كتب : إسلام مجدي
حينما يفقد فريق ثلاثية كانت في يده خلال فترة لا تزيد عن 15 يوما، فالأمر يتخطى سوء الحظ، أن تخسر الدوري الألماني ثم كأس ألمانيا، وأخيرا دوري أبطال أوروبا، فهذا ليس سوء حظ فقط.
إن سألت أحدهم إن كان يتذكر موسم باير ليفركوزن في 2001-2002 فلن نتذكر سوى هدف زيدان التاريخي ضده في نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن ماذا عن هذا الموسم تحديدا بالنسبة للفريق الألماني؟
كلاوس توبمولر كان مدربا لليفركوزن في ذلك الموسم الملحمي، في يوليو 2001 بدأ الفريق الألماني موسمه بفوز مهم ضد فولفسبورج بنتيجة 2-1 منحه الثقة، ليبدأ مسيرة استمرت 14 مباراة من دون هزيمة.
مايكل بالاك كان هدافا للفريق، والجماهير ترى فيه مثالا يجب الاحتذاء به، وفاز الفريق وقتها بـ7 مباريات متتالية منها ضد خصومه المباشرين مثل بوروسيا مونشنجلادباخ وكولن، لكن الحلم بدأ في الانهيار شيئا فشيء حينما وصل الفريق للجولة الـ15 من الدوري كان عليه مواجهة فيردر بريمن وخسر بنتيجة 2-1.
ليفركوزن حاول القتال لكن فجأة وجد نفسه قد تلقى 5 خسائر في 7 مباريات، لتصبح منافسته على اللقب المحلي صعبة للغاية.
في دوري أبطال أوروبا كان الفريق قد تخطى بنجاح الجولة الثالثة المؤهلة لدور المجموعات الأول، ثم بعد ذلك تخطى دور المجموعات الأول بـ4 انتصارات وخسارتين من برشلونة وأولمبياكوس.
دور المجموعات الثاني كان صعبا للغاية وفي فترة حرجة من الموسم، كان هناك كل من أرسنال وديبورتيفو لاكرونا ويوفنتوس في مجموعة واحدة معه.
فشل الفريق في انطلاقته بالمجموعة الثانية بعد أن خسر بنتيجة 4-0 يوفنتوس، بعد ذلك حقق الفريق 3 انتصارات وتعادل ثم خسر مرة أخرى، ضمن بـ10 نقاط وجوده في ربع النهائي كما أراد.
في ربع نهائي دوري الأبطال كان على ليفركوزن مواجهة ليفربول وخسر في الذهاب يوم 3 أبريل بنتيجة 1-0، لكنه انتصر في الإياب بنتيجة 4-2 يوم 9 من نفس الشهر.
ذلك الأداء شكل دفعة قوية لمستوى ليفركوزن في المسابقة المحلية، بسبب تألق أوليفر نوفيل وديميتار بيرباتوف والمخضرم في ذلك الوقت أولف كرستين مع مايكل بالاك شكل ذلك قوة ووحدة ليعود الفريق إلى مساره في الدوري.
ليفركوزن فاز بنتيجة 5-0 ضد جلادباخ ثم تعادل بنتيجة 2-2 مع سانت بولي، ثم انتصارا كبيرا في باي أرينا بنتيجة 4-0 بأهداف سجلها بالاك ونوفيل وبيرباتوف وكارستين راميلو.
في مسابقة الكأس لم يجد ليفركوزن أي عقبات في تخطي يان ريجنسبرج في الجولة الأولى، ثم بوخوم في الجولة الثانية وهانوفر في دور الـ16 مرورا بـ1860 ميونيخ في ربع النهائي، وكولن في نصف النهائي ليجد نفسه على بعد خطوة من الكأس، بمواجهة ضد شالكة.
ليفركوزن في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا كان عليه مواجهة مانشستر يونايتد، في لقاء الذهاب فشل الفريق في الفوز بعد أن تعادل بنتيجة 2-2.
مباراة الإياب في ألمانيا كانت ملحمية بما يكفي، سجل روي كين هدف التقدم ليونايتد، ثم وبجملة رائعة بدأها نوفيل تعادل ليفركوزن، النتيجة كانت 3-3 وأفضلية هدف خارج الأرض كانت لصالح الفريق الألماني.
مانشستر يونايتد قرر الهجوم ولعب بطريقة 4-4-2 ودفع بالثنائي دييجو فورلان وأولي جانر سولسكاير، وفي الدقيقة 81 كاد المهاجم الأوروجوياني أن يضع يونايتد في النهائي لولا تألق دييجو بلاسينتي، بعد ذلك تأهل الألمان للنهائي.
