طموح بلا حدود (7) – مشعوذ يهدد ريال مدريد بشأن رونالدو.. وخروج قبيح من المونديال
الأربعاء، 26 أبريل 2017 - 11:52
كتب : محمد الفولي
قبل ساعتين من تقديم كريستيانو رونالدو كلاعب جديد في ريال مدريد، فُتحت أبواب ملعب سانتياجو برنابيو أمام الجماهير التي كانت ترغب في حضور هذا الحدث. أكثر من 80 ألف مشجعا حضروا حفل التقديم فيما بقي خمسة آلاف غيرهم خارج الملعب في حدث حطم كل الأرقام القياسية في فئته.
كريستيانو رونالدو
النادي : النصر
أهلا بكم في الجزء السابع من سلسلة كتاب "طموح بلا حدود" الذي يسرد فيه الإيطالي لوكا كاليولي قصة حياة النجم العالمي كريستيانو رونالدو.
طالع الحلقات الماضية، الأولى.
بداية رائعة
سجل كريستيانو في 29 أغسطس بالجولة الأولى من الليجا على ملعب برنابيو أول هدف رسمي له بقميص ريال مدريد من ركلة جزاء. بعد خمس مباريات أصبح في حصيلته سبعة أهداف. كانت بداية رائعة، الأفضل في مسيرة رونالدو حينها وواحدة من أبرز البدايات في تاريخ ريال مدريد.
لم تكن كل الأمور وردية فكريستيانو لا يقبل أن يتم استبداله، وفي إحدى المرات قرر مانويل بيليجريني إخراجه في مواجهة أمام تينيريفي في 26 سبتمبر التي لم يسجل فيها، لهذا يذهب غاضبا نحو الدكة دون تحية المدير الفني ويركل بقدمه كرة قريبة من مقاعد البدلاء.
لم يعمد المدرب التشيلي لتسخين الأجواء وقال للصحفيين:"لا يوجد أي لاعب يسعد بقرار استبداله، لهذا لا أرى أي مشكلة في رد فعله". الحقيقة أن بيليجريني كان يحب الاعتماد على سياسة التناوب وهو الأمر الذي لم يرق لكريستيانو لأنه يرغب في لعب كل الدقائق، حيث يقول خورخى فالدانو:"إنه طموح ويعاني من هوس أصلي بالتسجيل وتحقيق شيء عظيم".
كان كريستيانو في 30 سبتمبر أمام مارسيليا الفرنسي على موعد مع تسجيل هدفين والتسبب في ركلة جزاء والتعرض لإصابة بعد تدخل قوي من سليماني ديوارا. يشخص الأطباء حالة رونالدو بأنها كدمة شديدة مع التواء في الكاحل الأيمن ما يعني الغياب لفترة تتراوح من أسبوعين لثلاثة.
غاب كريستيانو عن مباراة إشبيلية، الهزيمة الأولى للميرينجي في الليجا، ولكنه يسافر للشبونة للانضمام لمعسكر المنتخب البرتغالي الذي كان سيواجه المجر ومالطة في تصفيات مونديال 2010. يقول كريستيانو إنه تعافى ولكنه في الحقيقة كان متسرعا في هذا القرار، حيث لم يلعب أمام المجر في 10 أكتوبر سوى 27 دقيقة فقط قبل أن تعاوده الإصابة.
أعلن مدرب البرتغال كارلوس كيروش أن كريستيانو لن يكون قادرا على خوض المباراة التالية لذا منحه الإذن بالرحيل عن المعسكر للعودة لريال مدريد. أظهرت الفحوص الجديدة أن انتكاسة الإصابة ستبعده عن الملاعب فترة تتراوح من ثلاثة إلى أربعة أسابيع سيغيب فيها عن مواجهة أتليتكو مدريد وميلان.
"أنا حزين للغاية لتجدد الإصابة. لست منقذا ولكن كنت أرغب في مساعدة زملائي في ريال مدريد". كانت هذه هي الكلمات التي قالها كريستيانو لصحيفة (أوجوجو) البرتغالية حينها خلال فترة غياب استمرت 55 يوما شهدت كل أنواع الغرائب.
