كتب : عادل كُريّم
خمسة عشر عاما مرت على رحيل صالح سليم. لكن حياته ومواقفه وأقواله تبقى حاضرة في أذهان كل جماهير الكرة المصرية بصفة عامة، وعشاق الأهلي بصورة خاصة.
المايسترو كان شخصية يندر وجودها أو تكرارها. ومثل قوة شخصيته ومواقفه، جاءت مقولاته الشهيرة لتبقى خالدة في وجدان الجميع.
في التقرير التالي يستعرض معكم FilGoal.com مجموعة من أبرز مقولات المايسترو صالح سليم في ذكرى رحيله.
"الأهلي فوق الجميع"
ليست مقولة وإنما مبدأ أرساه صالح سليم، الذي سار على خطى أستاذه ومعلمه مختار التتش في تطبيق هذه القاعدة داخل أرجاء الأهلي.
وكان المقصود بها أن الأهلي فقط فوق كل أبناءه، ومصلحة النادي تفوق أي مصالح شخصية لأي من المنتمين له.
"الكرة المصرية تحتاج للأهلي كما تحتاج أيضاً للزمالك. كلاهما منح الكرة الكثير من انتصاراتها وبطولاتها وأجمل حكاياتها"
كان صالح سليم صديقاً للعديد من نجوم ورموز الزمالك، وكان يرى دوماً أنه كلما كان الفريقان في قوتهما الطبيعية فالمستفيد الأكبر هو الكرة المصرية.
"أذهب لأهنئ الزمالك؟ لا طبعاً. سيعتقدون أنني خذلت جماهيري وناديي وذهبت للاحتفال بفوز المنافس.. وممكن يطلعوا إشاعة إني زملكاوي" !
رغم علاقة الصداقة التي ربطت صالح برموز الزمالك إلا أنه كان وكرئيس للأهلي رفض الذهاب لنادي الزمالك لتهنئته بلقب إحدى البطولات التي حققها إحتراماً لجماهير الأهلي.
"إذا كان هو هيكل فأنا صالح سليم"
اقتراح بأن يتولى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل كتابة مقدمة كتاب يحكي قصة حياة صالح سليم، تبعه طلب من مؤلف الكتاب د. ياسر أيوب أن يذهب صالح سليم ليطلب ذلك من هيكل.
لكن المايسترو رفض أن يذهب لأي شخص حتى لو كان هيكل، فهو صالح.
"مختار التتش هو أستاذي ومن علمني حب الأهلي. لولا التتش لما كان صالح سليم"
الاعتراف بالجميل للكبير محمود مختار التتش رافق مشوار صالح منذ اليوم الأول، لاعباً وإدارياً ورئيساً للأهلي.
"صالح سليم لا يساوي شيئاً بدون الأهلي. ولا يساوي إلا لأنه سيتحدث عن الأهلي"
أتت قنوات راديو وتليفزيون العرب (A.R.T) لعمل حوار مع المايسترو، وقدمت له شيكاً بمبلغ ثلاثمائة ألف جنيه باسمه.
إلا أن صالح طلب كتابة الشيك باسم النادي الأهلي. وحينما حاول مسئولو القناة إقناعه بأن الحوار شخصي والمبلغ من حقه، كان رد صالح سليم أن الأهلي هو من يستحق وليس هو.
"اللي عايز يسيب الأهلي أهلاً وسهلاً.. الباب يفوت جمل"
حينما حاول بعض اللاعبين في وسط الموسم اللعب بورقة وجود عقود مغرية لهم من أندية أخرى، كان رد المايسترو واحداً وحاسماً.
مبدأ سار عليه الكثيرون من بعده، أبرزهم الراحل ثابت البطل.
"معنديش أي مشكلة إننا مناخدش ولا بطولة. سنة واتنين.. بس نشتغل صح وهناخد كل البطولات بعد كده"
في بداية التسعينات مر الأهلي بفترة صعبة انتهت بسحب الثقة من مجلس عبده صالح الوحش وإعادة انتخاب صالح سليم رئيساً.
في بداية عهده حرص على مصارحة جماهير الأهلي بالحقيقة، وهو ما حدث بالفعل.
مقولة كررها المايسترو مجدداً في بداية الألفية الثالثة وأخبر بها البرتغالي مانويل جوزيه في بداية عهده. وقد كان مرة أخرى.
"مش مقتنع إني بعرف أمثل، ولو رجع بيا الزمن مكنتش عملت كده"
بعد سنوات طويلة على بطولته لفيلم "الشموع السوداء" وتجربتين أخرتين بالسينما، لم يبدو صالح مقتنعاً رغم النجاح غير المسبوق الذي حققه الفيلم.
"الأهلي مش هيشترك في المهزلة دي. الأهلي هو صاحب الفرح، ولو عايزنا نقعد في الكراسي الخلفية مش هنحضر أصلاً"
نهائي البطولة العربية للأندية أبطال الكؤوس 1995..رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة عبد المنعم عمارة طلب من صالح سليم الجلوس في الصف الثاني للمقصورة لإفساح المجال أمام الرئيس مبارك وضيوفه في الصف الأول.
فكان رد المايسترو بأنه سيغادر الملعب ويترك هذه المهزلة. ليس لأنه يرغب في الجلوس في المقدمة ولكن لأنه صاحب الدار ويجب أن يكون في مقدمة مستقبلي الضيوف.
وهو ما حدث بالفعل.
"أنا ممكن أفرط في حقي.. إنما حقوق الأهلي مستحيل"
ببساطة، كان هذا هو مبدأ صالح سليم طوال حياته، داخل الملعب وخارجه.
"كان الأهلي النادي الأفضل في القارة الأفريقية طوال السنوات المائة الماضية.. وسيظل كذلك بأبنائه ولاعبيه وجماهيره"
كلمة المايسترو وهو يتسلم جائزة "نادي القرن" في احتفال الاتحاد الإفريقي بجوهانسبرج.
"لو إيقاف لعيب هيضيع منك البطولة استعد.. عشان هو هيتوقف، ومش مهم البطولة"
حسام حسن يلقي بقميص الأهلي على الأرض في ربيع 1994. صالح يستدعي مدرب الفريق آلان هاريس ويسأله هل سيعني إيقاف حسام حسن ضياع الدوري.
وحينما رد هاريس بالإيجاب علمه صالح درساً لا ينسى.
لم يكن موقفاً غريباً على من أوقف فريقاً بأكمله قبل مباراة الزمالك في كأس مصر 1985 ليخوضها بالناشئين.
وفي المرتين فاز بالمبدأ.. وبالبطولة.
"النادي الأهلي ملك لمن صنعوه.. ومن صنعوه هم مشجعوه"
دون الحاجة لأي شرح.
"الأهلي هو بيتي وحياتي من يوم ما دخلته وأنا عندي 14 سنة.. وهيفضل بيتي وحياتي لغاية يوم ما هموت"
وظل كذلك.. بدأ مشواره فيه في الرابعة عشرة، وظل به حتى خرجت جنازته من أبوابه في مثل هذا اليوم منذ 15 عاما.
طالع أيضا
في ذكراه .. صالح الذي أحب الأهلي "من يوم ما دخلته لحد ما أموت"
نجوم الأهلي يروون 3 حكايات عن صالح سليم توضح شخصية المايسترو الصارم والحكيم