ميدو ضد حسام حسن.. علاقة عبثية بين رجلين متشابهين للغاية

قد لا تكون الإحصائية دقيقة 100%، لكن 9 من كل 10 مهتمين بالكرة المصرية سيتذكرون تلك المشادة بين أحمد حسام "ميدو" وحسن شحاتة في مباراة السنغال في كأس أمم إفريقيا 2006 وتدخل حسام حسن للحد منها

كتب : فادي أشرف

الإثنين، 08 مايو 2017 - 14:41
ميدو - حسام حسن

قد لا تكون الإحصائية دقيقة 100%، لكن 9 من كل 10 مهتمين بالكرة المصرية سيتذكرون تلك المشادة بين أحمد حسام "ميدو" وحسن شحاتة في مباراة السنغال في كأس أمم إفريقيا 2006 وتدخل حسام حسن للحد منها عندما يذكر اسمي ميدو وحسام حسن في جملة واحدة.

أحد أكثر المشاهد عبثية في تاريخ الكرة المصرية. النجم الأول يتشابك مع المدرب المخضرم والمهاجم الأيقوني يحاول أن يمنع تطور الاشتباك أمام 100 ألف متفرج حضروا لمؤازرة المستضيف للمرور لنهائي البطولة. عبثية المشهد قد تجعل الفيديو الساخر المنتشر والأصوات المركبة فيه أكثر واقعية مما حدث بالفعل.

تلك العبثية هي السمة المميزة لعلاقة ميدو بحسام حسن منذ الظهور الأول للمهاجم الطويل ذو الشعر الطويل الذي جلبه محمود الجوهري من بلجيكا ليلعب بجوار حسام حسن في هجوم المنتخب.

قبل مواجهة وادي دجلة والمصري اليوم الاثنين، نسترجع مشاهد من علاقة عبثية طويلة الأمد بين رجلين متشابهين للغاية، حسام حسن وأحمد حسام "ميدو".

بابان

العبثية ليست جديدة على علاقة الثنائي، بل تعود إلى 2001!

ميدو لعب مباراته الدولية الأولى أمام الإمارات في يناير 2001 حين كان لاعبا في صفوف جينت البلجيكي وهو لم يتمم عامه الـ18، في ذلك الوقت كان حسام حسن في عامه الـ35.

يروي ميدو في تصريحات سابقة لقناة DMC "بدأت مشواري الدولي في سن صغير للغاية ولعبت مع جيل من العمالقة، مثل حسام حسن وشقيقه إبراهيم، وحازم إمام وأحمد حسن وهاني رمزي، "اصطدمت بمشكلة كبيرة مع هؤلاء النجوم في البداية، فقد رفضت مناداة أي لاعب زاملني بمنتخب مصر بلقب (كابتن) مهما كان فارق السن بيننا، وهذا جعلهم يشعرون بالجنون بسببي"

"هؤلاء النجوم عقدوا جلسة مع محمود الجوهري المدير الفني لمنتخب مصر وقتها للشكوى مني بسبب أنهم يشعرون بأنني لا احترمهم لعدم مناداة كل منهم بلقب كابتن، أخبرت الجوهري بأني قد أعتذر عن الانضمام لمنتخب مصر مجددا في حالة الإصرار على هذا الطلب".

"لكنني بعدها تعاملت بدهاء مع الأمر، فقد ناديت حسام حسن بلقب بابان، وشقيقه إبراهيم بالغزال، وباقي اللاعبين كذلك".

الأمر كان كافيا بالنسبة لنجوم الفراعنة في ذلك التوقيت على ما يبدو، حيث استمر ميدو في المنتخب برفقتهم في أيام الجوهري.

هل تظن أن العبث انتهى هنا؟

سننتقل عبر السنوات إلى 2014، قفزا فوق السنوات وأحداث عبثية عابرة في علاقة ميدو وحسام، إلى صراع ضخم نشب بينهما.

لو والدتي بتدرب الزمالك هتاخد كل البطولات

ميدو - حسام حسن

في تصريح يعود لعام 2014، قال مرتضى منصور رئيس الزمالك إن ميدو قال أمام إسماعيل يوسف بعد خسارة الزمالك – بقيادة حسام حسن الذي خلف ميدو - السوبر أمام الأهلي "لو والدتي بتدرب الزمالك هتاخد كل البطولات".

ذلك كان قبل أن يعيد مرتضى نفس التصريح قبل أيام في وجود ميدو ضيفا على برنامج "مع شوبير"، معلنا أن سبب رحيل التوأم عن الزمالك في هذا التوقيت هو ميدو.

الأمر كما يرويه مرتضى، هو أن تلك الكلمة ضايقت التوأم بشدة، لتحدث مشادة في النادي بينهما وبين ميدو انتهت بإقالة حسام حسن من تدريب الزمالك.

قطيعة استمرت – أمام الإعلام على الأقل – حتى تقابل الثنائي في الدور الأول من الدوري في مباراة المصري ووادي دجلة التي بدأت بقبلة من ميدو على رأس حسام حسن، وانتهت بفوز المصري ومشادة بينهما.

ميدو يقبل رأس حسام حسن قبل مواجهة وادي دجلة والمصري

العبثية مستمرة، يمكنك أن تراجع علاقة كل منهما برئيس الزمالك مرتضى منصور كل على حدة لتدرك مدى ذلك..

