كتب : إسلام مجدي
"لقد كنا معا في هذا الفريق، بالعمل الجاد لمدة 4 أعوام وبضعة شهور، أنا سعيد لهؤلاء اللاعبين الذي وقفوا سويا مع الفريق الأمر أهم من الوصول لنصف النهائي، نحن مجموعة من العمال الجادين قد نخسر وقد نربح". دييجو سيميوني تحدث بالكلمات السابقة عقب الفوز على برشلونة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
قد تكون الكلمات غريبة لمدرب فاز للتو على حامل اللقب وأقصاه من دور الثمانية وحول خسارته في الذهاب إلى فوز بنتيجة 3-2 في مجموع المباراتين.
قدم سيميوني مستوى مبهر في أعوامه الأولى كمدرب لفريق راسينج كلوب لكن قدوم رئيس جديد في مايو 2006 قرر أن يرحل سيميوني ويتولى رينيالدو ميرلو مهمة تدريب الفريق بدلا منه.
تولى بعدها بأيام مهمة تدريب إستوديانتس وقادهم للفوز بلقب الدوري لأول مرة منذ 23 عاما بعد أن تغلب على بوكا جونيورز، لكنه رحل بعد سلسلة من النتائج السيئة في 2007، ليتولى مهمة ريفر بليت خلفا لدانييل باساريلا.
رأى المدرب الأرجنتيني الواعد سلسلة من الانتصارات والانكسارات لكنه تعلم في كل يوم كيف يصعد سلم النجاح خطوة خطوة، جعل من لاعبيه مجموعة من العمال الذين يقاتلون في الملعب كوحدة واحدة لتحقيق الأهداف تلو الأخرى.
في موسم 2011-2012 حينما تولى قيادة أتليتكو، لم يخسر سوى في المباراة الـ10 له فاز في5 وتعادل في 4 ثم خسر من برشلونة بنتيجة 2-1.
كيف يفكر سيميوني؟
"قبل أي شيء، أنا أفكر دوما في الحصانة الدفاعية". هكذا وصف دييجو سيميوني أسلوبه في لعب كرة القدم، وحاليا هم في وضع متميز للغاية، الفريق هذا الموسم تلقى 16 هدفا في 32 مباراة بالدوري الإسباني أقوى خط دفاع.
وفي الموسم الماضي كان أتليتكو أقوى خط دفاع أيضا تلقى 29 هدفا في 38 مباراة، وفي موسم 2013-2014 الذي توج خلاله بطلا للدوري تلقى 26 هدفا، وفي موسم 2012-2013 كان أقوى خط دفاع أيضا تلقى 31 هدفا، في موسم 2011-2012 تلقى الروخي بلانكوس 46 هدفا.
لعل أبرز الأمثلة هذا الموسم على ما يفعله أتليتكو هو مباراتي بي إس في أيندهوفن، الفريق لم يقدم أفضل ما لديه لكنه قدم قطعة دفاعية فنية مثل من خلالها أقوى خط دفاع في أوروبا حاليا، على الرغم من أنه تخلى عن ميراندا وعلى الرغم من قلة البدائل لكن المنظومة الدفاعي والكيان الذي صنعه سيميوني باق.
ولكنهم لا يدافعون فقط بإمكان سيميوني نفسه أن يشرح لنا "لقد حولت الخطة إلى 4-3-3 ضد أيندهوفن لكي أحاول الفوز بالمباراة، لكنهم كانوا متمركزين جيدا على الصعيد الدفاعي لذا عدنا إلى طريقتنا السابقة، لقد كان مهما أن نفعل أي شيء لكي لا نخسر السيطرة في وسط الملعب".
تلك كلمة السر خط وسط أتليتكو مدريد، في موسم 2011-2012 خط الوسط كان يحتوي على كل من ماريو سواريز، تياجو، إدواردو سالفيو، أردا توران، باولو أسونساو، دييجو، فران مريدا، أوليفر توريس، ساؤول.
في الموسم التالي احتوى خط الوسط على كل من: تياجو، ماريو، كوكي، واستعاد خدمات المعار إلى أوساسونا راؤول جارسيا، وضم كريستيان رودريجيز وإيمري بليوزوجول، مع كل من توران وجابي وساؤول وأوليفر.
طوال الوقت كان سيميوني يحافظ على قوام خط الوسط، إنهم أساس تحولاته التكتيكية وظهر هذا واضحا في مباراة بي إس في على سبيل المثال خلال 10 دقائق فقط تحول من 4-4-2 إلى 4-3-3، مستغلا الجناحين يانيك فيريرا كاراسكو وأنتوني جريزمان وفيرناندو توريس، لكنهم لم يستغلوا الفرصة كما يجب.
كيف يتعامل سيميوني مع لاعبيه؟
تلك هي الفكرة. إنه يثق بهم ثقة عمياء يتعامل معهم كأصدقاء له، دائما يجعلهم يتعايشون مع الخسارة ولا يعميهم الفوز عن طريقهم.
حينما يصاب أفضل مدافع لديه دييجو جودين فنراه يدفع بالشاب لوكاس هيرنانديز ولا يخشى شيئا، على العكس الشاب الصغير يؤدي بكل ثقة ويرتكب الأخطاء وهو يعلم انه يتعلم في كل لحظة.
"لم نتوقف يوما عن الإيمان بما نمتلكه، نعم حسب الإمكانيات والوضع المتاحين لنا، نعرف ما علينا فعله". هكذا تحدث سيميوني عقب مباراة برشلونة والفوز بنتيجة 2-0، هو أعطى لاعبيه التكتيكات الدفاعية البحتة وبنسبة استحواذ بلغت 27% سجل هدفين وأٌقصى برشلونة ومنح لاعبيه الحلم.
سيميوني يحدد أهدافه قبل كل مباراة يخوضها ويتعامل وفقا للواقع هو لا يمتلك القوة المالية الضخمة لمانشستر سيتي أو باريس سان جيرمان وكذلك لا يملك التاريخ الذي يمتلكه كل من بايرن ميونيخ أو ريال مدريد.
"كل ما أفكر به حاليا هو مواجهة جرانادا بالدوري، مانشستر سيتي لديه قوة مالية كبيرة للغاية ولاعبين رائعين، مدريد وبايرن لديهما تاريخ أندية كبيرة، لكن بالنسبة لأتليتكو مدريد أن يتواجد وسط الأربعة الكبار في أوروبا تلك خطوة كبيرة".
بعد 4 أعوام وبضعة أشهر، يحصد سيميوني ما زرعه في لاعبيه من عقيدة الفوز وطريقة اللعب والتماسك التكتيكي، والطريقة التي حول بها فريقه إلى غول يخشاه الجميع أيا كان اللاعبون الذي سيرتدون قميصه.