كتب : عمر ناصف
وصلنا للجولة الأخيرة والمنافسة على أشدها.. إنتر ميلان وروما ويوفنتوس.. ترى من سيظفر باللقب؟
شهد الخامس من مايو عام 2002 الجولة الأخيرة من موسم الدوري الإيطالي الذي كان مشتعلا في ذاك العام بمنافسة ثلاثية محتدمة بين إنتر ميلان المتصدر ويوفنتوس الوصيف بفارق نقطة وروما الثالث المتخلف هو الأخر بنقطة عن صاحب المركز الثاني.
خرج الثلاثي في الجولة الأخيرة بعيدا عن ملعبهم، إنتر الذي يبحث عن لقبه الأول منذ 13 عاما في ذاك الوقت بقيادة هيكتور كوبر المدير الفني الحالي للمنتخب المصري رحل إلى العاصمة روما ولكن ليس لمواجهة منافسه بل الجار لاتسيو كما هو حال روما الذي سافر لتورينو التي تركها يوفنتوس وذهب لملاقاة أودينيزي في ملعبها.
انطلاقة 4 انتصارات متتالية ليوفنتوس في الجولات الأخيرة بعد سقوط في منتصف الموسم قاد الفريق الذي كان يقوده مارتشيلو ليبي لتقليص فارق الست نقاط مع إنتر مستغلا خسارته أمام أتالانتا وتعادله مع كييفو فيرونا بينما روما تراجع إلى المركز الثالث خلال تلك الجولات أيضا.
كان يوفنتوس يحاول في ذاك الموسم تجاوز بيعه لنجمه زين الدين زيدان إلى ريال مدريد مع بناء فريق من الاستقدامات الشابة بالتعاقد مع جيانلويجي بوفون وليليان تورام والتشيكي بافل ندفيد الذي حصل على مكان زيدان كصانع ألعاب.
كابيلو المدير الفني لذئاب العاصمة حينها صرح قبل انطلاق جولة الحسم "الثلاثة أندية سيحققون الفوز ويبقى كل شيء كما هو عليه" المخضرم الإيطالي لم يكن مؤمنا بحظوظ فريقه خصوصا أن المطالب بإسقاط إنتر المتصدر هو "لاتسيو" الذي سيقدم كل ما يمكنه من أجل إبعاد البطولة ليس عن منافسه إنتر بل عن الجار.
روما كان متصدرا الدوري حتى واجه فينيزيا الذي كان قد هبط بشكل رسمي حينها ولكنه فشل في الفوز مكتفيا بالتعادل 2-2 حينها خسر الفريق الصدارة وأعترف كابيلو بأنها كانت اللحظة التي تأكد فيها من ضياع البطولة.
أنطلقت المباريات ونجح تريزيجيه من تسديدته الـ 75 في الموسم في التقدم ليوفنتوس وأنهى ديل بيرو الأمور مبكرا على ملعب أوديني بالهدف الثاني في الدقائق ال11 الأولى من المباراة لتضمن السيدة العجوز النقاط الثلاث ويرتفع عدد ما سجله الثنائي معا في الموسم إلى 52 هدف وتتجه كل الأنظار إلى ملعب الأولمبيكو حيث بقى مصير إنتر والبطولة معلقا في يديه.
النجم العائد من الإصابة كريستان فيري يتقدم للأسود والأزرق بعد 12 دقيقة وسط فرحة جماهير المنافس لاتسيو في أرضية الملعب التي وقفت مصدومة مع جماهير إنتر من هدف تعادل سجله كارل بوبروسكي ولكن لويجي دي باجيو أعاد الفرحة على وجه كل من في الملعب بهدف التقدم للأفاعي.
لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فمحاولة فاشلة من المدافع جريسكو لإعادة الكرة لحارسه فرانشيسكو تولدو شهدت هدف التعادل للنسور عن طريق بوبروسكي مرة أخرى تبعه هدف أخر من الأرجنتيني دييجو سيميوني قبل أن يجهض المدرب الحالي للفريق سيميوني إنزاجي، آمال إنتر في الحصول على اللقب بهدف رابع.
