هذه المرة أحدثكم أنا عبد المجيد نعمان، بصفتي رئيس القسم الرياضي بأخر ساعة، أعلم أن الكل ينتظر الصحفي محمود عبد الهادي بقلمه الرشيق كما سرد من قبل عن نوادي مصر (الأوليمبي والترسانة)، ولكن عند الحديث عن أبو النوادي في مصر.
سأستخدم سلطتي كرئيس القسم الرياضي بأخر ساعة وأتممه أنا، يساعدني في ذلك التحقيق المصور فاروق إبراهيم، محمود مشغول بتقرير فني سيغطيه ويتصدر الطبعة الأولى.
اليوم سأذهب إلى الأهلي، في الحقيقة كلمة أبو النوادي ليست من جود قريحتي... سأحكي لكم القصة كاملة.
بدأت أنا وفاروق بالتحرك من مقر الجريدة في الثامنة صباحا صوب النادي الأهلي، اتفقنا داخل السيارة أنا وفاروق على خطة العمل كما أوضحت له على الخريطة المفصلة للنادي، وتقمصت دور الدكتور جمال حمدان في شرح الخريطة الوعرة تلك، ولم أجد من فاروق سوى إشارات تومئ بإبداء الفهم ليس إلا.
بمجرد وصولنا أمام بوابة النادي، أشرت لفاروق بالتوقف.. بالطبع أبدى امتعاضه، فأشرت له نحو الساعة التي بلغت التاسعة إلا عشر دقائق.
عبد المجيد: "عشر دقائق على عقارب الساعة.. وسندخل النادي مع كابتن صالح سليم".
في التاسعة إلا ثلاث دقائق كان صالح أمام البوابة، يجهز أوراق عضويته ليريها لفرد الأمن، كما تعود منذ عام 1944، أما نحن فجهزنا تصريحات الدخول.
بدأ صالح في حديثه الحاد كالمعتاد
"عبد المجيد.. أنا عارف أنك جاي النادي تعمل تحقيق عن الأوضاع المزرية اللي إحنا فيها.. إحنا سادس دوري في البلد.. والأخير في دوري الجمهورية للملاكمة.. ولا نستحق الذكر في السلة.. مهزومين في الطايرة.. بس إحنا بجمهورنا وبتاريخنا وأمجادنا وأعضاءنا إحنا أبو النوادي"
عبد المجيد: "كابتن صالح.. أسمح لي أن أبدي إعجابي الشخصي.. بأن لاعب كرة قدم يبدي اهتماما وغيرة ليس على فريقه فقط بل على ناديه بأكمله ويتداعى له من الألم عليه"
صالح: "يا أستاذ عبد المجيد.. مبدئيا أنا أسف إني قولت عبد المجيد حاف.. أنا ماليش في الكلام الإنشا.. أنا متربي في النادي ده لفوق ال23 سنة.. دا بيتي ولازم أخاف عليه"
كرة القدم، لعنة الله عليها، أضاعت سمعة الأهلي في التراب لثلاث سنوات متتالية، غير السنة الرابعة التي نحن فيها.
الأهلي المصري طيلة فترة الخمسينات الفائتة ومع أوائل الستينات احتكر بطولة الدوري 11 مرة والكأس 19 مرة، ولكن لأول مرة تفعل به الكرة هكذا.
كل هذا الحديث السابق دار في عقله مع الخطوات المتقافزة لصالح سليم قبل أن أشر لفاروق أن يبدأ بالتصوير، ملاعب الأشبال لتحت 16 و 18 عاما يتدربون بجدية كما هم، مازال الأهلي يحتفظ فيهم بمواقعه ونتائجه المبشرة.
عبد المجيد: "صحيح إن الأهلي يا كابتن صالح متعرض لنكسة في الألعاب الفائت ذكرها معك، بس النتائج مبشرة ومشرفة كل الشرف في.. ألعاب القوى.. السباحة.. رفع الأثقال.. المصارعة.. هل نكسة أو اثنين تجعلنا ننسي ما فات وما هو آت.
سنكون متجنين على الحقيقة.. قد يكون الأهلي متعرض لبعض الأزمات، لظروف خاصة، ولكنها بالتأكيد في الطريق نحو الزوال".
لم يرد صالح على كلامي هذا.. وواصل السير صامتا.
كابتن علي زيوار أمامي، لمن لا يعرف.. فهو مدير الكرة بالنادي الأهلي.
