كتب : أمير عبد الحليم | الثلاثاء، 23 مايو 2017 - 15:21
ميكانو زيدان
هل تعرفون مكعبات الميكانو؟ تظل لساعات أمامها في محاولة الوصول للشكل الصحيح، وفي الطريق إلى ذلك ربما تهدم كل ما بينته مرات عديدة. هكذا كان طريق زيدان نحو الليجا.
طريق ريال مدريد نحو الليجا التي غابت 5 سنوات ظلت 4 منهم في حضن برشلونة، كان كله محاولات فاشلة نحو الشكل الكامل. في كل مرة كان هناك مكعب في غير محله يهدم كل شيء.
ولأن دائما الدوري هو المقياس الحقيقي للموسم، لا يمكن أن نقول إن حتى أول مواسم أنشيلوتي مع ريال مدريد الذي توج فيه بالعاشرة والكأس بناء مكتملا، ولا دليل على ذلك أكثر من أن مكعباته كلها سقطت من نفسها في الموسم التالي.
انتظر ريال مدريد زيدان كثيرا حتى يضع كل مكعب في محله لينتهي بالشكل المرسوم.
فلورنتيو بيريز
لأول مرة منذ 1998 يبيع ريال مدريد أكثر مما يشتري في موسم الانتقالات، عودة ألفارو موراتا كانت الصفقة الوحيدة هذا الموسم.
بحث زيدان عن الكمال أكثر مما يمتلك رقم 1 في كل مركز.. نافاس ليس أفضل من دي خيا ولا كاسيميرو بروعة كانتي، ومهاجمك هو بنزيمة.
أراد زيدان ألا تنفرط حبات العقد أكثر مما يضيف إليه جوهرة أخرى لن تجذب النظر لو لم يكن الشكل النهائي جميلا. ولذلك كان التحدي هو الحفاظ على هؤلاء اللاعبين.
في منتصف الموسم قال زيدان: "المشكلة أننا نمتلك 25 لاعبا أساسيا، أي منهم كان سيلعب أساسيا في أي فريق آخر".
بنهاية الموسم، حصل الكل على دقائق لعب وتحقق لزيدان ما أراد.
يمتلك ريال مدريد فريقين الآن، وهناك من يقول أن الفريق الاحتياطي ممتع أكثر، لكن المهم لزيدان هو أنه عندما كان يحتاج أيا من هؤلاء البدلاء كان شكل العقد جميلا.
لم يكن تفوق زيدان على معلمه أنشيلوتي عندما واجهه في دوري الأبطال فقط، لكن التحدي كان مع رئيس يعشق الصفقات الباهظة. باع دي ماريا واشترى جيمس رودريجيز وترك الفريق دون ارتكاز صريح ودفع أنشيلوتي الثمن بـ"التطبيل".
تجربتان مماثلتان عاشهما زيدان، الأولى عندما أفسد بيريز الجلاكتيكوس ببيع ماكليلي والثانية مع أنشيلوتي. لم يترك فرصة لوضع مكعب في غير محله في هذا الجزء.
نطحة رونالدو
في يوليو 2006، كان زيدان يقف على بعد خطوات من ملامسة المجد وفي ثانية كان على حافة نهاية لا يستحقها.
زيدان قاد مجموعة حكمت العالم في 98 وتريد أن تسترد عرشها، لاعبون أغلبهم على الدرجة الأخيرة من سلم الاعتزال.
كان زيدان رائعا في كل ثانية من البطولة باستثناء تلك اللقطة التي نطح فيها ماتيرازي، وبدلا من أن يبنوا تمثالا له يحمل الكأس الثانية خلدوا لقطة طرده.
بعد 11 عاما، يقف زيدان على بعد خطوات من المجد بعد ما حققه في نصف الموسم الماضي.
ضد لاس بالماس بعد 6 جولات فقط من بداية الليجا، خرج كريستيانو رونالدو من الملعب يسب زيدان بسبب استبداله.
وقتها كان سجل رونالدو في الليجا ليس أكثر من هدف واحد، ولكن زيدان لم ينطحه للدكة. انتهى الموسم برونالدو يسجل في كل المباريات الحاسمة ويصل بالفريق لكارديف ويتوج بالليجا.
رونالدو غاب عن 6 مباريات في الليجا، ووفر احتفالات لا معنى لها ضد ليجانيس وغرناطة من أجل التوهج في شهر الحسم. المنتهي - كما يسميه الحمقى - الذي بدأ الموسم كشبح لنجم تجاوز الـ30 سنة تحول إلى شبح فعلا لكن "بلهجة الشوارع المصرية".
حسنا، كم مدرب حاول السيطرة على رونالدو؟ رفائيل بينيتث.. على أي حالة ترك الفريق وأين هو الآن!