هل تتذكرون حلقة ميدو التاريخية مع عمرو أديب بعد هجوم ضاري من رئيس النادي على المدرب والعكس؟ الآن مرتضى يقول إنه كان يتمنى وجود ميدو في جهاز أوجوستو إيناسيو بينما يشيد ميدو بإدارة مرتضى منصور للزمالك.

إقالة حسام حسن لم تكن هادئة أيضا، لكن الآن حسام يقول إن مرتضى تسبب في ألا يكون الزمالك "حيطة مايلة" على حسب تعبيره، ويصفه مرتضى بأنه "ابن من أبناء الزمالك وباب النادي مفتوح له في أي وقت".

لكن، ما السبب الذي يجعل العلاقة بين حسام حسن وميدو، غريبة ومعقدة وعبثية إلى هذه الدرجة؟

يحكي ميدو عن حسام حسن "كنا نواجه المغرب في مصر، الناس تتذكر تلك المباراة بالكرة التي ضربتها بالرأس فارتدت من العارضة في اللقاء الذي انتهى 0-0، كانت أول مباراة لي مع منتخب مصر في استاد القاهرة أمام هذا القدر الهائل من الجماهير".

"قبل نهاية الشوط الأول نور الدين نايبت مدافع المغرب دهس قدم حسام حسن فتسبب في شرخ وجه قدم حسام، مع نهاية الشوط كان حسام حسن يتألم بشدة ويتعكز وهو يخرج من أرض الملعب".

"دخلت دورة المياة لأغسل وجهي. هنا سمعت حسام حسن يتحدث مع أحد في الحمام!".

"ظننت في البداية أنه يتحدث مع فتاة! يقول لأحد ما: مش انتي اللي هتعجزيني".

"هل تعلمون ماذا يحدث؟ حسام حسن كان يخبط قدمه في الحائط. كان يتحدث لقدمه. كان يقول لقدمه مش انتي اللي هتخليني ملعبش الماتش!".

"كان يعاتب قدمه ، هذا هو جنون حسام حسن".

--

يروي ميدو عن نفسه "عندما كشف مارتن يول عن تشكيل توتنام داخل غرف خلع الملابس، وجدت اسم برباتوف في التشكيل الأساسي، وقتها وقفت في غرف خلع الملابس وقمت بتحية اللاعب، لاعب وتمنيت لهم التوفيق، وغادرت الغرفة، الكل لم يفهم ماذا أفعل. خرجت لممر ملعب ستامفورد بريدج وطلبت من المسؤولين، التواصل مع أي تاكسي لكي أعود إلى المنزل".

"وبالفعل وصل التاكسي وذهبت به إلى منزلي وقمت بغلق هاتفي لثلاثة أيام ولم أذهب للتدريبات. شعرت بالإهانة لان مارتن يول غير فكره ولم يخبرني أنني لن ألعب".

ربما هذا سبب عبثية العلاقة بينهما، هو أن كليهما هو انعكاس الأخر في المرآة.

يوم السبت الماضي، كان ميدو ضيفا على قناة "صدى البلد" بينما حسام حسن ضيفا على قناة On Sport، وتشابه التصريحات بينهما كان مخيفا.

ميدو: "لو أي مدرب آخر كان في قيادة دجلة، لكان الفريق ينافس على النجاة من الهبوط الآن. ولكننا على بعد 3 نقاط من المركز السادس".

حسام حسن: "بعد الموسم الماضي، والحالي، يشرفني أن اللاعبين يأتون للمصري بسبب حسام حسن، أشعر أني وجهازي سبب في احترام اللاعبين والإعلام والمنافسين للمصري".

ميدو: "ما موقفي إذا عُرض علي تدريب الأهلي؟ سأفكر جديا بكل تأكيد".

حسام حسن: لو عُرض على حسام حسن تدريب الأهلي والزمالك في الوقت ذاته، فمن سيدرب؟ "لا يمكن أن أخذل من يحتاجني".

وهذا فقط غيض من فيض في تشابهات كبيرة بين ميدو وحسام حسن.

ميدو، صاحب الـ34 عاما، شدد في أكثر من مناسبة أن حسام حسن صاحب الـ51 عاما هو مثله الأعلى كرويا ومشددا في كل مناسبة أنه تعلم منه الكثير.

في المقابل، يقول حسام حسن: "علاقتي بميدو قوية جدا وسعيد به كمدرب لديه العديد من الحلول والطموح ورغبته في النجاح وتطبيق ما تعلمه والخبرات التي اكتسبها كلاعب".

هل تضمن لنا الإشادات بين الثنائي ألا نرى مشادة أخرى خارج الخطوط في مباراة الجولة الـ28 من الدوري؟ لا بالطبع، لا يمكنك وضع رجلين متشابهين كثيرا في كل شيء تقريبا إلا الهدوء وتتوقع مباراة هادئة.

لكن ما ننتظره هو مباراة كبيرة بين مدربين مهمين على الساحة في مصر، يحتل كبيرهما مع المصري المركز الرابع في الدوري بـ44 نقطة، ويحتل أصغرهما المركز التاسع بـ39 نقطة ويطمح للاقتراب أكثر من المربع الذهبي.