كتب : عادل كُريّم
صيف 1944 .. الطفل الذي لم يكمل عامه الرابع عشر يدخل من بوابة النادي الأهلي وهو يحلم بأن يكون واحداً من لاعبيه .. ابن المنوفية في 11 سبتمبر 1930 كتب إسمه ببساطة في إستماراة الالتحاق بالناشئين دون أن يعرف ما سيحدث بعد ذلك.
"محمد صالح سليم" ..
أربعة سنوات كانت كافية ليصعد صالح للفريق الأول قبل أن يتم عامه الثامن عشر .. أول مباراة رسمية له بقميص الأهلي كانت هي أول مباراة يلعبها الفريق في تاريخ مسابقة الدوري .. 24 أكتوبر 1948، الفوز على اليونان السكندري بخماسية دون رد كتبت صفحة البداية في مشوار الأهلي بالدوري ومشوار صالح باللون الأحمر.
"الأهلي ده بيتي وكل حاجة في حياتي من يوم ما دخلته ولغاية يوم ما أموت" ..
بعد أقل من عامين كان صالح سليم يرتدي قميص منتخب مصر للمرة الأولى.. مصر هزمت تركيا بثلاثية في مباراة ودية يوم 1 فبراير 1950 في مباراة دافع فيها صالح عن قميص الفراعنة لأول مرة.
قاد صالح سليم منتخب مصر للفوز بكأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية عام 1959 (لم يشارك في النسخة الأولى عام 1957 للإصابة).. وبعدها بعام واحد قاد الفراعنة في دورة الألعاب الأوليمبية بروما 1960.
"أنا اتعلمت كل حاجة من مختار التتش.. هو أستاذي واللي علمني يعني إيه أهلي" ..
في عام 1961 دخل صالح سليم عالم الفن ليشارك في بطولة ثلاثة أفلام سينمائية هي السبع بنات (1961) ، الشموع السوداء (1962) والباب المفتوح (1963).
باعتزال الحارس عبد الجليل حميدة عام 1963 أصبح صالح سليم قائداً لفريق الأهلي، وظل كذلك حتى اعتزاله ليسلم الراية لرفعت الفناجيلي.
"عشان تبقى لعيب كورة.. لازم تحب الكورة الأول" ..
في صيف 1962 انتقل صالح لشتورم جراتس النمساوي ، وبعد موسم واحد عاد للأهلي مرة أخرى ليقضي به مواسمه الثلاثة الأخيرة قبل أن يعلن اعتزاله نهائياً، وكان فوز الأهلي على الطيران بهدف يوم 11 نوفمبر 1966 هو المرة الأخيرة التي شارك فيها صالح سليم كلاعب.
اعتزل صالح بعدما حقق مع الأهلي 19 بطولة، منها 11 للدوري وثمانية لكأس مصر.. وسجل 92 هدفاً بواقع 78 هدفاً بالدوري و14 بكأس مصر. ولازال حتى اليوم يحمل الرقم القياسي لتسجيل الأهداف في مباراة واحدة حينما سجل بمفرده سبعة أهداف في فوز الأهلي على الإسماعيلي 8-0 يوم 4 إبريل 1958.
"النادي الأهلي ملك لمن صنعوه.. ومن صنعوه هم مشجعوه" ..
عام 1972 انتخب صالح عضواً بمجلس إدارة النادي الأهلي. وفي ديسمبر 1980 أنتخب رئيساً لمجلس الإدارة خلفاً للفريق عبد المحسن كامل مرتجي، وأعيد انتخابه مرة أخرى في ديسمبر 1984 وحتى ديسمبر 1988.
في صيف 1985 اتخذ صالح بمعاونة نائبه حسن حمدي قراراً تاريخياً بإيقاف كل لاعبي الفريق الأول لرفضهم المران قبل مباراة الفريق أمام الزمالك في ربع نهائي كأس مصر. ورفض صالح التراجع عن القرار بالرغم من اعتذار بعض اللاعبين وتدخل البعض من أجل ذلك.. ليخوض الأهلي المباراة بفريقي تحت 20 وتحت 18 سنة، ويحقق الفوز بثلاثة أهداف لهدفين في مباراة تاريخية.
"لوهنتخسر البطولات لو لعيب اتوقف استعدوا.. عشان هيتوقف.. ومش مهم ناخد بطولات"..
وفي فبراير 1992 أنتخب صالح مرة ثالثة لرئاسة الأهلي خلفاً للكابتن محمد عبده صالح الوحش. واستمر في هذا المنصب حتى لقى ربه بعد صراع طويل مع المرض يوم 6 مايو 2002 في العاصمة البريطانية لندن. وشيعت جنازته من النادي الأهلي في اليوم التالي.
"صالح سليم ولا حاجة من غير النادي الأهلي.. الأهلي فوق الجميع" ..