يوفنتوس أليجري.. أم كونتي؟

من يقدر على يوفنتوس؟ رحل أنطونيو كونتي وجاء ماسيميليانو أليجري وبقي الفريق على قمة إيطاليا لا يقدر أحد على منافسته، وهاهو على بعد خطوة من التاج الأوروبي. سطر يوفنتوس تاريخا استثنائيا بتتويجه بالدوري السادس على التوالي طارحا...

كتب : نادر عيد

الإثنين، 22 مايو 2017 - 11:28
يوفنتوس أليجري.. أم كونتي؟

من يقدر على يوفنتوس؟ رحل أنطونيو كونتي وجاء ماسيميليانو أليجري وبقي الفريق على قمة إيطاليا لا يقدر أحد على منافسته، وهاهو على بعد خطوة من التاج الأوروبي.

سطر يوفنتوس تاريخا استثنائيا بتتويجه بالدوري السادس على التوالي طارحا التساؤل، هل هذا الجيل هو الأفضل في تاريخ النادي؟

ربما هذا الأمر يتطلب منا بحثا طويلا في تاريخ فريق السيدة العجوز، لكن في الوقت الراهن، دعنا نجري مقارنة بسيطة ليوفنتوس، مع قائده الحالي أليجري ومع صانع نهضته كونتي.

يوفنتوس

السابع

قبل أن نتحدث عن النجاح منقطع النظير الذي حققه الفريق مع أليجري، دعنا نعود إلى الوراء قليلا، تحديدا لعام 2011 حين تسلم كونتي المهمة والفريق سابع الدوري الإيطالي.

كان كونتي بمثابة الرجل الملهم للبيانكونيري الذي تسعى إدارته لإعادة بناء هذا الفريق العريق بعد سنوات عانى فيها من آثار هبوطه للدرجة الثانية ورحيل العديد من النجوم عنه.

يقف دائما خلف نجاح يوفنتوس هذه الإدارة الرائعة والتي لا تتوانى عن اتخاذ أي قرار يصب في مصلحة الفريق، فعندما جاء وقت النهاية لم تتردد في توجيه الشكر للأسطورة أليساندرو ديل بييرو.

قبل رحيل "أليكس" تمكن كونتي في موسم مذهل من التتويج بلقب الدوري بعد منافسة محتدمة مع ميلان حامل اللقب أنهاها بفارق 4 نقاط ودون أي خسارة، وهو أمر صعب جدا في الدوري الإيطالي، لم يكرره يوفنتوس بعد ذلك.

تمثل التعاقدات الجديدة عنصرا أساسيا في هيمنة يوفنتوس على إيطاليا، خاصة أن معظمها يأتي من المنافسين المباشرين.

مع قدوم كونتي، جلب الفريق أندريا بيرلو من ميلان، ستيفان ليشتاينر من لاتسيو، ميركو فوتشينيتش من روما، وأرتورو فيدال من الدوري الألماني.

صحيح أن يوفنتوس استفاد من عدم لعبه في المسابقات الأوروبية، لكنه حقق إنجازا كبيرا بالعودة إلى التتويج بالدوري بعد 9 أعوام على أخر لقب شرعي.

ومع مدرب يفتقد لخبرة الدوري، فقبل ذلك لم يخض كونتي سوى 13 مباراة مع أتالانتا في الدرجة الأولى موسم 2009-2010.

أوروبا

قبل الحديث عن الجزء الذي يميز أليجري عن كونتي، دعنا نعود إلى العين الخبيرة التي تمتلكها إدارة يوفنتوس. بعد التتويج بالدوري، استطاع الفريق الظفر ببول بوجبا دون أن يدفع شيئا لمانشستر يونايتد.

فكانت البداية للاعب الأغلى في التاريخ الآن.

كان يوفنتوس لا يقهر، حافظ على لقب الدوري لكن هذه المرة بفارق 9 نقاط، لم تكن المنافسة بنفس قوة الموسم السابق بسبب تراجع العديد من الفرق أبرزها ميلان الذي غير جلده تماما ورحل عنه لاعبين مهمين مثل زلاتان إبراهيموفيتش وتياجو سيلفا.

النجاح في أوروبا يلزمه بعض الحظ، وهو الأمر الذي جعل مسيرة يوفنتوس تتوقف عند مرحلة ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا لأنه اصطدم ببايرن ميونيخ الذي لا يقهر مع يوب هاينكس، الأخير توج باللقب ذلك الموسم.

لم يكن الحظ وحده هو سبب عدم نجاح يوفنتوس أوروبيا مع كونتي، لكن قلة خبرة الأخير في المسابقات القارية كانت عاملا مهما أيضا.

