كتب : محمد الفولي
على الرغم من أن كريستيانو جناح وليس رأس حربة صريح إلا أنه تمكن في موسم 2010-2011 من تسجيل 53 هدفا في كل المسابقات (الليجا وكأس الملك ودوري الأبطال).
أهلا بكم في الجزء الثامن من سلسلة كتاب "طموح بلا حدود" الذي يسرد فيه الإيطالي لوكا كاليولي قصة حياة النجم العالمي كريستيانو رونالدو.
طالع الحلقات الماضية، الأولى
ماكينة الأهداف
على الرغم من أن كريستيانو جناح وليس رأس حربة صريح إلا أنه تمكن في موسم 2010-2011 من تسجيل 53 هدفا في كل المسابقات (الليجا وكأس الملك ودوري الأبطال).
يصف خورخى فالدانو كريستيانو بأنه ماكينة التهديف المثالية حيث يقول "ما فعله كان بطوليا. كان لاعبا كريما طوال العام. لماذا؟ من يسجل 40 هدفا أو أكثر هو شخص كريم مع الفريق وسلاح فتاك في المباريات".
على الرغم من أن كريستيانو سجل في أخر أربع مباريات بالدوري 11 هدفا (أربعة في إشبيلية بسانشيز بيثخوان وثلاثة أمام خيتافي في البرنابيو واثنين أمام فياريال في المادريجال وأخر في ألميريا، إلا أن برشلونة حافظ على لقبه.
لم يكن الموسم، بعيدا عن الأرقام القياسية الشخصية، سعيدا فمن كل الأهداف التي سجلها كانت رأسيته في نهائي كأس الملك على ملعب ميستايا هي هدفه الحاسم الوحيد حينها هذا الأمر بالنسبة لكريستيانو ليس كافيا لأنه كما قال بنفسه لاذاعة (كادينا كوبى) "ريال مدريد دائما ما يتطلع لكل الألقاب. كنت أفضل تسجيل نصف الأهداف والفوز بالليجا والتشامبيونز"
الحقيقة أن كريستيانو عاش عاما معقدا، كفريقه ريال مدريد، بسبب بيب جوارديولا مدرب برشلونة وليونيل ميسي، وربما أيضا مورينيو وأكبر دليل على هذا مواجهات الكلاسيكو خلال هذا الموسم.
كثير من الكلاسيكو
كان الكلاسيكو الأول هذا الموسم على ملعب كامب نو وأقيم في 29 نوفمبر الذي وافق يوم الاثنين على غير العادة بسبب اقامة الانتخابات الكتالونية يوم الأحد، لأنه لا أحد يرغب في سكب البنزين على النار بلعب هذه المباراة بكل أبعادها السياسية والأمنية في نفس يوم الاقتراع.
كانت الصحف المدريدية تتحدث بنبرة تفاؤل كبيرة. لماذا؟ لأنهم رأوا كريستيانو أفضل من ميسي وأن مورينيو ليس مانويل بيليجريني أو برند شوتسر أو خواندي راموس. فالمدرب البرتغالي هو الرجل الذي تمكن من ايقاف "بيب تيم" مع إنتر ميلانو الإيطالي وتوج بالتشامبيونز على البرنابيو. هو الرجل الذي اختاره فلورنتينو بيريز كعقار كروي مثالي لايقاف سحر الكتالان.
مورينيو كان المدرب الذي كان يتصدر بفريقه الدوري بـ32 نقطة ولا يتوقف عن انتقاد أسلوب لعب برشلونة وأيضا الحكام. كان كريستيانو أيضا متفائلا بل وقال إن فريقه سيحسم هذه المواجهة.
ما الذي حدث في المباراة؟ درس كروي لن ينسى: لم يتمكن الريال من التعامل مع تدوير اللعب السريع من قبل برشلونة أو المثلثات التي كان يصنعها لاعبوه. مع صافرة النهاية في تلك الليلة الباردة والممطرة كانت النتيجة هي فوز برشلونة بخماسية نظيفة في مباراة لم يظهر فيها كريستيانو أبدا. كان بعيدا في المناطق الأمامية ينتظر مجيء الكرة التي لم تصل له أبدا تحت الأمطار. لم يظهر سوى مرتين تقريبا: ركلة حرة وانفراد مع فالديس.
كثير من الخوف
قبل ثاني مباريات الكلاسيكو هذا الموسم كان برشلونة يسير بشكل جيد للغاية ويتصدر الليجا بفارق ثمان نقاط عن ريال مدريد الذي لم تكن الأمور فيه على خير ما يرام، فمورينيو على سبيل المثال لم يظهر في المؤتمر الصحفي قبل المباراة بل مساعده أيتور كارانكا، الأمر الذي لم يعجب الصحفيون الذين رحلوا احتجاجا على هذا الأمر.
لم ينس المدرب البرتغالي خماسية كامب نو وترك على الدكة أوزيل وكل مهاجميه تقريبا: إيجواين وأديبايور وبنزيمة وكاكا. كان مورينيو يموت من الخوف، لذا رسم خطة دفاعية للغاية قائمة على تدمير طريقة لعب المنافس، آملا في أن يأتي الفوز من ركلة حرة أو مرتدة عبر كريستيانو، ولكن هذه عملية صعبة للغاية لأن كل خطوط الفريق بعيدة عن منطقة الجزاء. تعادل الفريقان في النهاية بهدف لمثله من ركلتي جزاء سجلهما ميسي ورونالدو.
