كتب : إسلام مجدي
برشلونة أعلن رسميا عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي عن غياب نجمه نيمار دا سيلفا بسبب شكوك حول قانونية قرار إشراكه في المباراة، على الجانب الأخر جاريث بيل مشكوك في أمر مشاركته مع ريال مدريد بسبب الإصابة.
ما بين اللاعبين أيهما يشكل ضربة أقوى لفريقه؟ من أفضل من ممن؟ خاصة وأنهما كانا طرف المقارنات مؤخرا والكثير من التوقعات تشير إلى أنهما سيخلفان
بيل وريال مدريد
خلال الموسم الجاري والماضي أثبت زين الدين زيدان أنه لم يكن لاعبا عظيما فقط، بل ومدربا متميزا سيضع اسمه بين الكبار عما قريب إن لم يكن قد بدأ ذلك بالفعل.
صرح زين الدين زيدان في وقت سابق خلال الموسم الجاري :"دائما علينا أن نتطور، لأن الموسم طويل على أي فريق نلعب ضده، اللعب لريال مدريد هو حافز إضافي لأي لاعب، واللعب ضده كذلك، لذا علينا أن نضع ذلك نصب أعيننا".
أيضا حينما سئل عن قلة مشاركات إيسكو وجيمس رودريجيز قال :"لا أفضل لاعبا على أخر، الجميع يجب أن يكون جاهزا للمشاركة في أي وقت".
هذا ما قدمه زيدان لريال مدريد فعليا، مع كم الإصابات التي عانى منها الفريق طيلة الموسم الجاري، والغيابات، دائما بإمكان أي لاعب أن يشارك من دكة البدلاء ويصنع الفارق.
النادي الملكي يغيب عن رافاييل فاران وبيبي وجاريث بيل، هعناصر قوية للغاية خاصة النجم الويلزي الذي سجل 9 أهداف وصنع 5 في 25 مباراة بكل المسابقات هذا الموسم، ومع ذلك قادر على تعويضهم.
هناك اختلاف كبير سيقلق زيدان في مباراة برشلونة، إيسكو سيمنح خط الوسط الخاص بالملكي أفضلية وعمقا عكس أسيسنيو الذي سيمنح خط الهجوم الأفضلية، والحالتين لهما مزايا وعيوب.
بالنسبة لإيسكو، فصحيفة "ماركا" الإسبانية وصفته قائلة:"إيسكو إنه من نوعية اللاعبين الذين تلتصق الكرة بأقدامهم".
إيسكو سيمنح زين الدين زيدان أريحية كبيرة باللعب بطريقة 4-4-2، بمنح كريستيانو رونالدو فرصة للتقدم أكثر في الهجوم عوضا عن اللعب في مركز الجناح، إيسكو يحول طريقة ريال مدريد إلى العمق أكثر من 4-3-3 إلى 4-2-3-1، ويمنح زيدان الفرصة للعب بطريقة دفاعية أمنة أكثر.
يمتاز النجم الإسباني بقدرته الرائعة على التحكم في الكرة، صحيفة "ماركا" وصفته بـ"الساحر" الذي لا يتخلى عن الكرة أبدا، كما أنه ينتقل للعمق ليستعمل التمريرات القصيرة خلال خطوط الخصم الدفاعية، ويعكس ذلك رؤيته المتميزة لملعب الخصم، خاصة بمساندة داني كارباخال الأمر الذي حدث في مواجهة فياريال، التي فاز بها ريال مدريد بنتيجة 3-2.
الأمر ذاته حدث في الكلاسيكو من قبل وألقى عليه موقع Outsideoftheboot الضوء.
ماركو أسينسيو
عكس إيسكو فأسينسيو يفضل اللعب على الجناحين أكثر، هدفه في بايرن ميونيخ يوضح ذلك كثيرا، مثلا إيسكو في مواجهة سبورتنج خيخون اخترق من العمق مباشرة أمام المرمى.
أما أسينسيو فيتجه من العمق إلى الطرف لتسجيل الكرة في الشباك أو تمريرها إلى المهاجم المتمركز أمام المرمى حسب رؤيته، إنه هجومي أكثر وأيضا إيسكو أفضل منه فيما يخص الجماعية.
موقع "ماركا" كان قد طرح مشاكل إيسكو مشيرا إلى أنه يعتمد على قدم واحدة فقط في اللعب ويعاني لاستعمال القدمين، أيضا إنهاء الفرص في المرمى يحتاج للعمل.
