كتب : عمر ناصف
عاش دائما في ظل أخيه الكبير، سيموني إنزاجي كان دائما الأخ الصغير لمهاجم إيطاليا الأول فيليبو إنزاجي حتى لجماهير فريقه لاتسيو الذي لعب له لعشر سنوات محققا سبع بطولات بقميصهم.
ترك كرة القدم بنهاية موسم 2009-2010 قبل اعتزال أخيه بعامين وهو نفس الفارق الذي يفصل بينهم سنا لصالح بيبو الكبير والذي كان دائما ما يقدم الدعم المتكامل لأخيه الصغير.
في صغرهم كان الأطفال يتصارعون ويتسابقون لإقناع فيليبو للانضمام إلى فريقهم لأنه ببساطة لن يتوقف عن تسجيل الأهداف لصالحهم فكان دائما ما يكون شرطه الوحيد "أن يلعب سيموني معنا" طبقا لمارينا إنزاجي والدة الثنائي الذي بدأ سويا كرة القدم في ناديهم المحلي باتشيزنا.
حصل فيليبو على كل شيء المال والشهرة والمجد والبطولات مع يوفنتوس وميلان ومنتخب إيطاليا بينما كان سيمون مجرد "أخو فيليبو الصغير".
الموسم الماضي تعرض لاتسيو لخسارة مذلة أمام روما في دربي العاصمة بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد أمام أنظار جيانكارلو إنزاجي الذي كان يشاهد المباراة مع نجله الأكبر فيليبو الذي كان بدون عمل منذ إقالته من تدريب ميلان.
الأب أخبر بيبو "حسنا سيموني سيكون مدرب لاتسيو غدا".
لم تمر سوى ساعات قليلة حتى أعلن كلاوديو لوتيتو رئيس لاتسيو عن إقالة مدربه ستيفانو بيولي وتصعيد سيموني إنزاجي المدير الفني لفريق الشباب كمدرب مؤقت للفريق الأول.
وذلك أشبه بما حدث مع إنزاجي الكبير الذي تم تصعيده من تدريب شباب ميلان لقيادة الفريق الأول قبل إقالته بعد موسم كامل.
كان سيموني يقود فرق الأكاديمية تبعها بفريق الشباب في الست سنوات السابقة قاد الفريق لتحقيق بطولتي كأس وكاد يحقق لقب دوري الشباب.
"لقد كان حلمي دائما تدريب لاتسيو، أنا فخور بذلك ولكني أريد أن أكون مدربا للفريق مستقبلا أيضا وليس الآن فقط" بدأ سيموني فترته المؤقتة كمدرب لنهاية الموسم مع تبقي سبعة أسابيع فقط على النهاية، حقق 4 انتصارات ومني بثلاث هزائم بفريق استلمه بإصابات وغيابات متعددة.
لم يقنع ذلك كلاوديو لوتيتو فتركه وأعلن عن التعاقد مع الخبير الأرجنتيني مارسيلو بيلسا لقيادة نسور العاصمة، يومان فقط وهرب الأرجنتيني من إيطاليا ليلاحقه لوتيتو ولاتسيو قضائيا بمطالبته بالحصول على تعويض وصلت إلى 50 مليون يورو.
عاد سريعا لوتيتو للتواصل مع سيموني للعودة وقيادة الفريق فما كاد الأخير ينهي المكالمة حتى قام بإلغاء إتفاقه مع فريق ساليريتانا في الدرجة الثانية وعاد سريعا لقيادة الفريق قبل انطلاق الفترة الإعدادية من الموسم، ليبدأ إنزاجي الصغير رحلة لإعادة نسور العاصمة مرة أخرى على الطريق الصحيح الذي يريده المالك والرئيس كلاوديو لوتيتو الذي دعم المدرب بالاحتياجات اللازمة لتحقيق النجاح وسط ترقب من الجماهير التي خرجت قبل ذلك مطالبة برحيل الإدارة بسبب "عدم وضوح الجدية" على طموحاتهم لإنجاح الفريق.
اللعب التنظيمي الفعال المباشر معتمدا على الكرات الطولية الأمامية والهجمات المرتدة هو الأسلوب الذي اتبعه سيموني مع لاتسيو كان يراه البعض مملا هذا الموسم مبتعدا كل البعد عن اللعب الجمالي الذي كان ليقدمه الفريق مع بيلسا.
ولكن لم يكن بيلسا ليصل بلاتسيو أو يقترب من النجاحات التي حققها النسور هذا الموسم مع سيموني، فالفريق احتل المركز الرابع وضمن المشاركة في بطولة الدوري الأوروبي الموسم المقبل ومعهم وصل إلى نهائي كوبا إيطاليا الذي سيواجه فيه يوفنتوس غدا الأربعاء.
لم ينس إنزاجي الأهم لجماهير لاتسيو وبطولتها الخاصة "دربي روما" فأقصى ذئاب العاصمة من نصف نهائي الكأس بالتفوق في مجموع المباراتين بنتيجة 4-3 وحقق الفوز في الدوري في لقاء العودة بثلاثة أهداف لهدف ولكنه خسر الذهاب بهدفين نظيفين.
أعاد سيموني الثقة إلى المهاجم تشيرو إيموبيلي فأعاد للدوري الإيطالي مهاجما كان يفتقده منذ رحيله عن تورينو إلى بروسيا دورتموند ثم إشبيلية.
شكل تركيبة هجومية مميزة يقودها إيموبيلي وخلفه الشاب ميلنكوفيتش سافيتش وعلى يمينه البرازيلي المبدع فيليبي أندرسون ويسارا الشاب كيتا بالدي وبدعم هجومي من خط الوسط من ماركو بارولو.
ساهم ذلك في تسجيل لاتسيو لـ72 هدفا هذا الموسم كثالث أقوى خط هجوم في البطولة خلف نابولي روما ومتساويا في عدد الأهداف مع يوفنتوس.
ولكن مشكلة الفريق تكمن في خط دفاعه الذي استقبل 45 هدف محتلا المركز السادس على قائمة الدفاعات الأقوى في البطولة حاليا والسبب غياب الخبرة عن مدافعي نسور العاصمة الشباب.
في الوقت الذي سيلعب فيه سيموني نهائي كأس إيطاليا على ملعب الأولمبيكو والتأهل إلى للدوري الأوروبي سيكون أخيه الكبير فيليبو الذي فشل في تحقيق هذه الأهداف عندما كان مدربا لميلان يحتفل بصعود الفريق الذي يقوده فنيا فينيسا إلى الدرجة الثانية.
أخيرا الأخ الصغير تفوق على الكبير في عالم كرة القدم ولكن من بوابة التدريب.