطالي سنة 2001 وبـ4 بطولات أخرى حققها النادي في عهد الأمير.
دار توتي حول الملعب باكيا مع زوجته وابنته. وبعدما تحدث بتلك الكلمات ينقلها FilGoal.com بالعربية:
- بكيت كثيرا
"ها نحن هنا وقد حان الوقت. ما كنت أبدا أتمنى الوصول لتلك اللحظة".
"في الأيام الماضية أرسل لي الجمهور الكثير من الرسائل ومع كل كلمة كنت أقرأها بكيت كثيرا".
"لا أستطيع نسيان 25 عاما هنا".
"كنتم معي وتدعموني في السراء والضراء لذا أريد أن أشكركم جميعا حتى وإن كان ذلك يحدث في لحظة ليست سهلة أبدا بالنسبة لي".
"في هذه الأيام مع زوجتي جلسنا سويا وتحدثنا في الماضي. تحدثنا عن هذا القميص الذي ترفعونه بين أيديكم. القميص الوحيد الذي ارتديته في حياتي".
"من أجله كتبت لكم هذا الخطاب. لكن تعلمون أني لا أجيد كثيرا ذلك، لذا إن لم أنته من قراءة الخطاب سأعطي لابنتي الفرصة لقراءته. اعذروني الأمر ليس سهلا".
- شكرا روما
"شكرا روما".
"شكرا لأمي ولأبي ولكل أصدقائي. أقاربي وأبنائي الثلاثة وزوجتي".
"من المستحيل أن أضع 28 عاما في كلمات. كنت أتمنى امتلاك موهبة الغناء أو كتابة الأشعار".
"خلال السنوات الماضية كنت أحاول التعبير عن نفسي من خلال قدمي والكرة. كانت اللعبة المفضلة لي وأنا طفل وظلت كذلك حتى اليوم".
- 2001
"كم واحد منكم كان هنا في 17 يونيو 2001؟".
"لازلت أتذكر تلك اللحظات التي كنا لا نطيق صبرا لسماع صوت صافرة الحكم معلنة تتويج روما بلقب الدوري. أشعر بقشعريرة حين أتذكر".
"اليوم أقول إن علينا أن ننضج. منذ يوم غد سأكون شخصا أخر غير قادر على الاستمتاع برائحة النجيل والشمس الحارقة التي تعمي عينيك عن مرمى الخصوم".
"لن أستطيع الاستمتاع مجددا بالادرينالين تصعد نسبته في جسدي وأنا أحتفل بهدف سجلته من أجل هذا القميص".
- لا تيقظوني
"أسأل نفسي: لماذا علي أن أستيقظ من ذلك الحلم؟ لماذا علي الاستيقاظ؟ لكني أتمنى العودة للنوم واستكمال الحلم ولا أستطيع".
"أود توجيه الشكر والعرفان لكم جميعا وللأطفال الذين دوما دعموني في الماضي واليوم هم هنا. الأطفال الذين أصبحوا رجالا ولديهم أطفال يهتفون لي كما فعل أبائهم توتي جول".
"شكرا. بسببكم مشواري كان كالحكاية".
"سأخلع هذا القميص لأخر مرة في حياتي. ربما لا أستطيع أن أقول لنفسي كفاية. ربما لم أكتف من كرة القدم".
"شكرا للكورفا. شكرا لكل مشجع ومدرب ولاعب مروا في مسيرتي".
"أن أولد في روما فهذا فخر. أن أكون قائدا لهذا النادي فهذا شرف.. أنتم حياتي، ربما لن أمتعكم مجددا لكن قلبي سيظل ملكا لكم".
"الآن أدخل غرفة خلع الملابس لمرة أخيرة. أخلع قميصي الذي ارتديته طفلا وأخرج كرجل".
"أنا فخور بـ28 عاما من الحب".
"أحبكم".
انتهى خطاب توتي الذي يودع فيه روما، لكن يبدو أنه لا يودع به كرة القدم.
يجتمع جيمس بالوتا رئيس روما مع توتي لمناقشة مستقبله، وربما كذلك لإعلان رسمي عن تجميد القميص رقم 10 بحيث لا يرتديه أحد أخر في الفريق إلا لو بات نجل فرانشيسكو لاعبا أساسيا في كتيبة الذئاب كوالده.
يرحل توتي. وما كنا أتمنى الوصول لتلك اللحظة.