كتب : عمر ناصف
حقق موناكو لقب الدوري الفرنسي هذا الموسم متفوقا على باريس سان جيرمان الذي فشل بكتيبة نجومه ومدربه الجديد أوناي إيمري في الدفاع عن لقبهم أمام شباب المدرب ليوناردو يارديم.
ومن خلفهم جاء نيس بقيادة المدرب لوسيان فافر في المركز الثالث ليضمن التأهل إلى دوري أبطال أوروب الموسم المقبل.
نيس قدم موسما مميزا العام الماضي بقيادة المدرب كلود بيول الذي رحل إلى الدوري الإنجليزي لتدريب ساوثامبتون ومعه رحل نجم الفريق حاتم بن عرفة إلى باريس سان جيرمان.
رئيس النادي جيان بير ريفيي قرر التعاقد مع المدرب السويسري لوسيان فافر الذي تمت إقالته من تدريب بروسيا مونشنجلادباخ لمواصلة رحلة الصعود للفريق في السنوات الأخيرة ولتعويض بن عرفة اختار الإيطالي المشاغب ماريو بالوتيلي.
مخاطرة جديدة قرر ريفيي دخولها بعد مغامرته الصيف قبل الماضي عندما وقع مع مشاغب آخر كان الفرنسي حاتم بن عرفة الذي تحول على يدي فريقه إلى نجم مرة أخرى مطلوب من الأندية الأوروبية الكبرى قبل أن يختار باريس سان جيرمان ويعود لعادته القديمة في المشاكسة.
بالوتيللي قضى فترة بائسة في ليفربول أمتدت لموسمين لم يسجل سوى هدفا واحد تخللها إعارة في ميلان لم يضف إليهم سوى هدفا وحيدا أيضا.
نيس قرر ضم مهاجم لم يسجل سوى هدفين في آخر موسمين من أجل تدعيم هجوم الفريق بجانب كونه مشاغبا سيعطل فريق يطمح إلى الإرتقاء بالإلتزام من الجميع.
قبل توقيع العقد بينهم جلس وكيل اللاعب مينو رايولا مع رئيس نادي نيس معددا الأسباب التي تدفعه إلى الابتعاد عن التوقيع مع المهاجم صاحب الـ25 عاما وذلك خلال إنتظارهم لوصول بالوتيللي بعد أن تأجلت رحلته.
"لقد أخبرت الرئيس بكل الأسباب التي تدفعه إلى الإبتعاد عن التوقيع معك لقد أخبرته بكل شيء غير جيد عنك" هكذا قال رايولا لبالتويللي فور وصوله إلى الاجتماع.
لكن ذلك لم يضعف من عزيمة ريفيي الذي قرر وضع رهانه على النجم الإيطالي الذي سيضع فريقه تحت أضواء الاهتمام الإعلامي ومن يعلم قد يكون على قدر المسؤولية ويساعد الفريق فنيا بأهدافه التي لا تتوقف.
موسم بالوتيللي جاء عكس المتوقع وبدأ اللاعب بشكل جدي في مساعدة فريقه في الانتصار وتحقيق النتائج الإيجابية بفضل أهدافه ولكن الأمر لم يسلم من بعض المشاكسات.
طرد أمام لوريان في مباراة الذهاب بعد تسجيله هدف فوز فريقه في المباراة ثم طرد آخر في تعادل سلبي أمام بوردو.
"أنا حزين من أجل بالوتيللي هو شخص رائع ويجتهد في التدريبات ولكن يمكن القضاء على معنوياته سريعا فيختفي عندما نحتاجه" أظهر زميله في الفريق فالنتين إسريك الحزن على أحوال بالوتيللي النفسية.
وفي فبراير الماضي تعرض اللاعب للطرد أمام لوريان مرة أخرى في مباراة العودة بعد أن قام بسب الحكم باللغة الإنجليزية ليقصيه بالبطاقة الحمراء سريعا.
"سيكون علينا قطع لسانه لإيقاف مثل تلك الأفعال هو لا يحتاجه لممارسة كرة القدم" هكذا علق وكيله مينو رايولا ساخرا على تلك الواقعة التي اعترف فيها بأن بالوتيللي يعلم سوء ما قام به.
15 هدفا في 23 مباراة قدمها بالوتيللي إلى فريقه بجانب ست بطاقات صفراء وثلاثة حمراء ومعها التزام بالتدريبات وتعليمات المدرب في محاولة أخيرة لإنقاذ مسيرته وسمعته الكروية.
"لم نندم على ضم بالوتيللي هذه الامور تحدث طبيعية لأي لاعب" تحدث ريفي لقناة "كانال بلوس" الفرنسية عندما غاب المهاجم الإيطالي عن التهديف في بعض اللقاءات في منتصف الموسم.
مدربه لوسيان فافر تحدث عن طريقة تعامله مع بالوتيللي لصحيفة نيس ماتين وكيف قام بترويض المشاغب الإيطالي قائلا:"إذا أظهرت الاحترام للاعب سوف يكون طوع بنانك، أنا أطلب منه العودة ومساعدة زملائه والضغط على المنافس دائما وهي أمور تبدو صعبة إقناعه بها ولكن بدون صراخ في وجهه سينفذ تعليماتك".
وواصل"في البداية كان السؤال هل سنفوز بالرهان؟ الآن مع النهاية لقد استفاد الطرفان، بالوتيللي ساعدنا بأهدافه في حصد النقاط والوصول إلى المركز الثالث ونحن ساعدناه على العودة إلى كرة القدم مرة أخرى".
ريفي وفافر أعادا بالوتيللي مرة أخرى إلى كرة القدم بعمر الـ26 عاما بعد اختفائه لأكثر من موسمين وأعاد بناء شهرة جديدة للمهاجم الإيطالي بعيدة عن الشغب واللامبالاة ليكون بالوتيللي الرابح الأكبر في هذا الموسم الفرنسي.