كتب : محمود سليم
"أكثر ما أحبه في فريقي هو القتال لاسترجاع الكرة سريعا، وعندما نحصل على الكرة نبدأ بالهجوم، لا نهدر الوقت في المهارات والمراوغات في وسط الملعب، لا أحب ذلك. وعندما لا نقدر على الهجوم مباشرة، يكون الأهم هو الاستحواذ، ونبدأ التفكير في الاختراق من العمق، تلك هي فلسفتي".
هكذا تحدث سابقا أوجوستو إيناسيو المدير الفني للزمالك حينما سئل عن فلسفته، ومن خلال هذا التقرير سنسلط الضوء على ما يقدمه البرتغالي مع فريق الزمالك وذلك من خلال استعراض بعض الحالات في آخر مباراتين للفريق في مواجهة كابس يونايتد ووادي دجلة.
طريقة لعب الزمالك مع المدير الفني البرتغالي هي 4-2-3-1 رغم معاناته في توظيف لاعب في مركز صناعة اللعب رقم 10 إلا أن عودة محمد إبراهيم للتشكيل في مواجهة وادي دجلة كانت أكبر المكاسب لإنجاح طريقة لعب المدرب.
في حالة الدفاع يظهر الزمالك على عكس المعتاد من أغلب الفرق التي تعتمد على هذا الطريقة حيث يتقدم صانع اللعب بجوار المهاجم لمساندته في الضغط على قلبي دفاع الخصم وهو ما يطبقه على سبيل المثال فريق الأهلي.
ولكن إيناسيو يعتمد في الدفاع على 4-1-4-1 بتقدم معروف يوسف بجوار فتحي/إبراهيم ومن خلفهم طارق حامد/محمود دونجا يوفر العمق الدفاعي في منطقة وسط الملعب.
أما عن الدفاع المتقدم والضغط على الخصم من منطقة جزاءه فهو يجبر خصمه أولا على التمرير للأطراف بترك قلب دفاع أو ظهير الخصم بدون ضغط ليتم التمرير له ثم الانقضاض بمجموعة ضغط مكونة من المهاجم وصانع اللعب والجناح وأحد ثنائي الارتكاز.
وكما صرح إيناسيو أن أولوياته هي إعادة الثقة لخط دفاعه وحارس المرمى ثم تأتي المرحلة الثانية وهي العمل على تسجيل الأهداف فسننتقل لحالة الفريق أثناء امتلاك الكرة.
الفريق أثناء بناء اللعب يصبح هيكله 3-4-3 بارتداد الارتكاز المدافع بين قلبي الدفاع وتقدم الارتكاز المساند(معروف) بجوار صانع اللعب بين الظهيرين خلف ثلاثي الهجوم.
** معروف يوسف عقل الفريق:
في المواجهتين كان معروف يوسف لاعب الارتكاز المساند هو اللاعب الأكثر استلاما للكرة في الفريق.
وفي مواجهة دجلة تساوى معه محمد إبراهيم الذي كما أوضحنا قدم الحل لازمة صانع اللعب رقم 10 في تشكيل إيناسيو.
فقد شكل اللاعبين ثنائية رائعة أمام وادي دجلة وكانا الأكثر تمريرا فيما بينهما.
بعكس مواجهة كابس عدم قدرة فتحي على أداء هذا الدور، أجبر معروف كثيرا للتمرير بجواره إلى طارق حامد، فكان الثنائي معروف وطارق الأكثر تمريرا فيما بينهما.
معروف لاعب لديه الرؤية ليس فقط في صناعة الهدف ولكن كل تمريراته خلال المباراة قاتلة وخلف خطوط الخصم (تخرج أكثر من 4لاعبين خارج اللعب).
هذه الحالة كادت تنتهي بانفراد لولا ارتكاب خطأ ضد ستانلي صنعتها تمريرة معروف القاتلة.
وهذه حالات أخرى..
حتى جاء الهدف بتركيز على التمرير خلف دفاع دجلة من نفس اللاعب.
الأمر الآخر الذي ظهر في أكثر من مناسبة هو توغل ستانلي لعمق الملعب لخلق مساحة على الجانب الأيسر ينطلق بها أحمد أبوالفتوح.
ولكن قبل الانطلاق يتم عمل بعض الجمل المركبة وتبادل التمريرات.
** التحركات العكسية بين محمد إبراهيم ومعروف يوسف:
ظهرت في أغلب حالات الزمالك الهجومية تلك الفكرة دائما ما ينطلق معروف يوسف للأمام وعلى العكس يعود محمد إبراهيم للخلف للمساندة في صناعة اللعب والتخلص من الرقابة.
بالتأكيد لم يظهر فريق الزمالك بعد بالشكل المثالي ولكنها مجرد ملامح لبداية بصمات المدير الفني على الفريق.
ورغم إجادة معروف يوسف اللاعب المؤثر للغاية في صفوف الفريق على الجانب الهجومي إلا أن تواجده بجوار طارق حامد في مباريات قوية خاصة في بطولة إفريقيا يعد مجازفة كبيرة.