إن أراد زيدان مهاجمة برشلونة فأسينسيو سيكون الحل المثالي، خاصة مع طريقة 4-3-3، واللعب بجانب رونالدو وبنزيمة بدلا من بيل، ورأيناه متميزا في مركز الجناح سواء ضد إشبيلية أو ريال سوسيداد وبالطبع ضد بايرن ميونيخ.
نيمار وبرشلونة
المشكلة أكبر للفريق الكتالوني، ففي الجهة التي يجد فيها زيدان بدلا من البديل اثنين، مع لويس إنريكي الوضع مختلف، باكو ألكاسير سجل 5 أهداف في 23 مباراة شارك بها خلال الموسم الجاري مع الفريق الكتالوني، أما أندري جوميز شارك في 40 مباراة بكل المسابقات وسجل هدفا وصنع هدفين، وأردا توران شارك في 29 مباراة بكل المسابقات سجل خلالها 13 هدفا ونصع 7 أخرين.
أقرب المعوضين لنيمار هو أردا إن كان جاهزا وتعافى من إصابته، خاصة مع خبرته بمباريات ريال مدريد منذ أن كان لاعبا لأتليتكو مدريد.
جرهام هانتر كتب لشبكة "إي إس بي إن" في يناير الماضي:"إنريكي ليس غبيا لكنه يعاني بتوجيه طاقته لتفاصيل خاطئة، بحثه الدائم عن الإبداع، ومحاولة محاكات جوسيب جوارديولا هما ما يشغلانه دوما".
ما حققه إنريكي مع برشلونة من ثلاثية في 2015، كانت لأشياء جديدة حلت بالنادي الكتالوني، لويس سواريز وشراكته الممتازة مع ليونيل ميسي ونيمار، ثم إيفان راكيتيتش وتألقه مع داني ألفيش ودعم سيرخيو بوسكيتس.
تشكيل برشلونة كان قويا ومتكاملا، بعد عامين يعاني الفريق الكتالوني في أكثر من مركز على الرغم من إبرامه لصفقات تقدر بـ104.34 مليون جنيه إسترليني وضم 6 لاعبين وتصعيد أخر من برشلونة ب.
كتب جرهام هانتر أيضا :"خلال الموسم الجاري ميسي يعود لوسط الملعب ليلعب كلاعب وسط أحيانا (خاطئ) لكن من يستبدله في الهجوم؟ من يؤدي العمل القذر ويضيف قوة في وسط الملعب ويساند ميسي؟".
وأضاف "حاليا يوجد العديد من اللاعبين في برشلونة متأكدين من أنهم أساسيين في ظل عدم وجود أي فرصة لمن هم على دكة البدلاء في اختراق التشكيل الأساسي عكس ريال مدريد، إنها حالة يخلقها المدرب وعلى إنريكي تحمل ذلك".
وتابع "يوجد الكثير على مقاعد بدلاء برشلونة ممن يعرفون أنهم ليسوا خيارات أساسية مهما حدث حتى ولو كانوا في قمة مستواهم".
لذا إنريكي إن احتاج لخيار هجومي بجانب ميسي وسواريز فالاتجاه سيكون لأردا أو باكو، مع الوضع في الاعتبار أن الأخير بإمكانه أن يلعب مكان سواريز فقط وليس على الجناح، مما سيزيد متابع المهاجم الأوروجوياني في الملعب قبل مدربه، منذ أن كان باكو في فالنسيا وهو يجيد اللعب من العمق فقط.
أما أردا فيجيد اللعب في مركز الجناح، لكن المشكلة تكمن في إصابته وغيابه عن الفريق ثم الدفع به في مباراة مثل هذه، أخيرا هناك أندري جوميز، الذي لا يلعب في مكانه مع برشلونة، إذ أنه أتى لخلافة أندريس إنيستا.
لاعب الوسط البرتغالي حسب وصف موقع outsideoftheboot يجيد اللعب في مركز صانع الألعاب المتقدم، خاصة مع قدراته الرائعة في خلق المساحات في خط دفاع الخصم ووعيه بنقاط ضعفه من خلال رؤيته.
تحدث جوميز في وقت سابق قائلا :"بخصوص التكتيك، فخورخي خيسوس مدرب بنفيكا السابق علمني كيف أقرأ المباراة، إنه خبير في تلك النقطة، إنه أحد المدربين المتواجدين في البرتغال، ساعدني كي أنضج كلاعب كرة قدم، خاصة فيما يخص الواجبات الدفاعية، لأنني هجومي أكثر وأنا شاكر له في ذلك الأمر".
سيضيف جوميز عمقا أكبر لخط وسط برشلونة حتى وإن لم يكن في أفضل حالاته، لكن ذلك سيكون على حساب الجانب الهجومي، وفي النهاية الاختيار لإنريكي.