بالتعادل مع سوانزي سيتي، حقق مانشستر يونايتد تحت قيادة جوزيه مورينيو أطول سلسلة لا هزيمة في تاريخ النادي في الدوري الإنجليزي الممتاز بالوصول للمباراة رقم 25 على التوالي.
رغم ذلك، فإن نزيف النقاط لا يتوقف.
التعادل رقم 14 للفريق، والعاشر على ملعبه، وفرص إنهاء الموسم في المراكز الأربع الأولى تصعب شيئا فشيئا في ظل سلسلة من الإصابات التي تضرب قائمة الفريق في مقابل منافسة قوية مع ليفربول ومانشستر سيتي وأرسنال.
سوانزي سيتي لا يزال في مناطق الخطر، ولكنها نقطة هامة في ظل مهمة صعبة من أجل تفادي الهبوط في صراع يبدو أنه سينحصر في النهاية بينه وبين هال سيتي.
ما أهم الملامح وما خرجنا به من هذه المواجهة؟
إصابات لا تتوقف
يغيب عن صفوف مانشستر يونايتد بسبب الإصابة كل من كريس سمولينج وفيل جونز مدافعا الفريق، بجانب المدافع الأرجنتيني ماركوس روخو الذي تلقى قطعا في الرباط الصليبي.
بجانب غياب كل من بول بوجبا بسبب إصابة في الركبة، ولا زالت الشكوك تحوم حول إمكانية لحاقه بمواجهة سلتا فيجو المقبلة في الدوري الأوروبي. بينما الإصابة الأكثر إيلاما كانت لهداف الفريق زلاتان إبراهيموفيش الذي تلقى قطعا مزدوجا في أربطة الركبة.
لم يسعد مورينيو بعودة خوان ماتا من الإصابة كثيرا اليوم الأحد، حيث تلقى صدمات أخرى.
أزمة دفاعية بسبب تلك الغيابات، وكأنها لا تكفي، حيث اضطر جوزيه مورينيو لاجراء تبديلين اضطراريين في مباراة اليوم بسبب إصابات دفاعية.
الأولى كانت للوك شو الذي لم يكمل سبع دقائق على أرضية الملعب ليتم استبداله بأنطونيو فالنسيا، أما الثانية فكانت لقلب الدفاع الأخير المتبقي في القائمة إيريك بايي، في انتظار أخبار إمكانية لحاقه بمباراة نصف نهائي الدوري الأوروبي من عدمها.
دائرة الاختيارات تضيق أكثر فأكثر في عقل مورينيو، والخيارات الدفاعية تمثل صداعا كبيرا. سلامة المدافع الإيفواري ستكون بمثابة طوق نجاة له في المباريات المقبلة.
هل انتهت فرص لوك شو؟
سوء حظ كبير يواجه الظهير الأيسر الإنجليزي الشاب، فترات طويلة جلس فيها بديلا لأسباب فنية ومع بداية اقتناع مورينيو به وإدخاله في حساباته محليا على الأقل، يتلقى تلك الإصابة الموجعة.
كمتابع، يمكنك أن تتعاطف مع شو وتراه مشروع ظهير أيسر رائع، ولكن جوزيه مورينيو لا يرى الأمر هكذا، بل يحتاج من لاعبيه الإيجابية والكثير من الإنتاج.
ممفيس ديباي على سبيل المثال رحل عن الفريق لأسباب مشابهة. لوك شو يحتاج إلى الكثير من الحظ لكي يبقى في حسابات المدير الفني البرتغالي في الموسم القادمة وينجو من مصير الجناح الهولندي الحالي لفريق ليون الفرنسي.
رقم مميز لسيجوردسون
لاعب سوانزي سيتي الأيسلندي المميز حقق رقما فريدا من نوعه.
تمكن سيجوردسون من هز شباك مانشستر يونايتد في آخر ثلاث زيارات على التوالي لاستاد "أولد ترافورد".
هدفه اليوم كان كافيا لانتزاع نقطة هامة في صراع الهروب من الهبوط. بينما هدفه السابق لم يكن كافيا، حيث انتصر مانشستر يونايتد بنتيجة 2-1 في منتصف الموسم الماضي.
أما هدفه الأول في هذه السلسلة فكان من أجل تحقيق انتصار هام على الشياطين الحمر في الموسم قبل الماضي، بنتيجة 2-1 أيضا.
بجانب هدفه اليوم، قدم اللاعب الدولي الأيسلندي مباراة مميزة ناجحا في 100% من المراوغات، ومحققا دقة تمرير سليمة بلغت نسبتها 91%.
سدد سيجوردسون خمس تصويبات على مرمى ديفيد دي خيا وصنع فرصتين محققتين لزملائه.
قد يهبط سوانزي سيتي في النهاية، ولكن لا يمكن تخيل لاعب مثل سيجوردسون في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي.
روني المنتهي؟
غياب زلاتان إبراهيموفيتش ضرب الحسابات الهجومية للمدير الفني البرتغالي.
ضغط المباريات وقلة الخيارات دفعته لمحاولة إعادة واين روني إلى تشكيلة الفريق الأساسية بجانب إعطاء الفرصة للشاب الفرنسي أنتوني مارسيال.
سجل روني هدف مانشستر الوحيد اليوم من علامة الجزاء، ولكنه تسجيل هدف لا يدل على الكثير.
من المفترض أن يكون الدولي الإنجليزي هو المعوض للسويدي الغائب. لكن الأمر لم يتم كما هو مخطط له. تحركات بطيئة وتمريرات أغلبها غير دقيقة، حيث بلغت دقة تمريراته 81% فقط.
ثلاث تصويبات فقط على المرمى للاعب من المفترض أن يكون في مركز المهاجم. واحدة كانت بعيدة عن القائمين والعارضة وأخرى اعترضها أحد مدافعي سوانزي، والثالثة كانت من علامة الجزاء وتحولت إلى هدف سهل.
لا مراوغات ناجحة، لا صناعة للفرص، وانتهى الأمر بشكل مأساوي حين تسبب في خطأ أتى منه هدف التعادل للضيوف، قبل أن يتم استبداله بهنريك مخيتاريان.
معجزة بول كليمنت
ضحى بول كليمنت بمنصب مساعد كارلو أنشيلوتي في بايرن ميونيخ، أملا في صنع معجزة خاصة به مع النادي الويلزي.
تسلم الرجل الإنجليزي مهمته في 3 يناير 2017 خلفا لبوب برادلي، متسلما فريقا منهارا يترنح بين المراكز 19 و20 في جدول الترتيب، بالإضافة لكونه أضعف خطوط الدفاع في الدوري على الإطلاق.
فريق منهار في طريقه المؤكد إلى الهبوط، ومع أول مباراة له لا يتمكن من تغيير الكثير، فيتلقى هزيمة مهينة برباعية نظيفة من أرسنال.
لكن الأمر تغير تماما منذ المباراة التالية. فوز على ليفربول بنتيجة 3-2 في ملعب أنفيلد كان بداية لتحسن الأمور بشكل كبير.
تلقى الفريق ثماني هزائم منذ تولي كليمنت، كان منها هزائم ضد تشيلسي وتوتنام ومانشستر سيتي، ولكنه حقق خمس انتصارات هامة للغاية بجانب تعادلين. نتائج جميعها ساهمت في تعزيز فرص الفريق الويلزي في البقاء.
إن نجح سوانزي في تفادي الهبوط فستكون بمثابة معجزة صنعها كليمنت المغامر. وإن لم ينجح، فلا بد من الإشادة بمجهودات هذا الرجل على كل حال.