في 5 مايو 2010، فاز مصر للمقاصة على الوادي الجديد 2-0 بهدفي إيهاب محروس وأيمن حفني ليصعد إلى الدوري الممتاز وما بعد ذلك تاريخ للفريق الفيومي.
اليوم، الزمالك ليس منافس الأهلي على صدارة الدوري. المقاصة هو من يحتل المركز الثاني ويقترب من المشاركة في دوري أبطال إفريقيا لأول مرة في تاريخه بعد 7 سنوات فقط في الممتاز.
7 مواسم منهم موسمان لم يستكملا، نجح المقاصة فيهم بشكل أو بآخر في تغيير شكل المنافسة في مصر.
فريق صاعد؟
لم يظهر المقاصة في ثوب الفريق الصاعد الذي سيهبط سريعا، منذ ظهوره الأول في الممتاز موسم 2010-2011.
والحقيقة ليس المقاصة فقط، فالثلاثة فرق التي صعدت للدوري الممتاز في هذا الموسم مختلفون لأن الفريقين الآخرين هما سموحة ووادي دجلة.
المقاصة أنهى موسمه الأول في الممتاز في المركز السادس بفارق 4 نقاط فقط عن الإسماعيلي الثالث.
وكما كان الموسم مثيرا وغريبا، كانت نتائج المقاصة أيضا. فبدأ الموسم بتعادل مع الاتحاد السكندري ثم اكتساح لوادي دجلة بسداسية.
المباراة الأولى لمانويل جوزيه العائد لقيادة الأهلي كانت ضد المقاصة، وتعادلا 1-1 بهدف سجله محمد أبو تريكة من ركلة جزاء كان رقم 100 له في الدوري.
نجحت عودة جوزيه وتخطى الزمالك وتوج بالدوري في النهاية، لكن الموسم انتهى دون أن يفوز على المقاصة بعد أن تعادلا 2-2 في الجولة الأخيرة.
المقاصة نفسه لعب دورا في تتويج الأهلي بالدوري، عندما هزم الزمالك بهدف عمر نجدي في المباراة المثيرة للجدل تحكيميا.
وقتها أبعد حسين حمدي الكرة بيده من داخل منطقة الجزاء ولم يحتسب الحكم ركلة جزاء للزمالك .. بعض الأشياء لا تتغير أبدا :)
يبدو أن الإثارة التحكيمية في مباريات الزمالك والمقاصة ستظل حاضرة للنهاية ..
لم يستكمل الدوري في موسمي 2011-2012 ثم في 2012-2013.
ثم لم تكن عودة المقاصة في موسم 2013-2014 مثل الظهور الأول في الممتاز. عانى الفريق الفيومي كثيرا وكان قريبا من الهبوط.
موسم كان عبثيا وغير معتاد إداريا للمقاصة، بالنظر إلى تعاقب محمد عبد الجليل وحسام حسن وطارق يحيى على قيادته فنيا.
وما بعد ذلك تاريخ آخر مع إيهاب جلال.
تعاقد إيهاب جلال مع 4 لاعبين من فريقه السابق تليفونات بني سويف قبل أول مواسمه مع المقاصة هم أحمد الشيخ وحسني فتحي وأحمد سامي ووائل فراج، مع أحمد كابوريا وحسين الشحات، يكفي أن تعرف ما وصلوا له الآن.
أنهى المقاصة هذا الموسم في المركز الرابع بهذه الأسماء المغمورة، ليضمن مشاركة تاريخية لأول مرة في كأس الكونفدرالية.
في الموسم التالي، رحل الشيخ ووائل فراج وضم إيهاب جلال لاعبين آخرين مثل نانا بوكو وأحمد داوودا وميدو جابر.
ومع نهاية الموسم الجاري، قد يرحل داوودا أيضا مع الأسماء الباقية من الفريق الذي يجدد إيهاب جلال صناعته في كل موسم.
لكن ستظل سياسة البناء مستمرة مع إيهاب جلال.
صانع النجوم
إذا تحدثنا عن اللاعبين الذين قدمهم المقاصة، فيكفي أيمن حفني ساحر الزمالك والذي يدرك النادي الفيومي قيمته جيدا لدرجة أن صورته لاتزال موجودة على شعار الفريق حتى الآن.
