حكاية سبال - الطريق لتاريخ جديد يمر براهب ورئيس بالصدفة ومدرب بسيط

"لم يتوقع أحد ذلك، ليس حتى أكثر الجماهير تفاؤلا".

كتب : محمود مصطفى

الأحد، 14 مايو 2017 - 14:04
سبال

"لم يتوقع أحد ذلك، ليس حتى أكثر الجماهير تفاؤلا".

في مايو عام 1968 سجل جيانفرانكو زيجوني لاعب وسط يوفنتوس هداف حسم هبوط ناد صغير من مدينة فيرارا إلى الدرجة الثانية الإيطالية، بعد قرابة نصف قرن زيجوني الابن يسهم في عودة نفس النادي لدوري الأضواء.. مرحبا بكم في جنة الكرة، إيطاليا.

أمس السبت تأكد تأهل سبال إلى الدرجة الأولى من الدوري الإيطالي بعد غياب 49 عاما، مصحوبا بدراما شهدت خسارته أما تيرنانا ولكن منافسه فروزينوني خسر بدوره أمام بينيفينتو.

حكاية سبال، تروي قصة إيطالية حتى النخاع.

بعد الهبوط من الـ"سيري آه" في ستينات القرن الماضي وظل متأرجحا بين الدرجتين الثانية والثالثة قبل أن يختفي حتى عن الدرجة الثانية منذ عام 1993 حتى جاء والتر ماتيولي.

راهب وكابيللو وإفلاس

في عام 1907، تأسس النادي على يد راهب يدعى بييترو أتشيربيس تحت اسم "تشيركولو آرس إي لابور" قبل أن يحصل على اسمه الحالي سبال (اختصارا لسوسيتا بوليسبورتيفا آرس إي لابور أو نادي العمال الرياضي الاجتماعي) بعدها بستة أعوام.

لعب النادي في الدرجة الأولى في فترتين بين 1920-1925 ثم من 1951 وحتى هدف زيجوني.

في الفترة الثانية، تحت رئاسة باولو ماتزا، حقق النادي أفضل نتائجه بتحقيق المركز الخامس عام 1960، كما قدم إسهاما رائعا للكرة الإيطالية عام 1964 بغعطاء الفرصة لمراهق موهوب اسمه فابيو كابيللو.

مدرب ميلان ويوفنتوس وريال مدريد ومنتخب إنجلترا مستقبلا لم يكن الاسم اللامع الوحيد الذي خرج من سبال، كذلك لويجي ديل نيري وإدي ريخا.

بعد وفاة ماتزا عام 1981، تدهورت أحوال النادي وأدى التخبط الإداري والمالي إلى الإفلاس وإعادة الإشهار عدة مرات للتخلص من الديون المتجددة.

رئيس الصدفة ينجح

أزمات سبال مع الإفلاس توالت حتى عام 2013 عندما اندمج النادي مع جاره في المدينة جياكومنسي.

الاندماج كان محاولة للتخلص من الأزمات المالية، ومن نتائجه أن وجد والتر ماتيولي نفسه، بعد أن كان رئيسا لجياكومنسي المتواضع لـ25 عاما، رئيسا لسبال صاحب التاريخ.

ماتيولي يشجع سبال منذ صغره وكان زميلا لديل نيري في المدرسة، أصبح يعيش حلم طفولة من طراز خاص.

"أقسمنا لأنفسنا ألا تكون هناك مشكلات مالية مرة أخرى ولا فضائح أخرى ولا مآسي.. للأبد"، كانت هذه كلماته بعد تولي المسئولية.

مع اختيارات إدارية وفنية صائبة ودعم مالي من عائلة كولومباريني التي تملكت النادي، بدأت الأمور في التحسن.

وفي عام 2014، اختير ليوناردو سيمبليتشي لتدريب الفريق، اسمه بالإيطالي يعني "البسيط" وما فعله كان مذهلا.

سيمبليتشي تولى المسئولية في الدرجة الثالثة وبعد موسمين تأهل بالفريق للمرة الأولى منذ 1993 إلى الدرجة الثانية.

بعد موسم آخر، كان النادي يحتفل بتاريخ جديد يكتب بالعودة لقمة سلم الكرة الإيطالية.