كابتن علي كابتن علي.. اسمح لي بكلمة في التحقيق عن النادي الأهلي.. أعلم أنني لا أستطيع التحاور مع رئيس النادي، فلتمهلنا بعض الدقائق.
هل من الممكن أن تحكي لنا نبذة عن إنشاء النادي الأهلي.
أورد كابتن علي: في 8 أبريل 1908 اجتمع كل من إدريس راغب بك وعمر سلطان بك مع إسماعيل سري وعبد الخالق ثروت وعمر لطفي صاحب فكرة التأسيس م المحاسب الإنجليزي ميتشيل أنس وألفوا نقابة لتأسيس فناء في نقطة صحية خارج أطوار المدينة، لمنتدبي المدارس العليا وخريجيها.
تم جمع مبلغ من المال حوالي 3165 ج ولم يكف المبلغ، فتم الاستعانة بقرض من البنك الأهلي مقداره 2000 جنيه بضمانة شخصية من صاحب السعادة طلعت بك حرب.
عبد المجيد: "دائما الأهلي يفتخر بأنه ناد وطني، فلماذا تولى ميتشيل أنس رئاسة النادي".
علي زيوار: وجوده كان هاما بالطبع لتسهيل الحصول على 22 فدانا لإنشاء النادي، قبل أن يتم (زحلقته) بقرار لمجلس الإدارة على أن يكون دوما ناظر المعارف هو رئيس النادي الأهلي، ولهذا يعتبر سعد زغلول هو أول رئيس للنادي الأهلي.
عبد المجيد: "سأنتقل لنقطة أخرى.. ما رأيك في مستوى الأهلي هذا الموسم"
علي زيوار: "تدهور ترتيب الفريق هذا الموسم لدرجة الوصول للمركز العاشر، قررنا الدخول في معسكر للقوات المسلحة، الأمر بدأ بأوامر من المشير عبد الحكيم عامر لإنقاذ الأهلي من ورطته وأزمته، فأشرف اتحاد القوات المسلحة على معسكر بقيادة صالح سليم على اللاعبين على أن تتحمل القوات المسلحة جميع النفقات، فبدأنا بالخروج من المركز العاشر حتى وصلنا حاليا للمركز الخامس"
بانتقالي لأرضية الملعب، بدأ الكل في الانصياع لأوامر كابتن الفريق صالح سليم، فيلقي عليهم الكلمة الأولية بتجميعهم لمناقشة وضع الفريق حاليا، وخطة العمل لباقي أسابيع الدوري قبل الاجتماع مع رئيس مجلس الإدارة الجديد الفريق عبد المحسن مرتجي.
بعد أن كان معرضا للهبوط مع الطيران واتحاد السويس.
ظهرت روح الفانلة الحمراء، والتي تكمل لكل لاعب ما ينقصه فلا يدخر جهدا في سبيل نصرة فريقه.
فاز على السكة 2-0، وعلى اتحاد السويس 3-2 والطيران 3-0 تعادل مع الترسانة والإسماعيلي 1-1، صحيح انهزم من متصدر الدوري (الأوليمبي) بثلاثية مقابل هدفين، إلا أن المهم أصبح هو بطولة الكأس لتعويض هذا الموسم القمئ.
تخلى الأهلي عن طريقة 4-2-4 التي صاحبت هزائمه وانحدار مستواه، بدأ في الرجوع ل 3-3-4، التي سبقه الزمالك إليها.
فلنبدأ بريبورتاج الصور لأبرز النجوم.
هذا صالح.. خالد الذكر طبعا
فريق الأهلي معلقة أقدامه بين الهدافين صالح وطه إسماعيل.
ميمي الشربيني.. النفاثة.. بدأ في استعادة مستواه.
فؤاد أبو غيدة وسعيد أبو النور.. أكثر خطوط الأهلي ثباتا اصبح هو خط الظهر.
مروان كنفاني.. حارس المرمى الأمين.. أنقذه من أكثر من هزيمة.
بقى فقط أن تعرفوا أن الوحيدة التي تنافس نجومية صالح هنا.. هي كوكب الشرق أم كلثوم.. تمارس نشاطها الرياضي يوميا هنا، بل إنها حكمت مباراة بين آنسات النادي منذ عامين فقط، وأقامت حفلات عديدة بالنادي بالمجان أو مقابل 30 جنيها فقط، ولزم التنويه حول حفلتها الجمعة القادة بعد مثول المجلة للطبع.