الصدمات جاءت كالصواعق على ملعب الأولمبيكو، فروما سجل هدف عن طريق أنطونيو كاسانو وإنتر لم يخسر، فقط اللقب لصالح يوفنتوس بل خسر المركز الثاني لصالح روما.
ثلثي نبوءة كابيلو قبل انطلاق الجولة تحققت وأنطونيو كونتي لاعب يوفنتوس احتفل باللقب الأول للسيدة العجوز بعد غياب 5 سنوات منتقما من ماركو ماتيرازي الذي خرج من الجولة يبكي لضياع اللقب من فريقه إنتر ميلان.
"نحن سعداء بالبطولة واليوم فقط ننتقم مما حدث لنا منذ عامين في بيروجيا".
في 2000 وفي الجولة الأخيرة كان على يوفنتوس الفوز لضمان اللقب الذي ينافسه عليه لاتسيو والمواجهة كانت أمام بيروجيا الذي كان يضم المدافع ماتيرازي حينها والذي أتخذ تلك المباراة فرصة لأعمال غير أخلاقية اتجاه كونتي قبل أن يساهم في إسقاط السيدة العجوز بهدف نظيف ليضيع عليهم اللقب ويذهب إلى لاتسيو.
ماتيرازي رد سريعا بعد اللقاء على كونتي متمنيا معرفة الشخص الذي نصحه حينها بشراء "باروكة لشعره" فما كان من كونتي إلا أن علق ساخرا "يمكنك شراء باروكة أو إجراء عملية زراعة للشعر بأموال مكافأة الفوز بالدوري ولكنك لا تسطيع زراعة مخ".
بكى المهاجم البرازيلي رونالدو حينها على دكة البدلاء التي أجلسه عليها هيكتور كوبر طوال اللقاء الأخير وظهر الاكتئاب على تصريحات المهاجم العائد من إصاباتين بالرباط الصليبي حينها "يبدو أن خيبات الأمل تطاردني في كل مكان في حياتي، مرارة الهزيمة زادت لأننا كنا الأقرب من الجميع لتحقيق اللقب".
أما رئيس ومالك النادي ماسيمو موراتي فقال "لا نريد دعم من أحد ولا عبارات العزاء، حاليا أنا متعب وغاضب ومقهور مما حدث".
احتفل يوفنتوس باللقب الـ 26 في تاريخهم بنهاية الجولة وأعادوا اللقب إلى خزائنهم بعد غياب استمر من 1998 كما أحتفل مهاجمهم دافيد تريزيجيه بقلب هداف الدوري برصيد 24 هدفا متساويا مع الإيطالي داريو هوبنر مهاجم بيتشانزا صاحب الـ 35 عاما.
ليبي أضاف اللقب المحلي الرابع إلى مسيرته كمدرب وكوبر تعرض للصدمة الخامسة في مسيرته بعد أن كان قد خسر أربعة نهائيات سابقة مع مايوركا وفالنسيا في إسبانيا خلال ميسرته المنحوسة مع الألقاب.
علق المدير الفني لمنتخب إيطاليا حينها جيوفاني تراباتوني على عودة يوفنتوس في الجولات الأخيرة وتحقيق اللقب قائلا "الانتصارات تجري في دمائهم، يوفنتوس يشبه التنين صاحب الرؤوس الستة عندما تقطع له رأس تظهر أخرى مكانها في الحال".
حمدت جماهير لاتسيو الرب بعد تلك المباراة أن الخطأ الذي ارتكبه لاعبيهم بالفوز على إنتر في هذا الموسم لم يهد اللقب إلى الجار روما ولكن الجماهير عوضت الأفاعي عن تلك المباراة بعد ذلك عندما كان روما ينافس إنتر على اللقب في 2010.
دعمت جماهير النسور مرة أخرى إنتر في مواجهة فريقها وهذه المرة نجح إنتر في الحفاظ على تقدمه بهدفين في المباراة التي أقيمت في الثاني من مايو 2010 ومع كل هدف يدخل مرماهم كانت لافته "OH NO" ترفع سخرية من الجماهير التي احتفلت بعد اللقاء بضياع اللقب من روما مرة أخرى ولكن هذه المرة كان إنتر البطل.