كتب : أحمد العريان
مثلما هناك عيدا للحب وآخر للسعادة، ربما أن هذا هو ذكرى انعدام المسؤولية التي تؤدي لفقدان البطولة.
11 مايو من كل عام، تصادفت أن تتكرر الواقعة والنتيجة واحدة، أن يحرم فريقا من تتويج مجهوده طيلة الموسم ببطولة بسبب دقائق خرج فيها الفريق عن تركيزه.
في مثل هذا اليوم قبل أربع سنوات تحديدا في ملعب "دراجاو" معقل تنانين مدينة بورتو، يسقط رجلا عجوزا على الأرض متأثرا بهدف قاتل يسكن شباك فريقه في وقت قاتل.
هو ذاك الرجل الخمسيني الذي شعر بإقترافه جٌرما جسيما في حق جماهيره عندما قّربهم من حٌلم طال انتظاره وإذا به يسقط بأحلامه تلك على الأرض مٌصوراً مشهداً سيظل عالقا بتاريخ كٌرة القدم.
حديثي هنا عن هذا الرجل الذي حفر بيده اسما من ذهب سيبقى بجانب آوزيبيو وروي كوشتا وغيرهم من الأساطير لناد عريق، قبل أن يهدم كل ذلك بيده.
جورجي خيسوس مدرب بنفيكا، الذي قبل تدريب النسور في وقت كان من قبله على موعد مع الفشل لأربعة مواسم متتالية، أو بالأحرى لـ 15 موسما لم يتخللهم فوز بنفيكا بالبطولة إلا لمرتين وهو المٌسيطر المٌهيمن تاريخيا على البطولات.
خيسوس ومنذ عامه الأول نجح في إعادة لقب الدوري، وهي البطولة المٌحببة لبنفيكا ما جعله رجلا محبوبا في بنفيكا.
مر موسمان آخران مع الفريق فشل فيهما بتحقيق الدوري ولكنه كان يفوز ببطولات أخرى حافظت له على مكانه، حتى كانت اللقطة الأشهر في 2013.
كان بنفيكا يتصدر الدوري البرتغالي بفارق أربع نقاط عن بورتو قبل ثلاث جولات من النهاية، وفي الجولة الـ28 يتعادل بشكل غريب على أرضه أمام إشتوريل بهدف لمثله، ويصبح بحاجة إلى الفوز أو التعادل في اللقاء التالي أمام منافسه بورتو للحفاظ على الصدارة.
يوم 11 مايو وعلى ملعب "دراجاو" معقل بورتو يتقدم بنفيكا مبكرا عبر مهاجمه ليما، إلا أن بورتو يتعادل سريعا قبل نهاية الشوط الأول بهدف لمدافع بنفيكا ماكسي بيريرا في مرماه.
فريق العاصمة ظل مٌحافظا على تعادل كفيل بتقريبه من البطولة بشكل كبير، وفي الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء، ينجح البديل كيلفين بتسجيل هدفا قاتلا غير مسار البطولة لمدينة بورتو.
سقط خيسوس على ركبتيه في مشهد وصفته الصحف وقتها بـ "للحظة التي سٌحبت فيها روح خيسوس من جسده".