المشعوذ
الساحر بيبي ليس بكل تأكيد زميل كريستيانو رونالدو في البرتغال وريال مدريد، بل هو مشعوذ أرسل لفلورنتينو بيريز في سبتمبر خطابا جاء فيه ما يلي:
"لست معاديا لريال مدريد. ليس لدي شيء ضد هذا النادي العظيم، ولكن أنا جيد جدا في مهنتي وأتلقى أموالا جيدة من أجل استخدام قواي. تعاقد أشخاص معي لكي يتعرض كريستيانو لإصابة خطيرة. لا يمكنني تأكيد أنها ستكون إصابة خطيرة ولكنه سيظل غائبا لفترة أطول من فترات لعبه".
وصفوا في النادي هذا الأمر بأنه "مجرد جنون ليس له أساس من الصحة"، فيما أن المقربين من اللاعب لم يولوا الأمر أي اهتمام، ولكن بعدها بعدة أيام كانت هناك تلك الإصابة والانتكاسة مع البرتغال. شبح المشعوذ بيبي لاح في الأفق، خاصة وأنه ظهر ليقول أنه حصل على 30 ألف دولار لإكمال تعويذته على كريستيانو ولكي يتعرض لإصابة ستحرمه من لعب كرة القدم! كانت مبررات المشعوذ وراء ما يفترض أنه فعله هو أن "سيدة غير إسبانية فتحت له أبواب المجد والشهرة" كلفته بهذا الأمر بعدما تخلى عنها رونالدو.
ربطت بعض وسائل الاعلام بين ما قيل والنجمة العالمية باريس هيلتون التي جمعتها مغامرة مع كريستيانو صيفا. لم يؤكد المشعوذ الأمر أو ينفيه، ولكن دولوريس والدة كريستيانو كان لديها ردها الخاص الذي تمثل في التعاقد مع مشعوذ برتغالي من مدينة فافي القريبة من براجا والذي يستخدم السحر الأبيض. الأمر كان أشبه بحرب سخيفة ليس لها أي أساس من الصحة، في الوقت الذي كان كريستيانو يسعى فيه للتعافي.
ألكوركوناثو
بخلاف حرب المشعوذين، حدثت مفاجأة أخرى، ولكن هذه المرة ليست لرونالدو بصورة مباشرة بل ناديه. إنه الـ"ألكوركوناثو". أو خروج ريال مدريد من كأس الملك على يد فريق ألكوركون الصغير الذي يحمل نفس اسم مدينته التي لا يقطنها سوى 168 ألف نسمة. كان اللاعب الأعلى أجرا في هذا الفريق يحصل على ستة آلاف يورو سنويا ويعمل في محل للمعجنات أمام 13 مليون يورو سنويا لرونالدو الذي لم يشارك على سبيل المثال، ولكن على الرغم هذا فاز ألكوركون المتواضع برباعية نظيفة في مباراة الذهاب.
"إذلال" و"إهانة" و"هزيمة تاريخية"، كانت هذه هي بعض عناوين الصحافة المدريدية بعد تلك المباراة ولكن (ماركا) ذهبت إلى أبعد حد حينما نشرت صورة بيليجريني، ذلك الرجل الذي قضى أربعة شهور فقط في منصبه، على غلافها وتحته عبارة "فلترحل".
ظل رونالدو مصابا حتى مباراة الإياب في 10 نوفمبر التي فاز فيها ريال مدريد بهدف يتيم ليتأهل الفريق الصغير لدور الـ16 ويتبخر أول لقب ممكن للفريق هذا الموسم.
كان الكلاسيكو الأول لكريستيانو رونالدو مع ريال مدريد على ملعب كامب نو الذي استقبله بالهتاف الذي سبق وابتكره لمواطنه لويس فيجو حينما رحل عن النادي الكتالوني نحو ريال مدريد وهو "هذا البرتغالي إنه ابن عاهرة". كان هذا الهتاف الأكثر ترديدا من قبل الجماهير في تلك الليلة. حاول كريستيانو تناسي الإهانات واللعب ولكنه استبدل (ق66) لينزل كريم بنزيمة بدلا منه بعد أن سجل زلاتان إبراهيموفيتش هدف المباراة.
بعد هذا الفوز اعتلى برشلونة صدارة الليجا لأول مرة منذ بداية المسابقة وبفارق نقطتين عن ريال مدريد ولكن في النهاية تمكن برشلونة من التتويج باللقب بـ99 نقطة مقابل 96 نقطة لريال مدريد في موسم كان أكثر ما انتقدته فيه الصحافة هو عصبيته وتوتره وربما وجود شيء من الغرور.