على الرغم من هيمنة يوفنتوس على الكرة الإيطالية تماما موسمي 2013-2014، و2014-2015 وإنهائه للدوري بفارق 17 نقطة عن أقرب ملاحقيه، إلا أنه ودع دوري الأبطال من دور المجموعات في موسم كونتي الأخير (2013-2014)، وعلى يد من؟ جالاتاسراي!

ورغم انتقاله للدوري الأوروبي، إلا أنه خرج من نصف النهائي على يد بنفيكا، لم يقدر على التأهل للنهائي الذي أقيم على ملعبه وتوج به إشبيلية.

كان الموسم الأخير لكونتي ناجحا محليا، فاشلا قاريا بكل المقاييس، رغم أن الدعم الهجومي في بدايته كان كبيرا بقدوم كارلوس تيفيز وفرناندو يورينتي.

أليجري

شعر كونتي أنه لن يقدم شيئا جديدا فاختار الرحيل إلى المنتخب قائلا:"ربما الفوز مستقبلا مع يوفنتوس سيكون أصعب، لقد نضجت ومشاعري قادتني لاتخاذ هذا القرار". وقع اختيار الإدارة على الرجل المقال منذ أشهر قليلة من تدريب ميلان، أليجري.

كان يوفنتوس ساحقا مع أليجري، بات أكثر مرونة سواء لعب مدافعا بثلاثة لاعبين أو 4، عكس كونتي الذي كان يصر على اللعب بطريقة 3-5-2.

حافظ على الدوري بفارق 17 نقطة، استطاع التتويج بالكأس الذي فشل في الحصول عليه كونتي، وأيضا أطاح بريال مدريد من نصف نهائي أوروبا ليواجه الوحش برشلونة.

لم يقم يوفنتوس بتعاقدات كبيرة حين جاء أليجري، اشترى الشاب ألفارو موراتا من ريال مدريد، وجاء بالخبير باتريس إيفرا.

ولا يمكن أبدا لوم أليجري على خسارة نهائي الأبطال أمام برشلونة الذي لم يكن أحد يقدر على الوقوف أمامه.

العهد الجديد

بعد رحيل المخضرمين تيفيز وبيرلو وفيدال، كان لابد للفريق من بداية حقبة جديدة بلاعبين جدد، فقام بشراء باولو ديبالا وسامي خضيرة وماريو مانزوكيتش وأليكس ساندرو وهيرنانيز واستعار خوان كوادرادو.

مرة أخرى تثبت إدارة يوفنتوس قدرتها على إبقاء النادي على منصات التتويج.

حافظ أليجري على ثنائية الدوري والكأس، لكنه لم يقدر على جوارديولا، ودع من ثمن نهائي الأبطال أمام بايرن ميونيخ بخسارة 6-4 بمجموع اللقائين.

لم يقدر أليجري مع خط وسط جديد بالكامل باستثناء الرهيب بوجبا، أن يقف في وجه بايرن، فالثلاثي الذي لعب مباراة أليانز أرينا لم يكن يمتلك خبرة دوري الأبطال بشكل كافي، هيرنانيز وكوادرادو وأليكس ساندرو.

الأفضل

من بين المواسم الستة التي هيمن فيها يوفنتوس على إيطاليا، بالتأكيد هذا الموسم (2016-2017) الذي لم ينته بعد هو الأفضل.

فلقد حقق الفريق الدوري بعد منافسة قوية مع روما ونابولي، توج بالكأس، وتتبقى له مباراة كارديف التي يستطيع من خلالها كتابة تاريخا جديدا أمام ريال مدريد.

لاعبو يوفنتوس يحتفلون بالهدف الثاني في لاتسيو

الموسم الحالي هو الأفضل من حيث التعاقدات، فلقد جاء الفريق بداني ألفيش الذي يثبت يوما بعد يوم مدى خسارة برشلونة برحيله، انتقل أيضا أفضل لاعب وسط في إيطاليا ميراليم بيانيتش – لاحظ أنه من منافس مباشر -، وأبرم النادي أغلى صفقة في تاريخه بدفع 90 مليون يورو لنابولي من أجل جونزالو إيجوايين. واستعار أيضا مهدي بنعطية قبل أن يتم شرائه نهائيا من بايرن.

سجل الفريق حتى الآن 109 هدفا وتتبقى له مباراتان في الموسم، رقم لم يحققه على مدار السنوات الخمس الماضية.

صار له هدافا من الأفضل في أوروبا هو إيجواين، سجل حتى اللحظة 32 هدفا، بعدما كان أقصى عدد لهداف الفريق في المواسم الماضية هو 29 لتيفيز.

هزم ليونيل ميسي ورفاقه بثلاثة نظيفة في دوري الأبطال.

يوفنتوس مع أليجري تجاوز كل الحدود وصار من عمالقة أوروبا فهزم الملكي والكاتالوني، بعدما أعاد بنائه كونتي ومهد طريقه نحو المجد.

كلا المدربين ترك أثرا كبيرا في تاريخ هذا النادي.