كتب : علي أبو طبل
قصة حزينة يعيشها محبو أرسنال حيث يغيب الفريق اللندني عن منافسات دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم للمرة الأولى منذ 19 عاما.
أرسنال أنهى الموسم في المركز الخامس، خارج الأربعة الكبار لأول مرة في عهد المدير الفني الفرنسي أرسين فينجر، رغم فوزه على إيفرتون ولكن فوز ليفربول على ميدلزبره ذهب بالريدز بدلا من المدفعجية إلى دوري الأبطال.
أرسنال يشارك في البطولة الأوروبية الكبرى باستمرار منذ موسم 1998/1999، ويفخر جماهير الفريق برقم مميز طوال تلك السنوات متمثلا في قدرة الفريق على تجاوز دور المجموعات في كل موسم بداية من موسم 2000/2001، وكانت أفضل النتائج هي وصافة برشلونة في عام 2006.
الأمر كله بدأ حين تولى أرسين فينجر المهمة الفنية في موسم 1996/1997 قادما من ناجويا جرامبوس الياباني، لتتغير عقلية الفريق بشكل كامل بعدما كان بعيدا عن المنافسة المحلية، ولا يتواجد أوروبيا بشكل قوي.
قبل عهد فينجر، كان أفضل ما حققه أرسنال منذ بداية التسعينات هو التتويج بلقب الدوري في موسم 1990/1991، ولكن المواسم التالية كانت سيئة من حيث النتائج في الدوري.
وصل الأمر إلى وقوع الفريق في المركز الـ12 في موسم 1994/1995، وحقق المدفعجية المركز الخامس في الموسم الذي سبق قدوم فينجر مباشرة.
بداية المخضرم الفرنسي كانت جيدة في أول مواسمه المحلية، حيث احتل الفريق المركز الثالث في الدوري، وفي الموسم التالي فاز أرسنال بثنائية الدوري وكأس الاتحاد فقط في ثاني مواسم فينجر مع الفريق.
المواسم الأولى لفينجر لم تشهد تركيزا كبيرا على المشاركات الأوروبية، على الرغم من نجاحه في إعادة الفريق إلى دوري الأبطال للمرة الأولى منذ موسم 1991/1992.
ودع الفريق كأس الاتحاد الأوروبي من الدور الأول في مناسبتين، ودوري الأبطال من المجموعات في مناسبتين أخرتين، قبل أن يتأهل لنهائي كأس الاتحاد الأوروبي في موسم 1990/2000 ويخسر أمام جالاتاسراي التركي.
في الدوري الممتاز، ومنذ أول موسم للرجل الفرنسي، والفريق لا يخرج عن المراكز الـ4 الأولى في مقدمة ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
لا أحد ينسى موسم 2003/2004 الاستثنائي والذي توج فيه الفريق بلقب الدوري دون تلقي أي هزيمة، في إنجاز لا يستطيع أي نادي في انجلترا كسره حتى الآن.
رحلة طويلة دامت 20 عاما في قيادة الفريق اللندني وشهدت التتويج بـ3 ألقاب من الدوري، واحتلال الوصافة في 6 مرات كان آخرها في الموسم الماضي، بينما حل ثالثا في 5 مرات، وحل رابعا في 6 مرات.
هذا الموسم، يعود فينجر إلى نقطة البداية التي وجد عليها الفريق قبل 20 عاما.
ويحقق الرجل الفرنسي -67 عاما- اسوأ مواسمه منذ تولى قيادة الفريق عندما كان مقره في "هايبوري"، ويخرج خارج رباعي المقدمة.
طموحات الفريق تبدو في تراجع موسم بعد الآخر، والمطالبات برحيله خلال الموسم الحالي تزيد عن أي موسم سابق شهد غياب الفريق عن منصات التتويج.
رجل بتاريخ فينجر مع أرسنال عليه أن يتخذ القرار بنفسه ويعلم أنها تبدو كالنهاية وأنه وجب التجديد – ليس عقده، بل تجديد أرسنال - وربما يكون نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي فرصة لمصالحة جماهير ملعب الإمارات.
أرسنال يواجه تشيلسي –بطل الدوري- في 27 مايو على ملعب ويمبلي في دربي لندني يحدد بطل كأس الاتحاد للموسم الحالي.
البطولة الأقدم في تاريخ كرة القدم هي المفضلة لآرسين فينجر، حيث حققها 6 مرات من قبل مع الفريق، وهذا الموسم قد يحقق السابعة في سجله مع الفريق، والبطولة رقم 13 منها في تاريخ النادي بشكل عام.
لكن التتويج لن يلغي حقيقة أن الفريق يغيب عن دوري الأبطال في الموسم القادم ويتواجد في الدوري الأوروبي.
فهل يضع فينجر حدا لكل ذلك ويعلن الرحيل بعد نهاية الموسم على عكس كل التقارير الصحفية التي تشير لبقاءه موسما أخر. هذا القرار يتوقف على رغبة فينجر نفسه.