يقول فالتر دي سالفو الذي عمل مع رونالدو كمعد بدني "مسيرته مع ريال مدريد ستظل دائما هكذا، لحظات من المجد وأخرى معقدة حتى يتمكن من القضاء على التوتر الذي يعيشه. إنه يسعى دائما لإثبات أنه الأفضل والناس تطالبه بهذا. من الصعب أن تتحكم في نفسك حينما تقع دائما تحت ضغط. الضغط كبير عليه بل إنه اضطر لتحمل ضغط يفترض أنه يخص بنزيمة وكاكا".
كان من ضمن كوارث الموسم أيضا الخروج أمام ليون الفرنسي في دوري الأبطال. "مصيبة" هكذا وصفتها صحيفة (أس) في صفحتها الأولى ثم جددت (ماركا) مطالبها بإقالة بيليجريني بصورة له على غلافها وتحتها عبارة "اطردوه"، ولكن على الصعيد الشخصي كان رونالدو تمكن على الرغم من الغياب لمدة شهرين بسبب الإصابة من تسجيل 26 هدفا في الليجا وسبعة في دوري الأبطال أمام 34 لميسي في الليجا وثمانية في دوري الأبطال.
مونديال إفريقيا
"أرغب في أن أصبح الأفضل في البطولة، لن أقول الهداف أو شيء من هذا القبيل، بل سأحاول تقديم أقصى ما لدي لكي أصبح الأفضل. أنا طموح وأسعى لتقديم مونديال جيد وقيادة الفريق للفوز. لا يجب علي إثبات أي شيء لأي شخص" كانت هذه هي تصريحات رونالدو للصحفيين قبل البطولة.
مر منتخب البرتغال من الدور الأول دون هزيمة حيث تعادل سلبيا مع كوت ديفوار وفاز بسباعية نظيفة على كوريا الشمالية وتعادل مجددا دون أهداف مع البرازيل ليحتل وصافة المجموعة ويواجه إسبانيا في دور الـ16.
كانت أخر مباراة كبيرة بينهما في يورو 2004 وخسرت إسبانيا بهدف لهذا فإن هذه المواجهة أيضا بين الفريقين كانت تتعلق بالحياة والموت، ربما بالنسبة للبرتغال بصورة أكبر فرونالدو نجمها وأغلى لاعب في العالم محترف في إسبانيا، لهذا فإن كريستيانو لم يتحمل الخسارة بهدف نظيف.
أثناء خروجه من الملعب تتابعه إحدى الكاميرات ليلتف ثم يبصق، هل على الكاميرا أم الأرض؟ لا أحد يعرف! الأمر الوحيد الحقيقي أن هذا كان تصرفا قبيحا، لهذا استغلته الصحافة الكتالونية أسوأ استغلال لمواصلة حملتها الإعلامية ضد اللاعب.
لم يتوقف الأمر عند هذا حيث هاجم بعد المباراة في تصريحاته بالمنطقة المختلطة مدربه كارلوس كيروش ضمنيا حيث قال:"تسألوني عن المباراة؟ من الأفضل أن توجهوا أسئلتكم لكيروش"، الذي رد بدوره ضمنيا في المؤتمر الصحفي بقوله:"إذا ما كان أحدهم يستصغر قميص المنتخب عليه فعليه ألا يتواجد في الفريق. طالما ظللت مدربا لهذا الفريق لم يعتليني أحد في السلطة".
كان للويس فيجو قائد المنتخب السابق رأيه حيث قال:"بغض النظر عن النجاح أو الفشل، يجب على القائد دائما الدفاع عن فريقه حتى ولو أضر بصورته ويجب عليه في اللحظات الصعبة أن يكون قادرا على المواجهة من أجلهم".
خرج جوزيه مورينيو الذي عين مدربا لريال مدريد للدفاع عن مواطنه ولاعبه المستقبلي حيث قال:"لن تصبح كل المسؤولية ملقاة على كريستيانو معي. في الفرق التي أدربها حينما نفوز نفوز جميعا وحينما نخسر أكون أنا الخاسر. يمكن لكريستيانو الشعور بالهدوء والاستمتاع بعطلته. لن أجعل أحدا يلقي بكل المسؤولية فوقه. العظماء عظماء لأنهم الأفضل ولكن الفريق هو المهم. البرتغال خسرت من إسبانيا لأن الأخيرة كانت الأفضل".
يتبع