حفني الرائع الذي صعد بالمقاصة إلى الدوري الممتاز لم يلعب مع الفريق سوى لموسم واحد في الممتاز قبل أن يرحل إلى طلائع الجيش بعد أزمته مع التجنيد، ومنه للزمالك.
المقاصة أيضا باع هدافه حسين حمدي للزمالك في 2011، وإن كان ما قدمه للقلعة البيضاء لا يقارن بما حققه حمادة طلبة الذي انضم في 2012.
طلبة وحفني هما أبرز اسمين انضما للزمالك من المقاصة، وفي الموسم الجاري ضم الزمالك 3 لاعبين دفعة واحدة هم حسني فتحي ومحمد مسعد ومحمود عبد العاطي "دونجا".
ربما لايزال ينتظر الأهلي نجاحا أكبر من صفقاته التي تنضم من المقاصة. بالنظر إلى حظه السيء الذي بدأ مع أوسو كونان.
ليس أوسو كونان فقط، فحسين السيد الذي عاد لفريقه الأصلي في موسم 2014-2015 مختلف عن الظهير الذي كان متألقا في المقاصة.
أحمد الشيخ لم يلعب سوى لدقائق معدودة مع الأهلي في الموسم الماضي، واليوم هو هداف الدوري مع المقاصة. وميدو جابر مع عمرو بركات قد يعيشا سيناريو مشابها.
تغيير المدربين
خلال 7 مواسم في الدوري الممتاز، قاد المقاصة 4 مدربين فقط.
صعد الفريق إلى الدوري الممتاز تحت قيادة أحمد عبد الحليم، قبل أن يتولى طارق يحيى المسؤولية من 2010 حتى 2012، ومع توقف الدوري قاد الفريق محمد عبد الجليل.
الاسم الثالث كان حسام حسن الذي لم يقد الفريق لأكثر من 10 مباريات وعاد طارق يحيى.
ومن يوليو 2014 يعيش الفريق مستقرا تحت قيادة إيهاب جلال، ويبدو أنه يجنى الآن ثمار هذا الاستقرار.
هذا الاستقرار - وإن كان يغيب عن فرق كبيرة - لا تجده كثيرا مع فرق جديدة العهد في الدوري.
على سبيل المثال، قاد سموحة الذي صعد مع المقاصة في نفس الفترة 11 مدربا منهم حلمي طولان الذي قاد الفريق على 3 فترات، و8 مدربين لوادي دجلة.
الأجانب
لسنوات ظل الإسماعيلي صاحب العين المميزة في اختيار اللاعبين الأجانب، المقاصة الآن ربما سرق هذه السمعة.
في مسيرة المقاصة القصيرة في الممتاز، الغاني نانا بوكو هو الهداف التاريخي للفريق بـ23 هدفا.
قبل بوكو، ضم المقاصة أجانب مميزين آخرين مثل المغربي عمر نجدي والإيفواريين أوسو كونان وإبراهيما توريه، وبالتأكيد كان طارق التائب هو الاسم الأجنبي الأبرز الذي ضمه المقاصة لكن كارثة بورسعيد أنهت مشواره مبكرا.
الآن يضم المقاصة 3 أجانب مميزين هم باولن فوافي وإريك تراوي الذي تألق من قبل مع أسوان وجون أنطوي الذي استعاد بريقه بعد انضمامه من الأهلي.
عائد تصدير النجوم
للموسم الثالث على التوالي، يحقق المقاصة فائضا ماديا من فارق ضم لاعبين جدد وبيع لاعبيه.
ما يميز المقاصة هو أن الفريق لا يقع فنيا رغم بيع نجوم في كل موسم.
على سبيل المثال، كان إنبي هو ثاني أكثر من حقق عوائد مالية من بيع لاعبيه في الموسم الماضي بعد الأهلي وقبل المقاصة.
النتيجة كانت أن إنبي عانى كثيرا هذا الموسم ولايزال في مركز غير آمن، وفي المقابل ينافس المقاصة على صدارة الدوري.
وكما يمتلك المقاصة جهازا فنيا يستطيع اكتشاف مواهب جديدة في كل موسم، فإدارة التعاقدات ناجحة أيضا في الحصول على أعلى عائد من بيع لاعبي الفريق وأكثر من ذلك، ولا دليل على ذلك أكثر من أن هداف الدوري هو العائد أحمد الشيخ المعار من الأهلي ضمن صفقة ميدو جابر.