هل يصبح الختام سعيدا لأياكس في النهائي الأوروبي الأول منذ 22 عاما؟
الأربعاء، 24 مايو 2017 - 12:13
كتب : علي أبو طبل
قبل 22 عاما من الآن، وعلى ملعب إيرنست هابل في العاصمة النمساوية فيينا، رفع دالي بليند، قائد أياكس في ذلك الوقت، الكأس الرابعة من دوري أبطال أوروبا في تاريخ النادي.
باتريك كلويفيرت أحرز هدف الفوز باللقب في دقائق المباراة الأخيرة، ليحرم ميلان الإيطالي من التتويج.
وفي العام التالي، بلغ أياكس نهائي البطولة من جديد ليواجه فريقا إيطاليا آخر وهو يوفنتوس، ولكن تلك المرة كان التتويج للسيدة العجوز.
تعادل الفريقان 1-1 في الوقت الإضافي، قبل أن تمنح ركلات الترجيح التفوق ليوفنتوس الذي حصد لقبه الأوروبي الثاني.
وفي العام التالي وصل أياكس إلى نصف النهائي وخرج على يد يوفنتوس مرة أخرى، لتكون آخر أيام تألقه أوروبيا.
أيام عظيمة للفريق الهولندي في تلك السنوات تحت قيادة لويس فان خال فنيا، وبوجود العديد من المواهب المميزة مثل نوانكو كانو وفرانك دي بور وادجار ديفيدز وباتريك كلويفيرت وياري ليتمانن ومن خلفهم إدوين فان دير سار في حراسة المرمى.
بعد ذلك، رحلت أغلبية تلك الأسماء ورحل فان خال نفسه لخوض تجارب جديدة، وخلال الـ20 عاما الأخيرة، تحول أياكس من نادي منافس أوروبيا إلى مجرد ناد مصدر للمواهب قمة إنجازاته الفوز بلقب الدوري المحلي.
خلال الـ20 عاما الأخيرة، ربما أفضل ما وصل إليه أياكس أوروبيا هو ربع نهائي دوري الأبطال في 2002/2003 والخروج أمام ميلان بصعوبة.
ولكن ها نحن نتابع أياكس يخوض نهائيا أوروبيا جديدا بعد عقدين من الغياب.
http://i2.liverpoolecho.co.uk/…/ALTERNA…/s615/JS27691921.jpg
الأمر كله بدأ منذ فترة المدير الفني السابق فرانك دي بور الذي صنع فريقا قويا وبطلا للدوري الهولندي لسنوات متتالية قبل أن يخسر اللقب بصعوبة في موسمه الأخير.
رحلت أبرز الأسماء عن الفريق. البولندي المتألق أركادويش ميليك انتقل إلى نابولي الإيطالي مقابل حوالي 27 مليون جنيه إسترليني، وحارس المرمى الدولي جاسبر سيليسن ذهب إلى برشلونة مقابل 11 مليون إسترليني.
http://a.espncdn.com/combiner/i/…
ريتشيدلي بازور الاسم المميز في وسط الملعب خلال الموسم الماضي انتقل إلى فولفسبورج الألماني، والجناح أنور الغازي انضم إلى ليل الفرنسي في منتصف الموسم.
ولكن أياكس تمكن من التجديد بأسماء أخرى اعتمادا على سياسة مميزة لأكاديمية النادي في إخراج مواهب قادرة على سد غياب الراحلين.
التجديد
في مطلع الموسم الجاري، تولى بيتر بوش المسؤولية خلفا لدي بور.
http://dutchsoccersite.org/wp-conte…/…/2016/05/bosz-ajax.jpg
الهولندي البالغ من العمر 53 عاما يخوض تجربته التدريبية الخامسة في هولندا بعد قيادة عدد من الأندية أبرزها دي جرافشاب وفيتيس أرنهايم.
قبل قيادة أياكس، كان لبوش تجربة قصيرة خارج هولندا مع ماكابي تل أبيب الإسرائيلي. حقق بوش هناك رقما مميزة بخوض 19 مباراة متتالية مع الفريق في نصف الموسم الثاني دون التعرض لأي خسارة. 17 انتصارا وتعادلان كانت هي حصيلته هناك.
خسر بوش لقب الدوري الهولندي هذا الموسم بصعوبة بالغة أمام المنافس العائد بقوة وفريقه السابق كلاعب، فاينورد روتردام، ولكن لا أحد ينكر العمل الذي قام به المدير الفني الهولندي بالمنافسة بهذه القوة حتى الأمتار الأخيرة بفريق شاب يبلغ متوسط أعماره 23 عاما.
خسر أياكس هذا الموسم لقب الكأس أيضا بالخروج من الدور الثالث في مفاجأة كبيرة أمام كامبور بنتيجة 1-2، ولكن النجاح كان كبيرا أوروبيا.
الطريق إلى النهائي الأوروبي
بدأ أياكس موسمه من دوري أبطال أوروبا وتجاوز باوك اليوناني في الدور الثالث من التصفيات بنتيجة 3-2 في مجموع المباراتين، ولكن في الدور المؤهل لمرحلة المجموعات خسر الفريق الهولندي أمام روستوف الروسي بنتيجة 5-2 في مجموع المباراتين، ليكمل موسمه الأوروبي في بطولة الدوري الأوروبي.
وقع أياكس في مجموعة تضم سيلتا فيجو الإسباني وستاندر دي لياج البلجيكي وباناثانيكوس اليوناني، وتصدرها بجدارة برصيد 14 نقطة من 4 انتصارات وتعادلين ودون هزائم.
في دور الـ32، تجاوز أياكس فريق ليجيا وارسو البولندي بصعوبة بنتيجة 1-0 في مجموع المباراتين، ثم تجاوز كوبنهاجن الدنماركي في دور الـ16 بنتيجة 3-2 في مجموع اللقاءين.