كان ثالث مواجهات الكلاسيكو هذا الموسم هو نهائي ميستايا الذي امتد لوقت اضافي حسمته رأسية كريستيانو في المباراة التي لعبها البرتغالي بالكامل تقريبا في مركز رأس الحربة الصريح بعيدا عن مركزه الطبيعي.
لم يمر وقت طويل على لقاء الفريقين ثانيا في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال حيث عمل مورينيو على تسخين الأجواء قبل المباراة والحديث عن برشلونة والتحكيم وجوارديولا بشكل غير لائق ليخرج الأخير ويدافع عن فريقه ويسمي مورينيو "السيد الملعون للمؤتمرات الصحفية".
كان "السيد الملعون" في اليوم التالي هو ميسي، ففي ظل لعب ريال مدريد بعشرة لاعبين بعد تدخل من بيبي ضد ألفيش، ربما يكون بالغ فيه الأخير قليلا، تمكن ميسي من حسم الأمور بتسجيله لهدفين.
هاجم مورينيو التحكيم بضراوة في المؤتمر الصحفي بعد طرده هو وبيبي وحصول راموس على بطاقة ستحرمه من خوض مباراة الاياب حيث ذهب بعيدا في تصريحاته وقال "ريال مدريد تعرض للاقصاء من دوري الأبطال. سنذهب لكامب نو بكل فخر وبكل احترام لعالمنا وهو كرة القدم.. كرة القدم التي تثير الاشمئزاز في بعض الأحيان. أنا مشمئز من الحياة في هذا العالم ولكن هذا هو عالمنا. سنذهب بدون بيبي الذي لم يقم بشيء وبدون راموس الذي لم يقم بشيء هو الأخر وأيضا بدون المدرب الذي لا يمكنه الجلوس على الدكة.. حتى إذا ما سجلنا هدفا هناك وزادت فرصنا سيقتلوننا مرة أخرى، لهذا فإن سؤالي سيكون: لماذا؟ لماذا لا يترك (الحكام) الفرق الأخرى تلعب أمامهم (برشلونة)؟ هذا أمر لا أفهمه!".
أتبع هذه التصريحات بالطبع قرار من (ويفا) بفرض غرامة على مورينيو بقيمة 50 ألف يورو وايقافه لمدة خمس مباريات، فيما صرح كريستيانو "الكل شاهد كيف كان الأمر ونحن نلعب بـ11 لاعبا ضد 11 لاعبا. ربما لم نكن نلعب جيدا ولكن المباراة كانت تحت سيطرتنا. هل هذه صدفة؟ 0-0 لم تكن لتصبح نتيجة سيئة، لأنه ربما كنا لنسجل من مرتدة في برشلونة.. نحن نشعر بالحزن لأن الأمور لا تتغير دائما أمام هذا الفريق ولأن المدرب يحدث له نفس الشيء دائما ضد برشلونة".
لم يتوقف كريستيانو عند هذا فحينما سأله الصحفيون بخصوص ميسي قال "أمام عشرة لاعبين تصبح الأمور سهلة. ليتني أستطيع اللعب أنا أيضا أمام 10 لاعبين".
في الثالث من مايو يأتي موعد مباراة الاياب على كامب نو. تواجد مورينيو في الفندق ليشاهد فريقه يلعب بجرأة وطموح أكبر من بقية مباريات الكلاسيكو الثلاث السابقة في أول ربع ساعة، ولكن بمرور الوقت بدأ برشلونة في تقديم طريقة لعبه الدائمة لدرجة أن كاسياس أنقذ ثلاث فرص محققة.
رونالدو الغاضب
بعد الاستراحة يظهر ريال مدريد بصورة أفضل، ولكن كريستيانو لم يحصل على الكرة حتى الآن في مركز جيد، فيما أن مراوغاته لم تأت بفائدة وهو الأمر الذي أثار حنقه كثيرا. صحيح أن ريال مدريد اختلف عن مواجهات الكلاسيكو السابقة، ولكن التعادل بهدف لمثله لم يكن كافيا للعبور ولكن.. هل هناك أسباب أخرى لغضب رونالدو؟
إنها تلك المشاجرة التي جمعته مع مورينيو عقب ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال وكان سببها التصريح الذي قاله أمام وسائل الاعلام بخصوص أسلوب اللعب وقال فيه "لا يعجبني ولكن يجب أن أتأقلم على ما هو موجود أمامي".
لم يعجب مورينيو هذا الأمر كثيرا خاصة وأنه كان قادما من كريستيانو، لذا أخرجه من قائمة ريال ساراجوسا في الليجا مبررا الأمر بأنه لإراحته قبل إياب نصف النهائي أمام البرسا على كامب نو.
كان كريستيانو غاضبا من تلك العقوبة ووفقا لصحيفة (الباييس) فإنه "أثناء معسكر برشلونة وقبل أخر مباراة كلاسيكو في الموسم فإن اللاعب ومورينيو تشاجرا أمام الفريق بسبب هذه التصريحات".
ووفقا للصحيفة فإن مورينيو قال للاعب "كريستيانو.. أنت لا يجب أن تشكو من طريقة لعبنا الدفاعية لأننا نفعل هذا بسببك. لأنك لا ترغب في الدفاع".
كانت لدى مورينيو قناعة بأن كل الأهداف التي سجلها كريستيانو كانت بسبب منظومته: نموذج لعب أعده خصيصا على مقاس اللاعب، حيث يسمح له بالانتظار دون بذل مجهود ليوفر طاقته من أجل الركض واللمسة الأخيرة، لهذا لم يكن لديه أي استعداد لسماع أي انتقادات منه لأنه أسس نظام لعب قائما على هذا الأمر. كان هذا هو الشرخ الأول في علاقة الثنائي.