التخلص من العيوب القاتلة في أبرز ملامح تتويج يونايتد بالدوري الأوروبي

نهائي بطولة الدوري الأوروبي كان بمثابة عنق زجاجة لنادي مانشستر يونايتد، ولما تبقى من مسيرة جوزيه مورينيو التدريبية إن جاز التعبير. المنافس قوي ومفعم بالشباب، وإن كان يفتقد للخبرة. والمباراة تضع كل شئ على المحك. في أهم مباراة في...

كتب : علي أبو طبل

الخميس، 25 مايو 2017 - 12:10
مانشستر يونايتد - أياكس

نهائي بطولة الدوري الأوروبي كان بمثابة عنق زجاجة لنادي مانشستر يونايتد، ولما تبقى من مسيرة جوزيه مورينيو التدريبية إن جاز التعبير.

المنافس قوي ومفعم بالشباب، وإن كان يفتقد للخبرة. والمباراة تضع كل شئ على المحك.

في أهم مباراة في الموسم، تخلص مانشستر من أغلبية عيوبه التي ظهرت طوال الموسم محليا. بدا متماسكا وقويا وراغبا في الفوز، والأهم، حاسمها من أقل الفرص.

لماذا استحق مانشستر يونايتد التتويج بلقب الدوري الأوروبي –لنكن صادقين- كما هو متوقع؟ ومن أبرز لاعبيه في تلك الليلة الخاصة؟

إليكم أبرز ملامح نهائي الدوري الأوروبي.

- كيف تقتل المباراة

تلك كانت أهم ميزة اكتسبها يونايتد في مباراة أياكس. ميزة افتقدها خلال العديد من مباريات الدوري الممتاز، وتسببت في خسارة الكثير من النقاط نظرا للتعادل في 15 مباراة.

التعادل في هذا الكم من المباريات يعني خسارة 30 نقطة كاملة، ويمكن أن تتخيل الفارق الذي يحدثه هذا الكم من النقاط لو تمكن يونايتد من قتل عديد من المباريات التي كان متقدم في نتيجتها دون إضاعة الفرص برعونة، واستقبال أهداف التعادل في أوقات قاتلة وبهفوات ساذجة.

الفريق كان متماسكا ومنظما دفاعيا. مهارات لاعبي أياكس كانت رائعة وشكلوا الكثير من الخطورة، ولكن دون جدوى.

هدف مبكر في الشوط الأول، ومن ثم هدف آخر قتل معنويات المنافس في بداية الشوط الثاني، كان أمرا هاما لحسم اللقب الأوروبي الأول ليونايتد منذ 2008.

ليلة رائعة لبوجبا

ربما كان الفرنسي الشاب محظوظا قليلا في كرة الهدف الأول التي غيرت اتجاهها نحو مرمى أونانا، ولكن ذلك لا ينفي تقديمه مباراة رائعة.

أدوار دفاعية مميزة ومساهمة هجومية إيجابية أسفرت عن هدف سجله بنفسه، وصناعة فرصة من خلال كرة عرضية على رأس مروان فيلايني في الشوط الثاني.

الفرنسي كان قويا في أغلبية الالتحامات في وسط الملعب، تمكن قطع الكرة في مرة من أصل 3 محاولات، ونجح في التحام هوائي واحد. تمكن كذلك من افساد هجمات اياكس في مرة وتشتيت الكرة من مناطق الخطورة في مرتين، أحدهما في عمق منطقة جزاء يونايتد برأسه خلال الشوط الأول.

الأرقام قد لا تكون كافية لتفسير كل شئ، ولكن جودة اللاعب الحقيقة تظهر من خلال متابعته في الملعب. الالتحام القوي وسط كتلة من اللاعبين دون ارتكاب أخطاء، والقدرة على الاحتفاظ بالكرة والتمرير للأمام مستغلا سرعات راشفورد، كلها إضافات يقدمها بوجبا.

قد لا يكون موسمه الأول مع يونايتد مثاليا، ولكنه يعد بالكثير مستقبلا.

- فيلايني.. الجندي المجهول

بمجرد ذكر إسم اللاعب البلجيكي، يضع محبو الشياطين الحمر أيديهم على قلوبهم خوفا من تهوره وهفواته.

لكن على الأرجح، مروان فيلايني يقضي أفضل فتراته في مانشستر يونايتد تحت قيادة جوزيه مورينيو.

فيلايني تحدث في بداية الموسم عن مدى ثقة البرتغالي به، وعن المكالمة التي تسببت في بقائه.

أجاد مورينيو توظيف اللاعب الدولي البلجيكي في العديد من المباريات الهامة، وقد تكون مباراة الليلة أروع مثال.

فيلايني يجيد التمرير. حقيقة تثبتها الأرقام التي تذكر أن 79% من تمريراته في مباريات اليوم كانت صحيحة.