على الجانب الأخر ريال مدريد كان قد تخطى برشلونة والذي كان في نفس مجموعة ليفركوزن بالأدوار التمهيدية، بنتيجة 3-1 بمجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وقبل نهائي الأبطال، كان على ليفركوزن في الجولة الـ32 من الدوري والصراع على أشده مع بوروسيا دورتموند، كانت هناك مواجهة أخرى مع نفس الفريق الذي حطم المسيرة القوية في بداية الموسم، فيردر بريمن.
خسر ليفركوزن بنتيجة 2-1، صاحب المركز السادس كان قادرا على تدمير أحلام باير في اللقب، على الجانب الأخر نجح مارسيو أموروسو في تسجيل هدفا قاتلا في الدقيقة 89 للأسود ضد كولن، الآن الفارق بينهم وبين ليفركوزن نقطتين فقط ويتبقى جولتين.
كان على ليفركوزن مواجهة نورنبرج ودورتموند ضد هامبورج، مباراة الأسود كانت نارية للغاية وشيقة تقدم بنتيجة 2-0 قبل أن تصبح 3-1 ليحاول هامبورج القتال وتنتهي المباراة بفوز دورتموند بنتيجة 4-3.
على الجانب الأخر نورنبرج كان يقاتل من أجل تفادي الهبوط، ليخسر ليفركوزن بنتيجة 1-0، لنرى دورتموند يصبح متصدرا للدوري مع تبقي جولة.
بطريقة أو بأخرى كان بريمن هو من حسم لقب الدوري الألماني، إذ أنه خسر بنتيجة 2-1 من دورتموند، في حين أن فوز ليفركوزن ضد هيرتا برلين بنفس النتيجة لم يكن له أي معنى.
الآن أصبح أمام ليفركوزن بطولتين هامتين للغاية طالما أن الدوري قد ضاع، لقب كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا.
نهائي كأس ألمانيا كان ضد شالكة، بدايته كانت قوية من طرف ليفركوزن إذ أن بيرباتوف منحه أفضلية في الدقيقة 27، لكن يورج بومة سجل التعادل قبل نهاية الشوط الأول.
في الشوط الثاني اشتعلت الأجواء، طرد الحكم هوب ستيفنز مدرب شالكة، ثم تبعه بطرد أخر لتوبمولر، ليشاهد كلاهما المباراة من المدرجات.
تمكن فيكتور أجالي المهاجم النيجيري من منح فريقه شالكة الأفضلية في الدقيقة 68، قبل أن يسجل أندرياس مولر وإيبي ساند هدفين ليجعلاها 4-1 قبل أن يسجل أولف كريستين هدفا لليفركوزن وينتهي اللقاء بنتيجة 4-2.
الآن لم يتبق في موسم ليفركوزن سوى مواجهة ريال مدريد، النهائي كان في جلاسجو باسكتلندا، النادي الملكي يعود ليخوض النهائي هناك بعد 42 عاما من نهائي 1960.
في بداية المباراة أرسل روبيرتو كارلوس كرة ممتازة وصلت إلى راؤول جونزاليس ليسجل الهدف الأول بعدما تخطى لوسيو في الدقيقة 9.
لم ينتظر ليفركوزن طويلا وفي الدقيقة 14 أصلح لوسيو خطأه، بعدما طار في الهواء فوق دفاع ريال مدريد وحول كرة شنايدر إلى المرمى ليتعادل الفريقان 1-1.
أتت اللحظة التاريخية الشهيرة وأبطالها 3 أشخاص، سولاري وكارلوس وزيدان، لم تكن فقط كرة قررت مصير اللقب والمباراة، بل شكلت رصاصة الرحمة التي قتلت أحلام ليفركوزن.
المباراة كانت تاريخية من عدة جوانب، هدفا لا ينسى من تاريخ زين الدين زيدان، وحسم من خلاله لقب دوري أبطال أوروبا، ثم مشاركة الحارس الشاب إيكر كاسياس بدلا من سيزار المصاب، ليصبح حارسا تاريخا للنادي الملكي.
بنهاية شهر أبريل ومع حلول منتصف شهر مايو كان ليفركوزن قد خسر 3 ألقاب كبرى، التاريخ لن يتذكر كل ذلك، ربما هدف زيدان أو مشاركة كاسياس أو انتصارات دورتموند وشالكة، لكنه لن يتذكر ليفركوزن وموسمه الاستثنائي.