زيدان الذي يرى ماتيرازي حتى اليوم يستفيد من النطحة التي تلقاها في صدره وكيف خسر بينيتث، تعلم كيف يضع كل مكعب في محله في علاقته باللاعبين.
في نفس مباراة لاس بالماس، كاميرا أخرى التقطت إسكو يسخر من تغيير رونالدو.
إسكو لم يلعب كثيرا مع ريال مدريد، رغم كل أرقامه ظل دوره مقتصرا مع الفريق الذي يلعب المباريات السهلة.
في أول يوم تعافى فيه بيل من الإصابة عاد إسكو للدكة، والكل أصبح يتحدث عن عدم تجديد عقده وانتقاله لبرشلونة.. أمر طبيعي.
بعد التتويج، يقول إسكو: "ما نحن فيه الآن بسبب تدوير اللاعبين الذي اعتمد عليه زيدان".
هل تتذكرون كيف انتهت علاقة مورينيو باللاعبين؟ قميص أوزيل الذي ارتداه راموس تحت قميصه لدعم زميله ضد الاستثنائي.
الاستمرارية
إنيستا "العاقل" قال بعد نهاية الليجا: "افتقدنا الاستمرارية التي كنا نحتاجها من أجل التتويج، وامتلكها ريال مدريد ولذلك استحق أن يكون البطل".
ريال مدريد لم يكن صاحب أقوى هجوم في الليجا، ولكنه امتلك رقما آخر يعبر عن تلك الاستمرارية. فهو سجل في كل مبارياته الـ38، مباريات كثيرة فاز فيها بشق الأنفس وفارق هدف مثل العودة من 2-0 أمام فياريال إلى الفوز 3-2 وهدف مارسيلو الذي حرم فالنسيا من الاستمتاع بالـ"عكننة" السنوية.
صحيح أن برشلونة سجل أكثر فاز على أوساسونا 7 وعلى بيتيس 6، ولكنه لم يسجل ذهاب وإيابا في مالاجا. غابت الاستمرارية لصالح ريال مدريد.
خسر ريال مدريد 5 نقاط أمام برشلونة، لكن في النهاية فاز بالدوري بسبب تلك الاستمرارية، وتعلم زيدان جيدا مما حدث مع مورينيو في موسم 2012-2013.
لم يفز برشلونة في هذا الموسم على ريال مدريد في 4 مباريات في الدوري والكأس، وفي النهاية فاز هو بالليجا ورحل مورينيو بصفر بطولات.
ومن هنا اكتسب الفريق شخصية جديدة من زيدان، الفوز في 6 مباريات بعد خسارة الكلاسيكو بعدما أصبحت خلف برشلونة ليس شيئا معروفا عن ريال مدريد.
شخصية أظهرها في عدد الأهداف المتأخرة التي سجلها ريال مدريد، 28 هدفا من 106 أتوا بعد الدقيقة 75، هذا الاندفاع في البحث عن الفوز قد تكون نتيجته أيضا استقبال هدف من ميسي في الكلاسيكو. لكن الفلسفة لم تتغير.
الاستمرارية التي تحدث عنها إنيستا كانت موجودة في طريقة اللعب نفسها.
ريال مدريد هو أكثر فريق في أوروبا وربما العالم سجل هذا الموسم من كرات عرضية سواء من كرات ثابتة أو لعب مفتوح، وربما هذا أقنع رونالدو أكثر بتغيير مركزه الذي زادت حتميته مع إصابة بيل.
-----
بعد التتويج بالليجا، ينشر مشجعو ريال مدريد GIF لزيدان يقول فيها بثقة "أنا القائد".
والحفاظ على هذا الفريق ستكون غاية القائد الأهم، تجديد دوافع مثل توني كروس "قفل اللعبة" في سن الـ27، البحث عن دور أكبر لإسكو، تجهيز كوفاسيتش لدور مودريتش، عدم انتظار طرد كاسيميرو.. كلها مهام جديدة لزيدان.
يمتلك الآن زيدان فريقا قويا فنيا وبدينا وعقدا جديدا يمتد لـ2020، والأهم عرف كيف يضع مكعبات الميكانو في محلها، بات سر البناء معه وقادر على تكرارها أو الإبداع في ميكانو آخر يسمى الثلاثية مثلا.
ناقشني:
مقالات أخرى للكاتب
-
الإخراج والكباب الأربعاء، 18 أغسطس 2021 - 18:45
-
فالفيردي اللطيف الأربعاء، 06 نوفمبر 2019 - 13:22
-
فخر العرب الحقيقي الثلاثاء، 16 يوليه 2019 - 14:54
-
الموظفون في اتحاد الكرة الأحد، 31 مارس 2019 - 16:22