الأهم، تحركاته في الملعب، وتفوقه في أغلبية الالتحامات الهوائية بفضل طوله الفارع. أمر كان هاما اليوم في وسط الملعب وفي منطقة دفاع يونايتد كمساهمة لقلبي دفاع الفريق.

فاز فيلايني بـ71% من الالتحامات الهوائية في المباراة بواقع 15 التحام ناجح. بينما كان إجمالي الالتحامات الناجحة لفريق أياكس بالكامل 12 التحاما هوائيا ناجحا.

ومن قال أن القليل من المهارة لن يضر؟ تمكن فيلايني من تحقيق 4 مراوغات ناجحة.

- دفاع متماسك

قلق كبير انتاب جماهير يونايتد من الأداء الدفاعي قبل المباراة النهائية.

إيريك بايي يغيب للإيقاف بسبب تلقيه بطاقة حمراء أمام سلتا فيجو. ماركوس روخو يغيب للإصابة. ولا يوجد حل سوى الاعتماد على ثنائي من سمولينج وجونز وبليند.

جميع تلك الأسماء تسببت مباشرة في أهداف بسبب هفوات دفاعية وقلة تركيز، خاصة في المباريات الأخيرة من الدوري الممتاز.

ولكن الأداء في مباراة اليوم كان مختلفا. ثنائية سمولينج وبليند بدت مثالية.

إغلاق مورينيو للمساحات على لاعبي بيتر بوش قادهم أحيانا للجوء لبعض الكرات العرضية والطولية داخل منطقة دفاع يونايتد، والتي ربحها الثنائي جميعها بواقع 100% من الالتحامات الهوائية الناجحة.

14 تشتيتا ناجحا للكرة من مناطق الخطورة، و3 اعتراضات لتمريرات لاعبي أياكس وتماسك كبير دون خطورة حقيقة تذكر على مرمى سيرجيو روميرو، وخاصة من الكرات العرضية، كان كل ذلك مؤشرا لأداء من الممكن وصفه بالـ "جيد جدا" لثنائي مانشستر الدفاعي.

أدوار فالنسيا ودارميان بالانضمام إلى العمق وتخليص بعد الفرص الخطيرة كان أمرا فعالا كذلك في تماسك الدفاع.

فالنسيا كان الأكثر تقدما للحالة الهجومية، بينما دارميان في أغلب الأوقات لم يتجاوز حدود وسط الملعب، وهكذا كانت تسير المنظومة الدفاعية ليونايتد خلال المباراة.

- أياكس بدون مايسترو

خلال المباراة، يمكن الجزم بأن أكثر من لاعب في صفوف أياكس يتمتعون بمهارات فردية رائعة.

الألماني أمين يونس كان الأروع والأكثر إزعاجا لخطوط الشياطين الحمر بفضل مهاراته الكبيرة ودقة تمريراته وعمقها.

11 مراوغة سليمة قام بها الألماني الشاب، بينما بلغت نسبة تمريراته 91%، وصنع فرصة للتسجيل في الربع ساعة الأولى من عمر المباراة، ولكن تسديدة بيرتراند تراوري جاءت سهلة في أيادي روميرو.

البوركيني تراوري كان متعبا كذلك للجبهة اليسرى تحديدا ليونايتد، بفضل سرعته المصحوبة بمهارة المراوغة.

مراوغة قام بها اللاعب المعار من صفوف تشيلسي، ووصل إلى عمق منطقة جزاء يونايتد بمهارة فردية في أكثر من مناسبة، ولكن دفاعات الفريق الإنجليزي كانت بالمرصاد.

المغربي الشاب حكيم زياش كان خطيرا كذلك، وجاءت خطورته من الكرات العرضية، والتي نفذ 7 ناجحة منها مرت بسلام على دفاعات يونايتد، وصنع فرص للتسجيل.

جميعهم يمتلكون مهارة وسرعة عالية على أطراف الملعب، ولكن ما الذي ينقصهم جميعهم؟

إنه المايسترو الذي يمتلك الرؤية ويجيد توظيف تحركاتهم.

كلاسن قائد الفريق بلغت نسبة تمريراته خلال المباراة 84%، ويلعب في مركز صانع الألعاب، ولكن أغلب تمريراته كانت تقليدية دون وجود ربط حقيقي لقدرات أجنحة الفريق السريعة.

يمكنك أن تتخيل وجود لاعب بجودة كريستيان إريكسن، لاعب أياكس السابق وتوتنام الحالي، مع هذه الكوكبة من المهارات في صفوف الفريق الهولندي، ربما لظهر الفريق بشكل مختلف.

ولكن إريكسن صار جزء من الماضي لأياكس، تماما مثل تلك المباراة النهائية.