السيناريو الأكثر جنونا كان في ربع النهائي، تفوق أياكس على شالكه ذهابا بهدفين نظيفين، وفي الإياب عاد الفريق الألماني في النتيجة ليتجها إلى وقت إضافي سجل فيه شالكه هدفا ثالثا جعله قريبا من التأهل، ولكن هدف واحدا من أياكس بعد ذلك كان كافيا لإفساد فرحة الألمان، وهدف آخر قتل الأمور تماما. أياكس إلى نصف النهائي.
https://youtu.be/2vWRrBJ7Gxc
قدم أياكس عرضا رائعا في الذهاب أمام ليون الفرنسي واكتسحه بنتيجة 4-1 ليضع قدما في النهائي. كان ليون قريبا من العودة في الإياب، ولكن الفوز بنتيجة 3-1 للفريق الفرنسي لم يكن كافيا لقلب الطاولة.
أياكس إلى النهائي الأوروبي العاشر في تاريخه.
عناصر الخطورة في أياكس
يرغب أياكس في إضافة لقب ثاني له من هذه البطولة، التي سبق وأن حصد لقبها بالمسمى القديم، كأس الاتحاد الأوروبي، في موسم 1991/1992 على حساب تورينو الإيطالي.
الأمر سيكون صعبا أمام مانشستر يونايتد، الذي تمثل هذه المباراة له ولمديره الفني جوزيه مورينيو الكثير، حيث أن التتويج للشياطين الحمر يعني المشاركة في دوري الأبطال في الموسم المقبل، وهو الأمر الذي لم يحققوه في موسمهم بالدوري الإنجليزي الممتاز.
خبرات لاعبي أياكس قد لا تسعفهم في تحقيق التتويج، ولكن مورينيو عليه أن يخشى من منافسه المتألق هذا الموسم على كل حال.
http://www.squawka.com/…/uploads/2017/03/Squawka-Dolberg.jpg
على دفاعات مانشستر يونايتد أن تأخذ حذرها من المهاجم الدنماركي الشاب كاسبر دولبيرح - 19 عاما- الذي عوض رحيل ميليك خير تعويض، وسجل 23 هدفا للفريق في مختلف البطولات هذا الموسم ليصبح هدافا لموسم أياكس.
http://www4.pictures.zimbio.com/…/Davy+Klaassen+52aS2qkhL05…
صانع الألعاب وقائد الفريق ذو الـ23 عاما دافي كلاسن من عناصر الخطورة الهامة كذلك في صفوف أياكس، وثاني أفضل هداف للفريق هذا الموسم بعد دولبيرج برصيد 20 هدفا.
http://i.dailymail.co.uk/…/402BDC7C00000578-0-image-a-14_14…
البوركيني الشاب بيرتراند تراوري يلعب لأياكس معارا من تشيلسي بطل انجلترا هذا الموسم.
الجناح الأيمن أثبت قدراته بتسجيل 13 هدفا للفريق هذا الموسم في مختلف البطولات كما أنه يجيد صناعة الأهداف ويشكل خطورة على المنافس في الجبهة اليمنى.
المغربي حكيم زياش سيكون خطيرا كذلك على الجبهة اليسرى، وله 10 أهداف هذا الموسم.
http://www.squawka.com/…/…/2017/04/GettyImages-677867676.jpg
والكولومبي ديفينسون سانشيز، ذو الـ20 عاما والقادم من أتليتكو ناسيونال الكولومبي مطلع هذا الموسم، عنصر قوي للغاية أيضا في قلب الدفاع، ويشكل خطا دفاعيا قويا وشابا بجانب الظهير الأيسر ماتياس دي ليت -17 عاما-، وجاييرو ريدفيلد -20 عاما-، والظهير الأيمن كيني تيتي -21 عاما- ومن خلفهم يأتي الحارس الكاميروني المتألق أندري أونانا صاحب الـ21 عاما.
الفريق قوي للغاية هجوميا، حيث تمكن من تسجيل 79 هدفا في الدوري، وهو ما يتطلب تنظيما دفاعيا من مانشستر يونايتد لتفادي مخاطر هذا المد الهجومي القوي.
بصمة أخيرة
يبدو التتويج حلما بالنسبة لأياكس، يغذيه الطموح والرغبة في ترك بصمة أخيرة محتملة.
تلك المواهب الشابة قد لا تتحمل أمام إغراءات الانضمام لدوريات كبرى أخرى بعد تألقهم هذا الموسم، لذا فأن التتويج بالبطولة قد يكون خير ختام وخير رسالة شكر.
"لا نشعر بالضغط. هي فقط فرصة كبيرة لتحقيق لقب هام يغيب عن الكرة الهولندية لسنوات، لكن وصولنا لهنا أمر رائع"
هنا تماما تكمن خطورة أياكس في هذه المباراة. كلمات بيتر بوش كانت واضحة للغاية. اللعب بدون ضغوط قد يجعل أياكس يقدم أفضل ما يمكن في ختام موسمهم.
http://i.dailymail.co.uk/…/0278FED9000005DC-0-image-a-24_14…
قبل 22 عاما، سجل باتريك كلويفرت هدف الفوز أمام ميلان مانحا اللقب الأوروبي لأياكس.
والآن، الابن جاستن وجد طريقه إلى صفوف الفريق. فهل يتبع خطوات والده ويمنح فريقه لقبا أوروبيا جديدا؟
مساء الأربعاء على ملعب الأصدقاء بالعاصمة السويدية ستوكهولم، ستكون الإجابة، وسنشاهد السيناريو الختامي كاملا لقصة هولندية جميلة زينت الموسم الأوروبي.