كتب : عمر ناصف
واجه المصمم المعماري الفرنسي هنري بوتر في 1979 مشكلة في تحقيق أحلام أمير موناكو رانيري الثالث عندما تم أستدعاءه من باريس إلى إمارة موناكو من أجل الإشراف على بناء ملعب يكون مركزا رياضيا للإمارة الفرنسية الصغيرة.
هذا الملعب سيستضيف ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين موناكو ويوفنتوس يوم الأربعاء.
لم يرد الأمير مجرد ملعبا لكرة القدم بل أراده قبلة لكل الرياضيين الأولمبيين في موناكو وكل ذلك في مساحة لم تتجاوز ال30 ألف متر مربع كان عليه إنجاز ملعب أولمبي عليها بدلا من الملعب السابق الذي تم إنشاءه في 1930 في نفس المكان في حي فونتفيلي الذي تم تغطية مياة البحر لإنشاءه في السابق لينحصر البناء بين هضبة صخرية كبرى وميناء دي كاب دي أل.
فكرة هنري بوتر لم تكن خارج الصندوق بل أسفله فقام بإستخدام الأسمنت المسلح لرفع أرضية الملعب عن سطح الماء 13 مترا وذلك لبناء موقف للسيارات أسفله مكون من أربعة أدوار ويتسع لألف وثلاثمائة سيارة، مساحة ملعب كرة القدم العشبية هي 105 مترا طولا و68 مترا عرضا يتم تسخينها صناعيا يلتف حولها "تراك" للركض طوله 400 متر لألعاب القوى والركض.
كما يحتوي الاستاد على حمام سباحة أولمبي تتسع مدرجاته ل2500 متفرج بجانب 3 حمامات سباحة أصغر و15 قاعة رياضية منها استاد لألعاب الصالات السلة والطائرة واليد وبعض الإستخدامات الأخرى تحت مدرجاته يستغلها بشكل أساسي الرياضيين في الإمارة.
ليس فقط ذلك فبوتر ورفاقه أستغلوا كل إنش متاح أمامهم فالواجهة الخارجية للملعب تحتوي على متحفين وسوق تجاري وإدارة فريق موناكو إضافة إلى بعض المنازل للطلبة المغتربين التابعة لجامعة موناكو أيضا.
تواجد موقف السيارات تحت الكتلة الأسمنتية يضيف بعض الصلابة إلى أرضية الملعب العشبية التي تعاني من عدم وصول إضاءة الشمس لها نظرا لتغطية المدرجات مما يجبر مسئولي الإستاد على إستخدام إضاءة صناعية للإعتناء بأرضيته.
صلابتها جعلت السير أليكس فيرجسون يشتكي من أرضية الملعب عندما ذهب بفريقه مانشستر يونايتد إلى هناك وأرسين فينجر الذي بدأ مسيرته التدريبية على هذا الملعب مع موناكو برر بها خسارة فريقه أرسنال منذ عامين على هذا الملعب عندما تم إقصاءه من دور ال16.
المدرجات تعطي ظهرها للهضبة الصخرية والمتفرجون يقفون أمام تسع أقواس للنصر كانت ترمز إلى الأمير لويس الثاني الذي تم تسمية الملعب عليه وذلك للسماح برؤية مياة البحر المتوسط من خلالها مما يعطي رؤية مميزة أخرى من المدرجات.
يتسع الملعب لأكثر من 18 ألف متفرج وهو ما يعادل 66% من سكان موناكو، ذلك جعل الملعب الأقل إمتلاءا في فرنسا بمعدل لم يكسر ال9 ألاف متفرج في المباراة الواحدة في الدوري المحلي ولكنه كان كافيا للأمير ألبيرت الثاني لإقامة حفل زفافه الذي أحيته الفرقة الغنائية “the Eagles”.
كما كان الملعب يستضيف مباريات كأس السوبر الأوروبية في الفترة من 1998 إلى 2012 كما تم إستضافة الدوري الماسي لألعاب القوى على أرضيته في الفترة من 2003 إلى 2005 مع نقل ألعاب رمي المطرقة والرمح إلى ملعب أخر حتى لا يتسبب صغر حجم الاستاد في إصابات خاطئة للمتابعين داخل وخارج الملعب من الرميات الطائشة.
في 2004 أصاب تفجير في مبني قريب الهيكل الخارجي للملعب فتحملت إمارة موناكو التصليحات كاملة وتم تجديد المناطق المتضررة سريعا رغم إستمرار التحقيقات وفي 2008 تم إضافة شاشتي عرض إلى داخل المدرجات المغطاه بالكامل.